فى أوائل القرن الماضى كان هناك دور كبير للحفلات التى يحييها الفنانين فى شهرتهم ، وكان لمتعهدى الحفلات الذين يستعينون بالفنانين دور كبير فى شهرة أى فنان ونجوميته وتقديمه للجمهور، أو فى تجاهله ونسيانه وإهماله ، وبالتالى ضياع موهبته.
وفى العشرينات والثلاثينات من القرن الماضى ظهرت سطوة ودور متعهدى الحفلات الذين يقومون بتنظيم الحفلات وتأجير الفرق والمطربين وتوزيع التذاكر، وكانوا يربحون من ذلك العمل ، ما كانوا يساهمون فى تقديم المواهب الجديدة التى يتحمسون ويستعينون بها.
ولكن كيف بدأت فكرة ومهنة متعهد الحفلات فى مصر؟
تؤكد العديد من المصادر أن فكرة ومهنة متعهد الحفلات بدأت فى عهد فرقة سلامة حجازى ، ففى عام 1911 كانت الفرقة تعمل على مسرح دار التمثيل العربى، وان سلامة حجازى يعهد إلى حوالى 10 أفراد بمهمة الدعاية لمسرحه، حيث كانوا يوزعون إعلانات الفرقة ومسرحياتها فى الشوارع والطرقات والبيوت.
سلامة حجازى (1)
وذات يوم مرض أحد هؤلاء الأشخاص الذين يوزعون الإعلانات ، وكان الشيخ سلامة حجازى عطوفاً على كل من يعملون معه وأراد مساعدة هذا الرجل المريض، لذلك قرر إحياء حفلة خاصة وأن يخصص كل ريعها لعلاج هذا المريض، ولكن إيرادات هذه الحفلة لم تف بالغرض منها، فتقدم أحد أصدقاء المريض وأبدى استعداه لتأجير الفرقة ثلاث ليال يخصص دخلها بعد خصم النفقات لعلاج زميلهم المريض.
سلامة حجازى (2)
ونجحت هذه الحفلات نجاحاً كبيراً، وكان سر نجاحها هو براعة مستأجر الحفلة فى توزيع التذاكر، وأغرى هذا النجاح رجلاً من المشرفين على شئون الفرقة اسمه على يوسف بأن يستأجر الفرقة اسبوعاً لحسابه واستعان ببعض موزعى الإعلانات فى توزيع التذاكر، فنجحت الفكرة نجاحاً باهراً، وحقق على يوسف أرباحاً كبيرة من تعهد الحفلات، وفعل ذلك مع أكثر من فرقة ، ومن هنا نشأت فكرة متعهد الحفلات، وظهرت اسماء اخرى غلى جانب على يوسف ومنهم محمد المقرطم، وإبراهيم أبو دراع، وأخرين ، وكان معظمهم يتميز بالقوة البدينة وأحيانا يستعين بالفتوات، وبعد ذلك بسنوات ظهر أبر متعهد حفلات فى مصر وقتها، وهو المعلم صديق أحمد الذى كان له دور كبير فى اكتشاف أم كلثوم وعبدالوهاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة