دخلت الأزمة الدبلوماسية بين لندن وباريس والتى بدأت بسبب الخلافات بين البلدين بعد "بريكست"، منعطفا جديدا ينذر بالمزيد من التراجع فى العلاقات الثنائية. وبعد أن احتلت مشكلة الصيد فى المياه البريطانية وغضب فرنسا بعد اتفاق أوكوس الأمنى الصدارة كسبب للخلافات، أصبحت الهجرة عبر المانش آخر محطات الأزمة المتفاقمة لاسيما بعد غرق قارب ووفاة 27 مهاجر.
وشهدت الخلاف الدبلوماسى نشر رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، لرسالة موجهة إلى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون عبر "تويتر" يطالبه فيها باستعادة المهاجرين الذين يصلون المملكة المتحدة عبر بحر المانش. وهو ما رد عليه الأخير باتهام الأول بـ"عدم الجدية"، وسحب دعوة وزيرة الداخلية البريطانى بريتى باتيل إلى اجتماع طارئ حول الهجرة فى مدينة كاليه.
كما ألغى وزير الداخلية الفرنسى جيرالد دارمانان محادثات كانت متوقّعة مع نظيرته البريطانية فى اجتماع كاليه. وقال دارمانان إن رسالة جونسون أصابت فرنسا بالإحباط، وإن "نشْر الرسالة علنيًا زاد الأمر سوءًا".
وكان غرق 27 شخصا أثناء محاولتهم عبور القنال الإنجليزى من فرنسا قبل أيام، وهى أكبر خسارة فى الأرواح تسجل فى القناة. وألقى القبض على خمسة أشخاص لصلتهم بالحادث. وقال مسؤولون فرنسيون إنه من بين الغرقى 17 رجلا وسبع نساء - واحدة منهن كانت حاملاً - وثلاثة أطفال، وفقا لموقع "بى بى سى".
ومن ناحية أخرى قال حزب العمال إن المملكة المتحدة وفرنسا "تشاركان فى لعبة إلقاء اللوم" على الأشخاص الذين يقومون بعبور قناة محفوفة بالمخاطر فى قوارب صغيرة، بدلاً من الجلوس معًا لمحاولة إيجاد طريقة لمنع المزيد من الوفيات، وفقا لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية.
وقالت ليزا ناندى، وزيرة خارجية الظل إن ما حدث "ببساطة غير معقول." وأضافت "فرنسا تلوم بريطانيا، وبريطانيا تلوم فرنسا - الحقيقة هى أن الحكومتين تشاركان فى لعبة إلقاء اللوم بينما يغرق الأطفال قبالة سواحلهم".
وأكدت "أنه ببساطة أمر غير معقول وأى حكومة مسئولة على أى من جانبى القناة ستضع هذه الاختلافات جانبًا وتعمل معًا للتعامل مع مشكلة مشتركة جماعية لن يتم حلها إلا معًا".
ودعت فرنسا ممثلين من بلجيكا وألمانيا وهولندا والمفوضية الأوروبية إلى الاجتماع فى كاليه بعد وفاة 27 شخصًا كانوا يأملون فى طلب اللجوء فى المملكة المتحدة الأسبوع الماضى.
وقال مسئولون بريطانيون أن باتيل تحدثت بشكل منفصل يوم الأحد مع وزير الداخلية الهولندى كاجسا أولونجرين.
فى حديثها إلى شبكة سكاى نيوز البريطانية، انتقدت ناندى نهج باتيل وجونسون فى التواصل بفرنسا، ودعت أيضًا إلى سياسات لمعالجة القضايا الأوسع المرتبطة بالعبور غير المشروع للقناة، مثل الافتقار إلى طرق آمنة لطلب اللجوء فى المملكة المتحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة