يزيد بن المهلب يعلن التمرد على بنى أمية.. ما يقوله التراث الإسلامى

الخميس، 04 نوفمبر 2021 05:00 م
يزيد بن المهلب يعلن التمرد على بنى أمية.. ما يقوله التراث الإسلامى البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحل عمر بن عبد العزيز فى سنة 101 من الهجرة، وتولى من بعده يزيد بن عبد الملك، وسرعان ما أعلن يزيد بن المهلب التمرد على ابن عبد الملك واستولى على البصرة، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
 
يقول كتاب البداية والنهاية للحافظ بن كثير تحت عنوان "خلافة يزيد بن عبد الملك"
بويع له بعهد من أخيه سليمان بن عبد الملك أن يكون ولى الأمر من بعد عمر بن عبد العزيز، فلما توفى عمر فى رجب من هذه السنة - أعنى سنة إحدى ومائة - بايعه الناس البيعة العامة، وعمره إذ ذاك تسع وعشرون سنة، فعزل فى رمضان منها عن إمرة المدينة أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وولى عليها عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس، فجرت بينه وبين أبى بكر بن حزم منافسات وضغائن، حتى آل الأمر إلى أن استدرك عليه حكومة فحدَّه حدين فيها.
 
وفيها كانت وقعة بين الخوارج، وهم أصحاب بسطام الخارجي، وبين جند الكوفة، وكانت الخوارج جماعة قليلة، وكان جيش الكوفة نحوا من عشرة آلاف فارس، وكادت الخوارج أن تكسرهم، فتذامروا بينهم فطحنوا الخوارج طحنا عظيما، وقتلوهم عن آخرهم، فلم يبقوا منهم ثائرة.
 
وفيها خرج يزيد بن المهلب فخلع يزيد بن عبد الملك واستحوذ على البصرة، وذلك بعد محاصرة طويلة، وقتال طويل، فلما ظهر عليها بسط العدل فى أهلها، وبذل الأموال، وحبس عاملها عدى بن أرطاة، لأنه كان قد حبس آل المهلب الذين كانوا بالبصرة، حين هرب يزيد بن المهلب من محبس عمر بن عبد العزيز، كما ذكرنا، ولما ظهر على قصر الإمارة أتى بعدى بن أرطاة فدخل عليه وهو يضحك، فقال يزيد بن المهلب: إنى لأعجب من ضحكك، لأنك هربت من القتال كما تهرب النساء، وإنك جئتنى وأنت تُتَلُّ كما يُتَل العبد. فقال عدي: إنى لأضحك لأن بقائى بقاء لك، وأن من ورائى طالبا لا يتركني، قال: ومن هو؟ قال: جنود بنى أمية بالشام، ولا يتركونك، فدارك نفسك قبل أن يرمى إليك البحر بأمواجه، فتطلب الإقالة فلا تقال. فرد عليه يزيد جواب ما قال، ثم سجنه كما سجن أهله.
 
واستقر أمر يزيد بن المهلب على البصرة، وبعث نوابه فى النواحى والجهات، واستناب فى الأهواز، وأرسل أخاه مدرك بن المهلب عن نيابة خراسان، ومعه جماعة من المقاتلة، فلما بلغ خبره الخليفة يزيد بن عبد الملك جهز ابن أخيه العباس بن الوليد بن عبد الملك فى أربعة آلاف، مقدمة بين يدى عمه مسلمة بن عبد الملك، وهو فى جنود الشام، قاصدين البصرة لقتاله، ولما بلغ يزيد بن المهلب مخرج الجيوش إليه خرج من البصرة واستناب عليها أخاه مروان بن المهلب، وجاء حتى نزل واسط، واستشار من معه من الأمراء فيماذا يعتمده؟ فاختلفوا عليه فى الرأي، فأشار عليه بعضهم بأن يسير إلى الأهواز ليتحصن فى رؤوس الجبال، فقال: إنما تريدون أن تجعلونى طائرا فى رأس جبل؟ وأشار عليه رجال أهل العراق أن يسير إلى الجزيرة فينزلها بأحصن حصن فيها، ويجتمع عليه أهل الجزيرة فيقاتل بهم أهل الشام، وانسلخت هذه السنة وهو نازل بواسط، وجيش الشام قاصده.
 
وحج بالناس فى هذه السنة عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس أمير المدينة، وعلى مكة عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد، وعلى الكوفة عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وعلى قضائها عامر الشعبي، وعلى البصرة يزيد بن المهلب. قد استحوذ عليها وخلع أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة