سياسة ذات "طابع إنسانى".. الجامعة العربية توجه بوصلتها لدعم الشعوب فى ظل أزمات "عابرة للزمن والحدود".. "بيت العرب" يشن حربا على الجوع ويتجاوز السياسة بـ"الفن".. وملف الأسرى بُعد جديد لإضفاء الزخم لقضية فلسطين

الخميس، 04 نوفمبر 2021 08:00 ص
سياسة ذات "طابع إنسانى".. الجامعة العربية توجه بوصلتها لدعم الشعوب فى ظل أزمات "عابرة للزمن والحدود".. "بيت العرب" يشن حربا على الجوع ويتجاوز السياسة بـ"الفن".. وملف الأسرى بُعد جديد لإضفاء الزخم لقضية فلسطين الجامعة العربية توجه بوصلتها لدعم الشعوب فى ظل الأزمات
بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في الوقت الذى تزايدت فيه الأزمات، ذات الطبيعة الجديدة، حول العالم، والتي تتجلى بوضوح في اندلاع وباء كورونا، والذى ترك جروحا غائرة، في العديد من دول العالم، سواء على المستوى المجتمعى، نتيجة زيادة الإصابات إلى الحد الذى خرج في أوقات معينة عن نطاق السيطرة، أو الاقتصادى، بسبب سياسات الإغلاق، وما ترتب عليها من تداعيات كبيرة، لم تستطيع أعتى الدول وأكثر تقدما في الصمود أمامها، بينما أصبح الوضع مأساوى في دول أخرى، تعانى أساسا من ظروف صعبة، أصبحت هناك حاجة ملحة إلى إضفاء طابع إنسانى، على السياسات التي اتسمت طيلة عقود طويلة من الزمن بطابعها البرجماتى، لتضع العالم، سواء في صورة الدول أو المنظمات الدولية، أمام مسؤولية كبيرة، تقوم في الأساس على وضع الأبعاد الإنسانية في الاعتبار، عند التعامل مع كافة القضايا المطروحة، سواء كانت في نطاق السياسة التقليدية، على غرار الصراعات والحروب، التي تشهدها العديد من الدول في مناطق العالم المختلفة أو في الصراع الجديد، الذى يبدو في الأفق، في مواجهة الطبيعة التي أعلنت تمردها على الإنسان، بسبب استنزافه لمقدراتها طيلة قرون طويلة من الزمن.

وهنا تجلى مفهوم جديد للدور الذى ينبغي أن تلعبه الكيانات الفاعلة في المجتمع الدولى، خاصة "العابرة للحدود"، على غرار الأمم المتحدة، وغيرها المنظمات الدولية والإقليمية، وللمفاهيم التي تتبناها، خاصة تلك المرتبطة بحقوق الإنسان، حيث يبقى التركيز على معاناة الشعوب أولوية قصوى، بعدما كان الاهتمام منصبا بالعلاقات مع الأنظمة السياسية فقط، والسعى نحو تحقيق مصالح قوى بعينها، تبدو أكثر هيمنة ونفوذ على حساب غيرها، ليصبح هذا البعد أحد المحاور التي ينبغي التحرك لتعزيزها، في إطار مفهوم أعم وأشمل لحقوق الإنسان، بعيدا عن نهج التسييس الذى ساد العمل به لسنوات طويلة لخدمة أجندات معينة، وهو ما أسفر عن تفاقم الفوضى والأزمات، على غرار العديد من المشاهد التي سادت العالم في العقدين الأخيرين، ربما أبرزها حقبة "الربيع العربى"، أو قبل ذلك بسنوات إبان فترة "الحرب على الإرهاب".

ولعل جامعة الدول العربية، باعتبارها المنظمة "الأم" في منطقتها، بالإضافة إلى كونها أحد أعرق المنظمات الإقليمية والدولية في العالم، اتخذت العديد من الخطوات، التي من شأنها، تعزيز العمل العربى المشترك، عبر تجاوز أساليب السياسة التقليدية، والتي تتأثر أحيانا بالخلافات بين الدول الأعضاء، من خلال إضفاء غطاء إنسانى، ربما يتلامس مباشرة مع أزمات الشعوب، خاصة مع تفاقمها، بعد أزمة الوباء، التي ربما أضافت أثقالا كبيرة على كاهلهم، على معاناتهم الأصلية، سواء جراء الأوضاع الاقتصادية أو الصراعات، أو تداعيات الفوضى التي شهدتها دولهم خلال العقد الأخير.

الحرب ضد الجوع

فلو نظرنا إلى أهم التداعيات التي خلفتها الأزمات الأخيرة، ذات الطبيعة الاستثنائية، نجد أن دولا عدة، خاصة في مناطق الصراعات، تعانى إثر زيادة رقعة الجوع داخلها، وانتشار سوء التغذية بين سكانها، وهو الأمر الذى ربما التفت إليه "بيت العرب"، وسعى إلى اتخاذ خطوة مهمة للمساهمة في احتوائه، عبر التوقيع على مذكرة تفاهم مع شبكة بنوك الطعام الإقليمية، والتي وقعها السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد، نيابة عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وهو الأمر الذى يساهم في الوصول إلى أكثر المناطق احتياجا في الدول العربية، والعمل على تنميتها، في إطار خطة التنمية المستدامة.

الأمين العام المساعد السفير حسام زكى بعد التوقيع على مذكرة التفاهم
الأمين العام المساعد السفير حسام زكى بعد التوقيع على مذكرة التفاهم

من جانبها، قالت مدير ادارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي بجامعة الدول العربية ندى العجيزى، إن الهدف من وراء التوقيع على مذكرة التفاهم مع شبكة بنوك الطعام الاقليمية هو الوصول إلى الدول الأكثر احتياجا، وذلك لتحقيق التنمية بشكل عام، موضحة أن التعاون مع شبكة بنوك الطعام الإقليمية يساهم بصورة كبيرة في الدخول إلى المجتمعات المحلية عبر منظمات المجتمع المدني، وهو ما يساهم في دعم الفئات الأكثر احتياجا في الدول العربية.

تجاوز السياسة بـ"الفن"

تجاوز السياسة لم يقتصر على مجرد التعامل مع أزمات تطغى عليها الصبغة الإنسانية، وإنما امتد إلى ملفات سياسية، عبر التواصل مع الشعوب، في تحد صريح لمعوقات السياسة التقليدية، وهو ما يبدو في حرص الجامعة العربية على تكريم عدد من الفنانين السوريين، بعد تقديمهم فيلم تناول أزمة اللاجئين، وهو ما يعكس وجها جديدا في التعاطى، مع أحد أكثر الأزمات تعقيدا، إذا ما وضعنا في الاعتبار قرار تجميد عضوية سوريا بالجامعة العربية، وما يتطلبه عودتها، رغم الانفتاح العربى عليها مؤخرا، من خطوات إجرائية، ربما تستغرق المزيد من الوقت، وهو ما يقدم رسالة دعم صريحة، من "بيت العرب" إلى الشعب السورى.

أبو الغيط مع عدد من الفنانين السوريين
الأمين العام أحمد أبو الغيط مع عدد من الفنانين السوريين

من جانبه، أعرب الأمين العام أحمد أبو الغيط، عن عن سعادته بهذا النجاح الذي حققه الفيلم والذي يعكس كفاح شباب اللاجئين ومعاناتهم والظروف الصعبة التي يعيشون فيها، ويبث الأمل في كثير من اللاجئين لتحقيق أحلامهم وتطلعاتهم.

وعن الموقف من سوريا، قال أبو الغيط، في تصريحات تلفزيونية، إن هناك خطوات هادئة للانفتاح على سوريا من قبل العديد من الدول العربية، إلا أنه لم يلمس موقف رسمي لخطوات إجرائية حول عودة سوريا للجامعة العربية.

دعم الأسرى الفلسطينيين

أما القضية الفلسطينية، فعلى الرغم من أنها تمثل لب اهتمامات "بيت العرب"، منذ عقود طويلة من الزمن، إلا أنها ربما باتت تشهد اهتماما أكبير بمعاناة الشعب الفلسطيني، جراء سياسات الاحتلال، عبر التركيز على بعض التفصيلات، التي ربما تكون غائبة عن أذهان الكثيرين في المجتمع الدولى، بعيدا عن الصورة الإجمالية المعروفة عن الانتهاكات التي ترتكب ضدهم، وهو ما يبدو في لقاء الأمين العام مع رئيس هيئة شئون الأسرى الفلسطينيين، قدرى أبو بكر، والذى جاء ومعه ملفات الأسرى، بمختلف فئاتهم، سواء المرتبطة بالقابعين في السجون دون اتهام أو إدانة من السلطات الإسرائيلية، أو الأطفال المحكوم عليهم بالسجن أو الحبس المنزلى، وهو ما يسلط الضوء على تفاصيل ربما لا يعرفها الكثيرين حول ملف الأسرى الفلسطينيين.

أبو الغيط ورئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين
الأمين العام ورئيس هيئة شئون الأسرى الفلسطينيين

من جانبه قال أبو بكر، على هامش زيارته للجامعة العربية، إن الأمين العام أعرب عن دعمه الكامل للسلطة الفلسطينية فيما يتعلق بملف الأسرى، مؤكدا استعداد "بيت العرب" لتنظيم مؤتمر في 17 أبريل، وهو ما يوافق "يوم الأسير الفلسطيني"، لإلقاء الضوء على معاناة تلك الفئة من الفلسطينيين.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة