على مر التاريخ الفني كانت خشبة المسرح خاصة الكوميدى تتصدرها في الأغلب أسماء الأبطال الرجال، وقليلاً ما برزت أسماء النساء اللاتى يستطعن وحدهن تحمل مسئولية بطولة العمل المسرحى، فمعظم نجوم المسرح الكوميدى الكبار من الرجال ونادرًا ما تجد ممثلة كوميدية يمكنها أن تحمل وحدها بطولة العمل أو يتصدر اسمها أولاً، ويكون لها التأثير الجاذب للجمهور، إلا في حالات نادرة ومنها الفنانة الكبيرة مارى منيب التي كان اسمها الثانى أو الثالث بين أبطال الأعمال المسرحية التي شاركت فيها.
ولكن استطاعت الفنانة الكبيرة سهير البابلى، والتى تتواجد حاليًا داخل أحد مستشفيات مدينة السادس من أكتوبر، بعد تعرضها لأزمة مرضية حادة، أن تكسر هذه القاعدة وأن تجعل من اسمها وحده كافيًا لجذب الجمهور، وأن تحتل مكانة بارزة في المسرح الكوميدى وتكون اسماً له ثقل ومكانة خاصة لدى الجمهور، فقدمت عددًا من روائع المسرح الكوميدى والسياسى وسجلت اسمها بحروف من نور في تاريخ المسرح العربى.
رصيد فنى ضخم وعطاء امتد لأكثر من 60 عامًا جعل الفنانة الكبيرة سهير البابلى تتربع على عرش القلوب وعرش الكوميديا، وتصبح إحدى الفنانات القلائل اللاتى استطعن أن يقتنصن النجومية على المسرح، وأن يكفى اسمها وحده على العمل المسرحى ليمنحه نجاحًا ينافس نجوم وعمالقة المسرح من الرجال، وأن تشكل حالة فريدة بين نجوم المسرح المصرى.
قدمت سهير البابلى التى بدأت مشوارها الفني عام 1957 عددا من المسرحيات، ومن مسرحياتها في بدايتها "شمشون وجليلة" و"سليمان الحلبي"، وبعدها انطلقت في طريقها السينمائى وقدمت عشرات الأفلام ، ومنها لن أعود، المرأة المجهولة، ساحر النساء ، حياة امرأة ، يوم من عمرى، أنا ومراتى، الحلوة عزيزة، نهر الحب، جناب السفير، وغيرها، وفى عام 1975 شاركت فى فيلم «أميرة حبى أنا» مع سعاد حسنى وحسين فهمى، وقدمت دور «أمانى» الزوجة المتسلطة الشريرة، وأثبتت البابلى قدرتها على أداء أدوار مختلفة.
ولكن كانت المحطة الفارقة فى مشوار نجومية سهير البابلى عام 1973 بمسرحية «مدرسة المشاغبين» أحد أهم المسرحيات التى غيرت موازين الكوميديا وفتحت الطريق أمام نجوم المسرح الجدد من أبطال المسرحية.
وتوالت الأعمال المسرحية الناجحة، لعاشقة المسرح التي تخرجت من معهد الفنون المسرحية حتى أصبحت الفنانة الكبيرة ملكة بلا منافس.
وقامت الفنانة الكبيرة سهير البابلى ببطولة العديد من المسرحيات التي حققت نجاحاً منقطع النظير ، ومنها، نرجس، و الدخول بالملابس الرسمية، والعالمة باشا، وعطية الإرهابية ، ونص أنا ونص أنتي، وتألقت في المسرح السياسي بمسرحية "على الرصيف"، وهي مسرحية سياسية ساخرة.
ووصلت ملكة البهجة إلى قمة التألق فى مسرحية «ريا وسكينة» التى شاركتها البطولة فيها النجمة شادية عام 1983 وحققت نجاحًا منقطع النظير واستمر عرضها لفترة طويلة.
استطاعت «البابلى» أن تعيش فى وجدان الجمهور الذى حفظ إيفيهاتها ، وعشق طلتها على المسرح ومنحها نجومية تنافس الرجال، فضلا عن تألقها فى العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية المحفورة فى الأذهان، ومنها: «ليلة عسل، استقالة عالمة ذرة، أخطر رجل فى العالم، الشاهد الوحيد، توالت الأحداث عاصفة، وعم حمزة، بكيزة وزغلول.
لتصبح ملكة البهجة سهير البابلى إحدى أيقونات الكوميديا في مصر والعالم على مر التاريخ .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة