قال هانس جروندبرج المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إن العمل من أجل السلام في اليمن معركة شاقة، مشددا على وجود إمكانية "دائما" لإنهاء العنف في البلاد، لافتا إلى أن اليمن يعانى من حرب مستمرة منذ ستة أعوام، وتظل البلاد فى أسوأ أزمة إنسانية في العالم" جاء ذلك عقب جولة له في مدينة تعز جنوب غرب اليمن وفق بيان الأمم المتحدة.
وأشار المسؤول الأممى خلال زيارته الأولى لمدينة تعز الى أهمية المدينة قائلا: "فيها التعددية السياسية وروح الريادة التجارية والغنى الثقافي والتاريخي والطاقة غير المحدودة لمعالجة الألم والصعوبات التي ألحقتها هذه الحرب بسكانها.."
وأوضح المسؤول الأممى أنه ناقش مع المحافظ وممثلين آخرين من الأحزاب السياسية في تعز، القضايا التي تواجه المدينة ، و الوضع في مناطق أخرى من اليمن ، حيث تشهد المنطقة عمليات عسكرية تتسبب في خسائر كبيرة في الأرواح وتؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني وتقويض جهود السلام."
وبحسب المسؤول الأممي، يواجه سكان تعز قيودا شديدة على حرية حركتهم، وتأثر الكثير من الأشخاص بسبب تدهور الوضع الاقتصادي والانقطاع المتكرر في توفير الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء، وغياب الأمن.
وقال: "نرى ذلك في أنحاء عديدة من اليمن، ولكن تلك الصعوبات مركزة أيضا هنا في تعز. ونرى أطفالا قُتلوا أو شوّهوا كما حدث في الهجوم الذي وقع في 30 أكتوبر والذي أودى بحياة ثلاثة أطفال."
وشدد على أن تعزّ تذكر الجميع بقيام دولة يمنية تتسم بالتعددية، وستظل جزءا أساسيا في الوصول إلى تحقيق السلام المستدام في اليمن. وتابع يقول: "أبناء تعز يعرفون هذا تماما، فقد كانوا في صدارة مبادرات المجتمع المدني للوساطة في مجال تبادل الأسرى، ومبادرات أخرى لتحسين توفير الخدمات الأساسية أو للسعي من أجل فتح الطرق وإيجاد حلول للمشاكل الناجمة عن النزاع الذي طال أمده. إنني أدعم وأشجع جهودهم الجسورة."
كما زار المسؤول الأممى عدن، والتقى رئيس الوزراء معين سعيد، ووزير الخارجية أحمد بن مبارك، واستطلعوا إمكانية خفض التصعيد في اليمن و اعرب عن مخاوفه بشأن تأثير العمليات العسكرية في مأرب.
وقال المسؤول الأممى إن العمل من أجل السلام في اليمن معركة شاقة، ولكن يجب ألا ننسى أن هناك دائما وسيلة لكسر دائرة العنف. هناك دائما فرص للحوار السلمي."
وبحسب الأمم المتحدة: بعد ما يزيد على ستة أعوام على الحرب في اليمن، يحتاج 20.7 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية، وهو ما يمثل 71 في المائة من عدد السكان.
وأضاف بيان المنظمة الأممية " قد دفعت الأزمة البلاد باتجاه المجاعة، وفاقمت مشكلة الفقر ودمرت الاقتصاد، وعززت انتشار الأمراض، بما في ذلك كـوفيد-19، واقتلعت أكثر من أربعة ملايين شخص من ديارهم، ثلثهم يعيشون في ملاجئ غير رسمية. ويحتاج 7.3 مليون يمني إلى المأوى والمساعدات غير الغذائية، ويعيش حوالي 2.9 مليون فرد في ظروف سيئة للغاية، 75 في المائة منهم نساء وأطفال.
وعلاوة على ذلك، تعاني أكثر من نصف مليون أسرة من النزوح المطول، وتعيش الغالبية العظمى في ظروف مأوى غير لائق.