يهتم نجوم الفن اهتمامًا كبيرًا بنتيجة العرض الأول لأفلامهم وردود أفعال الجمهور حوله، وما يحققه من نجاح، ويذكر كل منهم تفاصيل يوم العرض الأول لكل فيلم من أفلامه.
وكان نجوم الزمن الجميل فى بدايات السينما يهتمون اهتمامًا كبيرًا بردور أفعال الجمهور حول ما يقدمونه فيها من أفلام، ويبذلون كل جهودهم حتى يحققون فيها النجاح المطلوب ويجدون إقبالاً من الجمهور، حتى أن بعضهم كان يلجأ لبعض الطقوس الغريبة، التى كانت تلجأ لها العديد من الفرق المسرحية قبل ظهور السينما، ويعتقدون أن هذه الطقوس تجلب لهم النجاح وتحقق لهم ما يريدون، فكان بعضهم يلجأ للتعاويذ والأحجبة والأعمال والذبائح و الاستعانة بالدجالين كوسائل يعتقدون أنها تجلب لهم الحظ وتكتب لهم النجاح.
وكان من بين هؤلاء النجوم الفنانة الكبيرة بهيجة حافظ التى عرفت بحرصها على بعض الطقوس والتعاويذ قبل وأثناء دخولها عمل جديد، وكانت بهيجة تستشير بعد المنجمين قبل أن يعرض لها أى عمل، وقال لها أحدهم أن فيلم الضحايا الذى قامت ببطولته وعرض عام 1932 سوف يتوقف حتى تذبح عجلاً أحمر على باب السينما وتوزع نصفه على الفقراء وتمنحه النصف الثانى "للأسياد"، ونفذت الفنانة الكبيرة ما أمر به المنجم وتزاحم الناس على السينما ليروا العجل أثناء الذبح، وبالفعل نجح الفيلم.
وعندما عرض فيلم "أولاد الذوات" فى نفس العام وكانت بهيجة حافظ مرشحة لبطولته قبل أن يستعين يوسف وهبى بأمينة رزق بدلاً منها، قامت معركة عنيفة تسببت فى تأخر عرض الفيلم فى السينما لمدة نصف ساعة ، حيث انتشرت معلومات بأن بهيجة حافظ عملت عملاً ودسته فى السينما حتى تصرف الجمهور عن الفيلم ويفشل ، إنتقاماً منها بعد استبعادها من بطولته، وفى اليوم التالى للعرض أحضر أحمد عسكر مدير أعمال يوسف وهبى شيخاً معمماً لإفساد " العمل" ، الذى عملته بهيجة حاافظ للفليم، واخذ الشيخ يتمتم بكلمات غير مفهومة معلناً أنه أفسد العمل وصرف الشر عن الفيلم ، وتصادف أن تزاحم الناس بعدها على شباك التذاكر.
