مصطفى فرغلى

أخلاق الرسول.. كن هادئا ولا تغضب

السبت، 11 ديسمبر 2021 11:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ".. امتاز النبى محمد صلى الله عليه وسلم بالهدوء، فكان لا يغضب إلا أن تنتهك حدود الله، ولأنه رسول الله ولأنه قدوة حسنة، ولأنه يحب أمته بل يحب الناس جميعا، فكانت وصيته لرجل طلب منه الوصية بـ"لا تغضب"، لما يعلمه من مخاطر ومهالك الغضب على الناس.
 
وجاء فى الحديث الذى رواه أبو هريرة رضى الله عنه أن رجلًا قال للنبى صلى الله عليه وسلم: "أوصني، قال: لا تغضب، فردَّد مرارًا، قال: لا تغضب"، وقد نبه على فضلها وعظم مكانتها القرآن الكريم فى قول الله تعالى: "ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلْكَٰظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ ۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ".
 
"لا تغضب" بالنفى التى معناها كن هادئا بالأمر أو بالطلب، تحتمل معنيين، المعنى الأول أن تجاهد نفسك فلا تقع فى الغضب ابتداءً، والمعنى الثانى أن تمسك نفسك إذا وقع الغضب فلا تفعل ما تندم عليه.
 
والغضب أصل الشرور التى تأتى بسبب الشهوات، شهوة السلطة.. شهوة الأكل.. شهوة الشهرة.. إلخ، فقد جاء فى القرآن الكريم: "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَٰتِ مِنَ ٱلنِّسَآءِ وَٱلْبَنِينَ وَٱلْقَنَٰطِيرِ ٱلْمُقَنطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلْفِضَّةِ وَٱلْخَيْلِ ٱلْمُسَوَّمَةِ وَٱلْأَنْعَٰمِ وَٱلْحَرْثِ"، فإن أنت استعملت نعم الله بالقدر الذى لا يزيد عن الحد فلا تسرق، ولا تزنى، ولا تقتل، ولا تغتاب، ولا تأخذ ما ليس لك، فلن تقع فى موقف يعرضك للغضب، وإن استعمل أحدهم سلطانه وقوته ضدك فسوف تقهره بهدوئك وثباتك الانفعالى، لأنك فى الوضع الصحيح، ولأنك الأشد، فقد علمنا النبى أن الشديد ليس بالصرعة، وإنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب".
 
ودواء الغضب أن تنصرف عن مكان الغضب وتغير من وضعك وهيئتك، فإذا كنت قائما فلتقعد، وإن كنت قاعدا فلتنم وتسترخى"، والهدف أن تبتعد عن هيئة التسرع إلى الانتقام، فقد تسبب الغضب فى وقوع كثير من الناس فى مشكلات كبيرة، سواء فى أعمالهم أو بيوتهم أو متاجرهم، فضلا عن أنه لا يحل المشكلات ولا ييسر الأمور بل يزيد تعقيدها، ومن دواء الغضب والحد من الوقوع فيه أيضا أن تتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فهو الذى يوقد جمرة الغضب فى القلب، وأن تصمت قدر الإمكان فلا ترد على من يثير غضبك، وأن تدرب نفسك على الهدوء فى معالجة القضايا والمشاكل، فكن هادئا ولا تغضب.
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة