تمر السنوات فى الدولة الإسلامية، وها نحن فى سنة 120 هجرية، ولا يزال هشام بن عبد الملك يحكم، لكن بنى العباس كانت دعوتهم قد بدأ صوتها يعلو، فما الذى يقوله التراث الإسلامي؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "سنة عشرين ومائة من الهجرة"
فيها غزا سليمان بن هشام بلاد الروم وافتتح فيها حصونا.
وفيها غزا إسحاق بن مسلم العقيلى تومان شاه، وافتتحها وخرب أراضيها.
وفيها غزا مروان بن محمد بلاد الترك.
وفيها كانت وفاة أسد بن عبد الله القسرى أمير خراسان، وكانت وفاته بسبب أنه كانت له دُبيلة فى جوفه.
وفيها عزل هشام خالد بن عبد الله القسرى عن نيابة العراق، وذلك أنه انحصر منه لما كان يبلغه من إطلاق عبارة فيه، وأنه كان يقول عنه: ابن الحمقاء، وكتب إليه كتابا فيه غلظة، فرد عليه هشام ردا عنيفا.
ويقال: إنه حسده على سعة ما حصل له من الأموال والحواصل والغلات، حتى قيل: إنه كان دخله فى كل سنة ثلاثة عشر ألف ألف دينار، وقيل: درهم، ولولده يزيد بن خالد عشرة آلاف ألف.
وفى هذه السنة استبطأت شيعة آل العباس كتاب محمد بن على إليهم، وقد كان عتب عليهم فى اتباعهم ذلك الزنديق الملقب: بخداش، وكان خُرَّميا، وهو الذى أحل لهم المنكرات ودنَّس المحارم والمصاهرات، فقتله خالد القسرى كما تقدم.
فعتب عليهم محمد بن على فى تصديقهم له واتباعهم إياه على الباطل، فلما استبطأوا كتابه إليهم بعث إليهم رسولا يخبر لهم أمره، وبعثوا هم أيضا رسولا، فلما جاء رسولهم أعلمه محمد بماذا عتب عليهم بسبب الخُرَّمي، ثم أرسل مع الرسول كتابا مختوما، فلما فتحوه لم يجدوا فيه سوى: بسم الله الرحمن الرحيم، تعلموا أنه إنما عتبنا عليكم بسبب الخرمي.
ثم أرسل رسولا إليهم فلم يصدقه كثير منهم وهموا به، ثم جاءت من جهته عصى ملويا عليها حديد ونحاس، فعلموا أن هذا إشارة لهم إلى أنهم عصاة، وأنهم مختلفون كاختلاف ألوان النحاس والحديد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة