"بتغنى لمين يا حمام" .. كلمات تغنى بها البورسعيدية على نغمات الفلكلور الشعبى الشهير "آلة السمسمية" التراثية، ولم يأت اختيار هذا الطائر الرقيق من فراغ بل لكونه يرمز دائما للحب والسلام، وكثيرا ما استخدم قديما بديلا للبريد الآن لتبادل الرسائل بين المحبين فى السلام وبين الدول فى أوقات الحرب أيضا.
وفى المدينة الباسلة وبأشهر ميادينها ميدان "الشهداء" الشاهد على الكثير من الأحداث التاريخية الساخنة والاحتفالات والانتصارات يحط المئات من الحمام بأشكال وألوان جميلة، وسط حديقة الميدان "المسلة" وتأكل من أيدى محبيها فى آمان وسلام ومحبة.
"الحمام".. طائر أنيق له أنواع متعددة وميزات جعلته مختلفا، فهو حاد البصر وقوى السمع وسريع الطيران، وللحمام صوت جميل "هديل" تهتز له القلوب، وجعل بينه وبين الناس أُلفه وحب وازداد هذا عند ذوى القلوب الرحيمة والنفوس الكريمة، ومحبى الجمال والفنانين والشعراء.
وخاطب الشاعر أبو فراس الحمداني، الحمام وهو مأسور عند الأعداء ويدعوها للمشاركة فى الأحزان والهموم : أقول وقد ناحت بقربى حمامة ..أيا جارتا لو تعلمين بحالى ..ايا جارتا ما انصقت الدهر بيننا ..تعالى اقاسمك الهموم تعالى ..ولقد تبكى فما افهمها ..ولقد ابكى فما تفهمنى ..فبكائى ربما ارقها .. وبكاها ربما ارقنى .
ومن جانبه قال محمد يوسف – مشرف ميدان الشهداء بمحافظة بورسعيد، إن الحمام كان موجوداً منذ سنوات، كان إبراهيم الجباس – أحد أهالى حى العرب وبعد انتهائه من صلاة فجر كل يوم بالمسجد العباسى، يرمى الأكل للحمام ويقوم بتجميعه.
وأضاف "يوسف" فى لقاء مع "اليوم السابع"، أنه منذ بداية تزايد الأعداد بميدان الشهداء، باتت ظاهرة الحمام تجمع المئات بل الآلاف شهرياً من أهالى بورسعيد وزوار من المحافظات الأخري، وقرر حينها اللواء عادل الغضبان – محافظ بورسعيد، أن يتم تخصيص طعام وأمن للحمام يومياً للحفاظ عليه من بطش بعض الشباب، وليكون مكانا سياحيا.
وأوضح مشرف ميدان الشهداء، أنه يتم رمى الأكل للحمام بعد الفجر مباشرةً، وخلال ذلك التوقيت يتجمع عدد كبير من الحمام داخل الميدان ويحرص بعض الأهالى على التواجد، ويطير الحمام بعد وجبته الصباحية ويتجمع على فترات متفرقة من اليوم حتى يصل إلى ذروة عدده فى الرابعة عصراً ويتم رمى الوجبة الثانية.
وأشار إلى أن الزوار يأتون إلى ساحة الحمام من كل المحافظات وأصبح المكان مزاراً سياحياً، مضيفاً أن التعامل مع الحمام شيئ رائع جداً فهو يشعر بالإنسان بشكل كبير، فحينما أدخل الميدان يبدأ الحمام بالإلتفاف حولى ويتجمع بالساحة، هذا بالإضافة إلى سعادتى فى ممارسة هذه المهنة والتعامل مع هذا الطائر .
واستطرد محمد يوسف، أن رحلة الحمام المسائية تبدأ من الخامسة والنصف حيث يغادر من الميدان إلى المساكن الخشبية القديمة فى أحياء الشرق والعرب لتعود مرة أخرى فى الصباح الباكر.
اكل الحمام في ميدان الشهداء
الأهالي يستمتعون بمشهد الحمام في الميدان
الحمام ببورسعيد
الحمام يشرب الماء من الميدان
الحمام يطير أمام الديوان العام لمحافظة بورسعيد
الحمام يلعب في مياه الميدان
الحمام ينتشر في الميدان بمحافظة بورسعيد
الحمام ينتشر في الميدان
جانب من طيران الحمام
حمام بورسعيد أعلى المسله
حمام ميدان الشهداء ببورسعيد
رمي الاكل للحمام ببورسعيد
محمد يوسف مع حمام ميدان الشهداء
مشرف الميدان يقوم برمي الاكل
مشرف ميدان الشهداء مع الحمام
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة