** مختص:" الرجال يصابون بالتوتر عندما يشكل راتب المرأة العاملة أكثر من 40 % من مجمل دخل الأسرة"
العلاقة الزوجية بين شركي الحياة من المفترض أن تحكمها المودة والرحمة، وتبني على المشاركة والتعاون، فهما كيان واحد يجمعهما الحب، ولكن ما أن يغلق عليهما باب منزل واحد يبدأ الصراع لتحديد دور كلا منهما، ومن منهم سيفرض سيطرته، فيعتمد الكثير من الرجال على راتب زوجاتهم للإنفاق على احتياجات المنزل، لترد الزوجة برغبتها في الاستقلال المادي متسلحة برأي الشرع والقانون وذلك بـ "عدم إلزامها بجزء من راتبها".
وبين شد وجذب في النقاش بين شركيي الحياة تبدأ الخلافات الزوجية في الظهور، وبالأخص حال كان راتب الزوجة ضعف راتب زوجها، ومن هنا يبدأ الطرفين في التساؤل هل شراكة الزوجة براتبها أو جزء منه يضعف موقف شريك حياتها ويلغي شخصيته، ومن خلال محاكم الأسرة رصد "اليوم السابع" موقف الأزواج والزوجات وفقا لشكواهم بالدعاوي القضائية.
خطب واشترى لها مصوغات بأموالى بعد استيلائه على راتبي طيلة 14 عام
"لم أقصر فى حقه يوما، كنت امنحه راتبي، ويدخر فى البنك بحجة رغبته فى شراء منزل أكبر من شقتنا الحالية، لاكتشف بعد 14 عام زواج، قيامه بشراء المنزل لخطيبته، والتخطيط للزواج منها، وعندما اعترض القاني بالشارع، واستولى على منقولاتي ومصوغاتي وغير قفل الشقة، ورفض إعطائي أيا من حقوقى".. تلك الكلمات قالتها الزوجة بدعوي طلاق للضرر أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة، واتهمته بإيذائها، وقدمت ما يفيد بحصولها على حكم ضده بالحبس 6 شهور فى جنحه تبديد.
وأشارت الزوجة:" حاولت أن استرجع كرامتي، بعد أن أهانني أمام الجميع، وقررت بعدها أن أسترد ما أخذه منى بالقوة، ولن أتركه يعيش يوما فى راحة بعد أن تسبب لأولاده بحالة نفسية سيئة، وسأجعله يندم على ما فعل بحقى".
تنفق راتبها في يومين وتتهمني بالبخل
شد وجذب بين الزوجين وصل إلى أروقة محكمة الأسرة بزنانيري بعد أن عجز الزوجين للوصول لحل ودي، عندما وقف الزوج مطالبا بإثبات نشوز زوجته واتهمها بتبديد أمواله، بسبب خلافات بينهما بسبب إنفاقها راتبها الشهري بشراء مستلزمات غير ضرورية فى أول الشهر، ليؤكد الزوج:" ترفض المساهمة براتبها في المنزل ولا أجبرها على ذلك، ولكنها بعد أن تنفقه كله تلجئ لسحب الأموال مني لتجعلني أستدين حتي ألبي طلباتها وإذا رفض تتهمه بالبخل، وتلاحقني بالدعاوي القضائية لحبسي".
وأشار الزوج:" ثار جنونها واتهمتني بفضحها بسبب شكوتي من تبذيرها، ولاحقتني بدعوي طلاق والاتهامات الأخلاقية والكيدية لتنقم مني، لأعيش في جحيم الحياة الزوجية برفقتها".
تعدت على بالضرب وتنمرت على بسبب راتبها
" أخر خلاف جمعنا بسبب اعتراضه على طلبي منه الفيزا الخاصة براتبي لشراء بعض الاحتياجات الضرورية لى، وذهابه وسحب الأموال التى في حسابي، وعندما اعترض انهال على بالضرب المبرح، وتسبب لي بإصابات بالغة"..بتلك الكلمات بدأت زوجة بدعوى طلاق للضرر بمحكمة الأسرة بإمبابة، التفريق بينها وزوجها، لاعتياده الإساءة لها، وسلب راتبها للإنفاق على والدته.
وأضافت الزوجة:" زوجي سليط اللسان، يعشق المال ولا يرغب بتبديده، لأعيش فى جحيم بسبب أخلاقه السيئة، وسبي بأبشع الألفاظ، وتركي معلقة".
والزوج يرد:" زوجتي تستغل أن راتبها ضعف راتبي وتتعدي على بالضرب وتسئ لي، مما دفعني لطلب الانفصال منها وديا فرفضت ولاحقتني بالاتهامات الكيدية"
-يشعر الرجل بأن رجولته في خطر بسبب فرض زوجته سيطرتها؟
وبالتعليق على تلك الإشكالية قال وليد خلف المختص بالشأن الأسري:" وفقا للدراسات الحديثة فقد أثبتت أن الرجال يصابون بالتوتر المتزايد عندما يشكل راتب المرأة العاملة أكثر من 40 % من مجمل الدخل الذي تجنيه الأسرة، مما يشكل تداعيات سلبية على صحة الرجل والأسرة بشكل عام".
وتابع:"تتفاقم المشاكل عندما يجد الرجل نفسه يعتمد على المرأة اقتصاديا، وأحيانا تصل الخلافات بينهما إلى الطلاق، حيث أن الخلافات المادية بين الزوجين من شأنها أن تؤثر بالإيجاب أو بالسلب على العلاقة الزوجية بين الطرفين".
وأكد المحامي:"ووفقا للدراسات فإن المشاكل بين الزوجين حول راتب الزوجة، ناتجة عن عبئ التزامات المنزل والزوجة والأولاد بالنسبة للزوج، لذا فالدعاوي التي تصل إلى محكمة الأسرة تكون بسبب فقدان الشراكة في أعباء الحياة، كما يشعر الرجل بأن رجولته في خطر في كثير من الأحيان بسبب تتزايد الخلافات مع زوجته وفرضها سيطرتها".
وأكد خلف:"حل الخلافات الزوجية حول راتب الزوجة يبدأ عندما يفهم الزوجين منظومة الزواج، فالزواج من المفترض أن يكون مبني على التفاهم والود وليس مبني على –فرد العضلات-، وأن يقوم كل طرف بفرض سيطرته واستغلاله، فالزواج شركة يساهم كل فرد فيها حتى تنجح التجربة ولا تتراكم الضغوط علي شريك بعينه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة