تقترب الأيام لتحتفل كنائس الغرب بعيد الميلاد المجيد يوم 25 ديسمبر والكنيسة المصرية يوم 7 يناير وينتظر مجمع الأديان بمصر القديمة زيارات من مصريين وأجانب للاحتفال بعيد الميلاد المجيد باعتباره قيمة عالمية استثنائية والموقع الثانى بعد بيت لحم بالقدس فى الأهمية الدينية والسياحة الروحانية حيث المغارة موقع ميلاد السيد المسيح بكنيسة المهد، وتتميز منطقة مصر القديمة بمغارة كنيسة أبى سرجة التى لجأت إليها العائلة المقدسة فى مصر وظلت بها فترة أثناء قدومها من فلسطين وعند عودتها
ويوضح الباحث الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن المغارة منذ إنشاء كنيسة أبى سرجة تعد محط اهتمام محلى وعالمى حتى أن البعض كان يطلق عليها أحيانًا "كنيسة المغارة" ويميز هذه الكنيسة أيضًا وجود بئر ماء قديمة شرب منها السيد المسيح، على فتحتها حاليًا بابٌ زجاجي يمكن للزوار النظر من خلاله إلى البئر وتنقسم المغارة إلى ثلاثة فراغات تفصل بينها أعمدة حجرية ويبلغ طولها 6 أمتار وعرضها 4.5 متر، كما تنخفض المغارة عن سطح الكنيسة بما لا يقل عن 6 أمتار.
وخصصت كنيسة أبو سرجة أو "القديسين سرجيوس وباخوس" اللذين قتلا جهة الرصافة في العراق بسبب اعتناقهما الديانة المسيحية في فترة الإمبراطور الروماني مكسيمانوس وأنشئت الكنيسة فوق أطلال قلعة رومانية قديمة، ويعتقد بعض العلماء أنها تعود إلى أواخر القرن الرابع أو أوائل القرن الخامس الميلادي، بينما يرى آخرون أنها تعود إلى القرن السابع الميلادي، وتحظى هذه الكنيسة بمكانة خاصة لارتباطها برحلة العائلة المقدسة في مصر ووجود المغارة.
ويرصد الدكتور ريحان المعالم المعمارية والفنية لبانوراما أديرة الراهبات بمنطقة مصر القديمة من خلال دراسة للدكتورة شروق عاشور رئيس قسم الإرشاد السياحى بأكاديمية المستقبل، والتى أخذت شهرتها من وجودها فى بقعة تجمع الأديان الثلاثة فى بوتقة واحدة حيث معبد بن عزرا اليهودى والمغارة الباقية بكنيسة أبى سرجة مكان التجاء العائلة المقدسة حين هروبها إلى مصر وثانى أقدم جوامع مصر جامع عمرو بن العاص.
ويعرض الدكتور عبد الرحيم ريحان لمعالم هذه الدراسة والتى ألقت الضوء على دير الشهيد أبى سيفين الذى بنى بعد القرن الخامس الميلادى والذى يطل بواجهته الرئيسية ومدخله الكبير على سكة حديد مترو حلوان، ويعرف الشارع الذى به الدير بشارع أبى سيفين ويبدأ من بداية كوبرى الملك الصالح ويمتد بطول الخط الحديدى إلى نهاية سور الدير وينحنى بعد ذلك بزاوية قائمة حتى شارع جامع عمرو وهذا الانحناء به مدخل يؤدى إلى الكنائس المحاطة بالدير وهى كنيسة الأنبا شنودة والعذراء الدمشرية وكنيسة أبى سيفين الكبيرة.
ويضيف "ريحان" بأن كنيسة أبى سيفين الكبيرة كانت الكنيسة الأساسية للدير والتى تتم فيها جميع الصلوات والقداسات ويتم فيها مراسيم رسامة الرهبنة ولذلك كان للراهبات باب خاص يفتح من الدير على الكنيسة مباشرة، حيث يوجد بها مكان مخصص لهن ويوجد هذا الباب بالجهة الغربية أمام مدخل كنيسة أبى سيفين حتى الآن أما كنيسة القديسة دميانة فقد أقيم بها أول قداس فى يوم 21 يناير عام 1980 عيد استشهاد القديسة دميانة الموافق 13 طوبة وكنيسة مار يوسف سجلت على اسم يوسف النجار وتم إنشاؤها بداخل الدير الجديد ولم تدشن بعد وهى خاصة بالراهبات فقط دون زوار الدير مثلها مثل كنيسة الملاك ميخائيل
ويشير الدكتور ريحان إلى لوحة هروب العائلة المقدسة إلى مصر بدير أبى سيفين والتى كانت فى مدخل الدير ولكن بعد عملية التطوير الخاصة بالدير قد تم نزعها كطبقة جصية وتم إعادتها مرة أخرى يسارًا من باب الدخول إلى كنيسة السيدة العذراء وهى لوحة كبيرة تمثل السيدة العذراء تحمل السيد المسيح وهما راكبين حمار ويقف من خلفهما يوسف النجار ومن أعلى يوجد ملاك فارد جناحين وأسفل هذا الملاك ثلاثة أهرامات فالملاك كحارس لهم فى رحلتهم والأهرامات تنم عن أن الرحلة متوجهة إلى مصر
وتضم المنطقة دير مار جرجس الذى يدخل إليه من حارة معروفة بهذا الاسم نظرًا لوجود أكثر من أثر يحمل اسم الشهيد فالجدار الأيمن لهذه الحارة عبارة عن سور لكنيسة مار جرجس للروم وعلى مقربة من الجدار الأيسر يوجد دير مار جرجس للراهبات ومزار الشهيد المعروف ثم كنيسة أخرى صغيرة تجاور كنيسة العذراء (قصرية الريحان) تعرف كذلك باسم كنيسة مار جرجس والوصول إلى هذه الحارة بواسطة درج هابط من شارع المتحف القبطى
ولفت الدكتور ريحان إلى أن الدراسة تعرضت لزى الراهبات والرهبان وتعتبر ملابس الراهبات هى نفس ملابس الرهبان ولكن يضاف إليها الطرحة تمييز للراهبات ويميز الراهب عن الراهبة فى لبسة فروة الجلد وقد تطور الرداء تطورًا ملحوظًا بداية من كونها حركات نسكية إلى أن صارت حركة رهبانية لها دورها المميز وقد تمثل ثوب الرهبان فى الجلابية التى تعرف بالقصارية وتسمى كولوبيوم وتعنى قصير بالقبطية ثم القلنصوة وهى غطاء الرأس وتنتهى بطرحة تتدلى على الكتف لتغطى الرقبة والأسكيم عبارة عن شريط من الجلد عليها رسم الصليب يتمنطق به الراهب تتقابل خلف العنق وتتقاطع أمام الصدر ووظيفتها التقليل من اتساع الجلباب تحتها عندما يقوم الراهب بالأعمال اليدوية.
ومن زى المنطقة الجلد وهو شريط من الجلد عليه رسم ثلاثة صلبان وهى كالحزام تمامًا لكنها أعرض وتصل فى عرضها إلى 5سم والشال أو الشملة يعرف باسم " مافوريون" ويغطى الرقبة والكتفين والصندل أو النعل وكان يصنع إمّا من سعف النخيل أو أليافه ويرتديه رهبان مصر لحمايتهم من برودة الأرض وحرارتها والعصاة وهى عبارة عن جريدة من النخيل كان يحملها الراهب أثناء سفره والطرحة وتعرف كذلك باسم (التلتمة) وهى ما يميز لبس الراهبات دون الرهبان وغالبًا ما تكون من أنواع رخيصة الثمن من القماش وبنفس لون الرداء الأسود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة