هل فتحت المشروعات القومية الكبرى التى دشنها الرئيس السيسى هذا الأسبوع أعيننا بصورة كافية على المشهد المصرى الراهن.. أم أن بعض العيون لا تزال عاجزة عن الرؤيا؟ بالطبع فإن عيون الناس هنا ليست تلك التى فى الوجوه وإنما البصيرة التى فى العقول هى ما نقصد إليه هنا.. فى كل المجتمعات هناك من لا يدركون التغيير الجذرى الذى يقع فى أوطانهم.. لا يفهمون أن الخروج من مرحلة تاريخية والدخول إلى أخرى _ ونعنى بها هنا الجمهورية الجديدة - هو ضرورة تفرضها متغيرات تاريخية وأن مصر صار لديها زعيم تاريخى حقيقى يغير فيها تغييرا جوهريا هو الزعيم عبد الفتاح السيسي.. هناك قطاع فى مصر لا يفهم التغيير ولا يباركه.. تاريخيا كنا نسمى هذا القطاع فى عصر الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر بالرجعيين.. وحدث بعد رحيل ناصر أن أصبحت بعض أجنحة الرجعية شريكا رئيسيا فى السلطة.. وطالت هذه الشراكة واستطالت.. حتى وصلت أبشع أجنحة الرجعية هذه إلى السلطة فى 2012.. وخرج الشعب ليقتلعها فى ثورة 30 يونيو أكبر الثورات الشعبية المصرية على الإطلاق.. كان وصول الإخوان الإرهابيين إلى الحكم نذيرا واضحا بأن هناك عداء لدى قطاع من المصريين للدولة المدنية، والتى تكمن الفنون والثقافة والاستنارة فى المركز منها.. وكانت ثورة الشعب الخالدة فى 30 يونيو تعنى ضرورة تغيير هذا الواقع القميء الذى تخلق بين عامى 1970 و2011.
وها هو الرئيس السيسى ومن ورائه الدولة المصرية يغير وجه الحياة المصرية ويؤسس فعليا للجمهورية الجديدة.. ويبقى أن نقول أن الثقافة المصرية يمكنها أن تكون أكبر وأقوى درع للدفاع عن قيم وأفكار هذه الجمهورية وفى مقدمتها الاستنارة وحرية الإبداع والتسامح وقبول الآخر والإيمان العميق بمدنية الدولة المصرية.. ومثلما استطاعت الدولة المصرية أن تحرز نجاحا تاريخيا بمبادرة الرئيس للقضاء على فيروس سي.. فأنها تستطيع أن تكافح فيروس التطرف الدينى والرجعية و(فيروس كراهية الثقافة والمثقفين) وهى فيروسات لن نستطيع القضاء عليها إلا إذا اعترفنا أولا بوجودها.. وحاولنا بعد هذا الاعتراف الأخذ بالمشروع الثقافى الكبير والشامل.. ليس بالضرورة أن يكون هو نفسه المشروع الذى طرحناه فى مقالاتنا الثمانية السابقة.. ومن الممكن أن تستطلع (الدولة) آراء كبار المثقفين فى كل مجالات العمل الثقافى لتخرج بالمشروع الثقافي، الذى يتسم بالشمول والفاعلية ويتسق مع تحقيق أهداف الجمهورية الجديدة.. لا بد أن يقع ذلك سريعا.. لأنه ضمانة بالغة الأهمية لهذه الجمهورية.. الثقافة سلاح فاعل يا سادة.. سلاح فاعل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة