123 عامًا مرت على ميلاد كوكب الشرق ولؤلؤة الغناء أم كلثوم، صوت السماء الذى صدح في مصر، ووصل إلى أقصى العالم، وهبها الله صوتا مختلفا لم ولن يتكرر، امتلكت به قلوب آلاف المحبين، الذين أتوا من كل البلاد لحضور حفلاتها الغنائية وسماع نبرات صوتها الحنونة في انسجام وهيام، فكانت حفلاتها ملتقى عشاق صوتها العذب، رتلت بأغانيها القلوب، وأسرت الأذن في رحلة مع موسيقاها المبهجة، فكانت ولا تزال وستظل، أيقونة الغناء الأولى في مصر والعالم العربى، ملكة الغناء ورمز الخلود الفني.
ولدت الست أم كلثوم فى مثل هذا اليوم 31 ديسمبر عام 1898 بقرية "طماى الزهايرة" التابعة لمركز السنبلاوين فى محافظة الدقهلية، بدأت الغناء وهي طفلة صغيرة مع والدها في الموالد والأفراح، وفي عام 1922 انتقلت إلى القاهرة، وكونت أول تخت موسيقي لها في عام 1926، كانت نقطة انطلاقها عندما تعرفت على الشاعر أحمد رامي ثم الملحن محمد القصبجي، وعام 1928 أصدرت مونولوج " إن كنت أسامح وأنسى الآسية" والذي حقق لها شهرة كبيرة، لتشارك بصوتها في فيلم "أولاد الذوات" عام 1932، ثم التحقت بالإذاعة المصرية عند إنشائها عام 1934، وهي أول فنانة دخلت الإذاعة.
أم كلثوم
وتعد الست أم كلثوم أحد أنجح المطربات العربيات فى التاريخ، فهى الغائبة الحاضرة مهما مرت السنين، رحلت وتركت إرثا لا يقدر بثمن من الطرب الأصيل والأغانى الخالدة، التي يعشقها الجميع حتى وقتنا الحالي، إذ شدت بأجمل الأغانى لكبار المؤلفين والملحنين، و من أهم الأغانى " انت عمري، الأطلال، حب ايه ، ألف ليلة وليلة ، وللصبر حدود " وقامت بغناء العديد من الأغنيات الوطنية، كما كان يأتى لحفلاتها الناس من كل حدب وصب لسماع صوتها الرنان الذى تعهده الآذان وتستغرب لنغماته الفريدة.
وعلى عكس النجاح الكبير الذى حققته كوكب الشرق فى عالم الطرب، والأغانى الخالدة التى شدت بها خلال مشوارها البديع، لم تحقق أم كلثوم نفس النجاح فى عالم السينما، إذ قدمت ستة أفلام فقط خلال مسيرتها التى امتدت حوالى 57 عاما، وكانوا بين عامى 1936 و 1947، والأفلام بالترتيب هى: فيلم “وداد” مع المخرج فريتز كرامب، فيلم “نشيد الأمل” و “دنانير” و” عايدة” مع المخرج محمد بدرخان، وفيلم “سلامة” مع المخرج توجو مزراحى، وأخرهم فيلم “فاطمة” مع المخرج أحمد بدرخان، وبعد فشل تلك الأفلام والذى لم يكن متوقعا مع اسم أم كلثوم، قررت أن تبتعد عن عالم التمثيل وتستمر فى الغناء للحفاظ على رصيدها الفنى الكبير لدى الجمهور.
وبعد ما قدمته سيدة الغناء العربى من عطاء فنى لا مثيل له فى تاريخ الغناء المصرى، رحلت فى 3 فبراير عام 1975، عن عمر يناهز 76 عامًا، رحلت ولم يرحل حبها من القلوب، ولم يغب صوتها عن الآذان.
فيلم وداد
فيلم نشيد الأمل
فيلم دنانير
فيلم عايدة
فيلم سلامه
فيلم فاطمة