بعد 13 عاما فى التدرج فى المناصب والعمل السياسى، كان القرار الصعب، وسط اتهامات بالفساد وسوء استغلال المال العام، فى الوقت الذى تغيرت فيه أولويته منذ ولادة ابنه قبل أيام قليلة، حيث قرر مستشار النمسا السابق
سباستيان كورتس الانسحاب من الحياة السياسية بالكامل فى البلاد، وأعلن كورتس رئيس حزب الشعب، أكبر الأحزاب النمساوية وصاحب الأكثرية فى البرلمان، استقالته النهائية من جميع مناصبه وانسحابه من الحياة السياسية، وهو لا يزال فى سنّ الـ35 عاماً فقط، بعد أعوام من التدرج فى المناصب السياسية، آخرها منصب المستشار الفيدرالي "رئيس الحكومة" .
كورتس يعلن تفرغه لطفله
وقال كورتس - فى مؤتمر صحفى، إنه سيتفرغ لرعاية طفله ويبتعد تماما عن العمل السياسى، و"إنّه فصل جديد فى حياتى يُفتح اليوم"، موضحا أنّه يريد تكريس بعض الوقت لابنه قسطنطين الذي ولد في نهاية الأسبوع الماضي.
كما أشار إلى "تحدٍّ مهنى" جديد فى الأشهر المقبلة، دون الخوض فى التفاصيل.
كورتس
وكان كورتس، قد اتهم في قضايا فساد وسوء استغلال المال العام، مما اضطره إلى الاستقالة من رئاسة الحكومة والاحتفاظ بمنصب في الحزب والبرلمان، ولكنه اضطر إلى مغادرة الحياة السياسية بعد سحب الحصانة منه في البرلمان تمهيدا لمحاكمته.
وقال إنّ اجتماعاً للمكتب الفيدرالي سيعقد الجمعة و"سأسلّم مهامي"، وأضاف المستشار السابق أنّ "هذا القرار لم يكن سهلاً، ولكن رغم كل شيء لا أشعر بالمرارة"، وأوضح أنّ الاتهامات الأخيرة التي وجهتها النيابة "أحبطته"، علماً أنه نفاها بشدّة و"أثرت على حماسه".
وقال: "لست قديساً ولا مجرماً. أنا إنسان لديه نقاط قوة ونقاط ضعف".
البرلمان النمساوى ـ صورة أرشيفية
تفاصيل رفع الحصانة عن كورتس
يذكر انه فى 22 نوفمبر الماضى أعلن البرلمان النمساوي بالإجماع، رفع الحصانة البرلمانية عن المستشار السابق سيباستيان كورتس، لبدء التحقيق معه بتهمة الفساد.
وذكرت وكالة ابا، أن رئيس حزب الشعب النمساوي، دعا بنفسه إلى هذه الخطوة، لبدء التحقيقات معه وإثبات براءته التي يؤكدها.
وكان سيبستيان، وبسبب فضيحة الفساد، استقال من منصب رئيس الوزراء، وأصبح رئيس المجموعة البرلمانية لحزب الشعب (ÖVP) في مجلس النواب بالبرلمان النمساوي، وقد منحه هذا أيضًا حصانة جنائية.
ودعا السياسي البالغ من العمر 35 عامًا المشرعين إلى سحب حمايته من المحاكمة، وقال إنه مهتم بالتحقيق في القضية في أسرع وقت ممكن، حيث ينفي كورتس جميع المزاعم الموجهة إليه.
وكان المستشار النمساوي سيباستيان كورتس، قد استقال من منصبه بعد ضغوط تعرض لها على خلفية فضيحة الفساد، واقترح أن يحل وزير الخارجية الكسندر شالنبرغ مكانه.
واُخضع كورتس وتسعة آخرون للتحقيق بعد مداهمات لعدد من المواقع المرتبطة بحزب الشعب النمساوي المحافظ الذي يترأسه.
وينفي المستشار مزاعم استخدامه لأموال الحكومة من أجل ضمان تغطية إيجابية في إحدى الصحف الشعبية.
ولادة ابن المستشار النمساوى السابق
وبحسب وسائل الإعلام النمساوية، فإن ولادة ابن كورتس قبل أيام، أحدثت الفارق وحركت الأمور باتجاه هذا القرار الصعب.
ونقلت وسائل الإعلام، عن الدائرة المقربة من المستشار السابق أن اللحظة التي رأى فيها كورتس ابنه كانت فارقة.
وأضافت المصادر: "كورتس لا يريد أن يضر السياسة النمساوية".
ويواجه كورتس ومقربون منه تهما بمحاولة تأمين صعوده إلى قيادة حزبه والبلاد، اعتمادا على نتائج استطلاع رأي تم التلاعب بها وتقارير تنشرها وسائل الإعلام وتمول من الخزانة العامة.
ونفى كورتس الذي أصبح زعيم حزب الشعب وبعدها مستشارا للبلاد عام 2017، ارتكاب أي خطأ.
وكشف إعلان مكتب الادعاء، في وقت سابق من الأسبوع، أن "كورتس و9 أشخاص آخرين يخضعون للتحقيق للاشتباه في التورط بجرائم خيانة الأمانة والرشوة، إلى أزمة في الائتلاف الحاكم الذي يجمع حزبه (الشعب النمساوي) مع حزب (الخضر)".
مستشار النمسا الجديد
تعيين وزير الداخلية النمساوى كارل نيهمر مستشارًا للبلاد
على جانب آخر .. اختير وزير الداخلية الحالى للنمسا كارل نيهمر، لشغل منصب رئيس حزب الشعب المحافظ ولتولي منصب المستشار الفيدرالي للبلاد، وهو تعيين يجب أن يصادق عليه الرئيس ألكسندر فان دير بيلين.
وجاء اختيار نيهمر (49 عاماً) بإجماع إدارة الحزب في الاجتماع الذي عقد اليوم بشكل طارئ عقب الاستقالة المفاجئة من جانب المستشار النمساوي السابق سيباستيان كورتس كزعيم للتشكيل السياسي ومتحدث برلماني.
وفي أول مداخلة له عقب تعيينه مستشارا جديدا للنمسا، أكد نيهمر أنه يعتزم الاستمرار داخل الائتلاف الحكومي المشكل بين حزبه وحزب الخضر منذ عام 2020.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة