تمر اليوم ذكرى رحيل المناضل الكبير نيلسون مانديلا، الذى فارقنا فى سنة 2013، الأفريقى العظيم الذى حنكته الأيام وجعلته قادرا على مواجهة نفسه قبل مواجهة أعدائه.
إنه ماديبا نيلسون مانديلا الذى لم تستطع سنوات السجن الطويلة وظلاله القاتلة أن تغتال ابتسامته التى وهبت قبلة الحياة لأفريقيا.. وتحمل على كاهله القوى تاريخًا ممتلئًا بالظلم والتعالى وإلغاء الآخر، قاومه وآمن بالمستحيل حتى حققه.. وذات يوم وقف خارج السجن الذى قضى فيه 27عامًا بتجاعيد أكثر وابتسامة تشرق على العالم.
كان نيلسون مانديلا يملك قدرًا كبيرًا من التسامح حتى مع جلاديه.. تكمن قيمة مانديلا فى الأمل والقدرة على امتلاكه وحلمه بالتغيير، وفى أنه على كثرة الذين ضحوا فى أفريقيا عبر تاريخها الممتلئ بالظلم هناك ابن من أبنائها انتصر على نظام الفصل العنصرى الذى كانت البلاد ساقطة فيه، هو انتصر على الفكر الذى كان سائدًا وعلى طرق التفكير التى كانت متجذرة.
واستطاع نيلسون مانديلا أن يحطم الأبارتايد/ الفصل العنصرى، معتمدًا على صبره وتسامحه وصموده.. وأصبح الأيقونة الأشهر فى تاريخ أفريقيا.
مات نيلسون مانديلا بعدما عاش 95 عاما صاخبة بالتجربة بمواجهة الظلم الذى يفرض نفسه، وقد دفع الثمن غاليا، لكنه جنى المكسب كثيرا أيضا، استطاع أن ينتصر على خوفه، وأن يمنح الإنسان الأفريقى القدرة على تغيير قدره.