كرم مهرجان القاهرة السينمائى الدولي، المخرج الفرنسى تيرى فريمو، مدير مهرجان "كان" السينمائي.
"اليوم السابع" حاور فريمو ليكشف كيفية اختيار الأفلام في مهرجان كان، ورأيه في السينما العربية والمصرية.
في البداية هل استفاد مهرجان القاهرة السينمائى الدولى من مهرجان كان السينمائى؟
مهرجان القاهرة مهرجان كبير، وكنت أريد بشدة زيارة مصر، وهذه المرة الأولى التى أزور فيها مصر، وأنا سعيد جدًا بذلك، ومن وجهة نظرى من الجيد أن نستقبل صناع السينما في مهرجان كان، ولكن من الأفضل أن أذهب إلى المهرجانات المختلفة فى بلادهم، وزيارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، حتى وإن كان مهرجان كان من أكبر المهرجانات في العالم، إلا أننى بعتبر نفسى أقوم بزيارة زملائى في المهنة في بلادهم للتعرف على طريقة عملهم، وزيارة مكان عملهم الرئيسي، بالإضافة إلى مقابلة الصحفيين أيضًا، وهذا يساعدنى على فهم طبيعة سير الأمور في أنحاء العالم.
من منظورك الخاص ما سبب وجود الكثير من الخلافات بين مهرجان كان ومنصة مثل نتفليكس على الرغم من تعاون الكثير من المهرجانات معهم في الفترة الأخيرة، سواء القاهرة السينمائى أو الأوسكار أوغيرهم؟
أولا تعد منصة نتفلكس مهمة وكبيرة، وتقدم محتوى إبداعيا، ولكنى يجب أن أؤكد أنها لديها جانب سياسى تدعمه وهذا مهم جدًا، أما عن الخلافات فيجب أن أوضح أنه دعا مهرجان كان منصة نتفليكس في عام 2017، ولكن يجب أن أنوه وأؤكد أنه يوجد بعض القواعد في تنظيم المهرجان، ومنها أننا يجب علينا أن ندافع عن قاعات السينما، وبالتالي يجب على الأفلام المشاركة في مهرجان كان، أن تعرض في دور العرض العالمية أو الفرنسية، وهذا لا يحدث في نتفليكس، ولكننا بالتأكيد نتطلع للتعاون معهم في يوم ما، خاصة أن منصة نتفليكس محبة للسينما، وتعمل مع الكثير من العمالقة في السينما ويشاركون في مهرجانات مختلفة، كما أنه في حاجة للشاشة الكبيرة، لأن أكبر نجوم الأفلام يحبون الظهور على شاشات السينما، وأعتقد أن المستقبل سيكون مزيجا بين المنصات ودور العرض، ولكن أن كـ مدير مهرجان كان عملى أن أدافع عن دور السينما أمام أى متغيرات جديدة.
لطالما كان مهرجان كان من أكبر الداعمين لـ الأفلام المصرية منذ المخرج الراحل يوسف شاهين إلى الآن، ما سبب ذلك؟
لأننا شاهدنا الأفلام وأعجبنا بها، ويتم اختيار الأفلام المصرية بطريقة بسيطة جدًا في مهرجان كان، وذلك يتم مع أي الأعمال العالمية وليس المصرية فقط، حيث كل ما يجب فعله هو إرسال الأفلام وستقوم لجنة الاختيار بمشاهدته، وبالتأكيد لا يوجد أي وعود بمشاركة الفيلم في المهرجان، ولكنه بالتأكيد ستتم مشاهدته وهذا احتراما لكل صناع السينما في العالم، وعدم اختيار الفيلم في مهرجان كان لا يعنى أنه سيئ، ولكن يجب مراعاة، أننا نشاهد 2000 عمل ويتم اختيار 60 عملا للمشاركة في المسابقة الرسمية في المهرجان، و20 فيلما فقط يتنافسون للفوز في المسابقة، ما يحتاج اختيار دقيق للأفلام، ولكننى يجب أن أؤكد أن السينما المصرية حاضرة وبقوة فى مهرجان كان على مر السنوات.
كيف ترى اتهام مهرجان كان بالذكورية رغم أنه يدعم الكثير من النساء المبدعات في السينما؟
هذا سؤال مهم، ونحن نعمل كثيرًا على إلغاء أو تغيير هذه الفكرة التي تتداول حول مهرجان كان، والمهرجان ما هو إلا نتيجة وليس السبب وراء ذلك، وبالتالي عندما يزيد التكافؤ في السينما، وذلك سيتم مع قيام عدد أكبر من المخرجات بـ إخراج الأفلام، وبالتالي هذا سيتيح فرصة أكبر لـ مشاركة الجانب النسائى في مهرجان كان، وهذه السنة في مهرجان كان الـ 6 جوائز الرئيسية في مهرجان كان، كانت من نصيب سيدات، مثل السعفة الذهبية.
هل يوجد معوقات تواجهك في تعاملك مع مهرجان كان؟
في مهرجان كان دائمًا نضع في اعتبارنا وجدود ابعاد مختلفة للأمور، وأهمها دائمًا الماضى والمستقبل، ولابد دائمًا أن يكون لدينا ولاء للماضى، ونضع في اعتبارنا أن مهرجان كان هو الأكبر في العالم، ولكنن يجد أن نذكر أنفسنا دائمًا بالمستقبل وبالتالي يجد أن نستكشف أمور جديدة، لمواكبة عصر الأجيال الجديدة، والمستقبل هذه الفترة نقابل فيه معوقات كثيرة منها فيروس كورونا، الذى يجب التعامل معه بـ طريقة مختلفة وجديدة.
ما رأيك في ما يشاع حول ضرورة وجود شركة إنتاج كبيرة لـ مشاركة الأفلام العالمية تشارك في مهرجان كان؟
لا وبشكل واضح يجب أن أقول لا، لم أن أعرف أي معلومات حول الفيلم المصرى يوم الدين، وشاهدنا فيلم يوم الدين، إلى أن شاهدناه، وأعجبنا بـ فيلم يوم الدين، ولذلك تم اختيار الفيلم للمشاركة في مهرجان كان دون البحث عن الشركة المنتجة.
هل تعكس السينما العربية الواقع الذى يحدث، أم لا تزال محصورة في فكرة الرهاب العربى؟
السينما العربية حاضرة وقوية ولديها تقاليد وماضى كبير، ولكن بالنسبة لـ فكرة أن الممثلين العرب يستخدمون في قوالب وإطارات محددة إلى الان، لابد أن يتم التساؤل حول هذا الامر، بالإضافة إلى أنه يجب استخدام هؤلاء الممثلين في إطارات مختلفة وجديدة، لأن السينما هي اكبر أداة للمعرفة في العالم، وهى التي تظهر شكل المجتمعات.
هل الأفلام العربية متساوية في النجاح مع الأفلام العالمية؟
لا لم تصل بعد، ولكنها في الحقيقة في الطريق للوصول على ذلك، وستحقق ذلك في فترة قصيرة.
وما هي أولوياتك في اختيار الأفلام في مهرجان كان؟
مهرجان كان تتاح له فرصة ذهبية كبيرة، مثل مهرجان القاهرة خاصة مع وجود صناع سينما يقدمون أعمالا فنية مذهلة ومهمة، وبالتالي هذا يضع على عاتقي مسئولية كبيرة، خاصة مع مواجهة النقد المستمر، حيث يوجد العديد من الأفلام التي تعرضت للنقد من خلال المهرجان، وبالرغم من كونه نقدا إلا أنه مصدر فخر، ولكنه دائما يضعنا في تحدى جديد، وأنا أؤكد دوما ان مان يصنع التاريخ ليس المهرجانات التي تعرض بها الأفلام، ولكن الفنانين والقائمين على الأفلام المهمة التي تعرض بـ هذه المهرجانات هم من يقومون بـ صنع التاريخ.
خاصة واننا لسنا قادرين على تحديد هل يصنع مهرجان كان التاريخ أو العكس، هل هو الذى يحدد الذوق العالمى أو العكس أيضا، ولكننى من الممكن ان لأؤكد أنه مزيج من الفكرتين، خاصة واننا كشعب بنتفاخر بالذوق الذى نتعامل به في كل أمور حياتنا، وهو يعد مصدر الفخر بالنسبة لنا، ولكننا بالتأكيد نقع في الأخطاء، ولكن هذا الخطا يكون بسبب الكرم والسخاء الذى نريده في طرح الأفلام، وهذا ما نشعر به عند اختيار عمل محدد ومن ثم لا يلاقى استحسان من متابعى المهرجان، وبالتالي فأنه يسبب الأحباط بشكل كبير، خاصة وإنني اتعامل مع الأفلام على أنها ابنائى، بـ معنى ان عندى كل سنة تقريبا 60 ابن وابنة جدد.
عملك بـ مهرجان كان سبب كبير في ابتعادك عن الساحة الإخراجية، ما سبب ذلك؟
بالتأكيد عندما كنت في بداية حياتى اردت أن أكون أحد صناع السينما، ولكن في مهرجان كان عملى الدفاع عن أعمال الأخرين، وكان لدى الوقت لعمل الأفلام الوثائقية لـ الاخوين لومير، ولكنى لا استطيع ان اشاهد سنويا أكثر من 2000 عمل، والاختيار بينهم، بـ جانب إخراج أعمالى الخاصة، كما أننى مستمتع بـ عملى لأنى توليت هذا المنصب وانا في الأصل من صناع السينما، ومعلمى كان دائما يؤكد علي أن يكون عندى القدرة للإعجاب بـ إعمال الأخرين وتكريمها كـ انها من صنعى، ولا يمكننى أن أكون مدير مهرجان ولا يكون لدى القدرة على مساعدة الأخرين والأعجاب بإعمالهم.
ما رأيك في الرقابة على الأفلام الفرنسية وكيف تحاول الصناعة الفرنسية الحفاظ على مكانتها في وجود المنصات الجديدة؟
يوجد الكثير من النقاشات التي تدور مؤخرا حول فكرة الرقابة الشديدة، خاصة مع تدخل الحكومة الفرنسية في الأفلام، مع وجود صناعة قوية، لكن في الوقت الحالي هذا الأمر يجذب اهتمامهم بشكل كبير، ويحاولون الوصول إلى طريقة لتفهم الحضارة الجديدة، بالإضافة إلى الوصول إىل طريقة لـ حماية صناعة السينما وهذا يحدث من خلال تعليم وتثقيف الجيل الجديد من العاملين في قطاع السينما، ومشاهدى السنيما، خاصة وأنه لا يوجد أي شيء أجمل وأفضل من السينما حول العالم.
تيري فريمو هو مخرج فرنسي ولد في تولينز خارج جرونوبل عام 1960 ونشأ في ضاحية مينجوت في ليون. كان المدير الفني لمعهد Lumière في ليون منذ عام 1995 ثم تم تعيينه كمدير إداري، وأصبح المدير الفني لمهرجان كان السينمائي في عام 2004 والمدير الفني والتنفيذي للمهرجان عام 2007.
كما حصل على درجة الماجستير في التاريخ المعاصر من Lumière University Lyon 2، وهو معروف أيضًا بفيلم "lumiere" والعديد من الأفلام الأخرى من إخراجه مثل "The Audacious Adventurer".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة