- برنامج سباق الأغنيات قدم الأغنية الغربية للمشاهد وكان لدى علاقات واسعة مع منتجى الفيديو كليب بالخارج
-تركت العمل بالجامعة لأنى لا أحب المنافسات غير الشريفة
- في أول مرة قدمت فيها برنامج كنت أشعر أن الميكروفون سيلقط دقات قلبى من الخوف
- قدمت عمرو دياب وهشام عباس وعملت برنامج سباق الأغنيات في الفضائية المصرية
-أكثر موقف محرج لى كان مع الملك حسين العاهل الأردنى السابق
-أحببت اللغة العربية من خلال سماعى لفاروق شوشة وزينب سويدان وبديعة رفاعى
- كنت أسافر للخارج لشراء أسطوانات أغانى أجنبى على حسابى الخاص لتقديمها في البرنامج
كان التليفزيون يشكل وجدان المواطن المصرى، ووسيلة لا يمكن الاستغناء عنها، فقد كان له دور مهم فى لمة الأسرة بل والعائلة حوله، لتشاهد برامج هادفة ومنوعات وفقرة مفتوحة، وكذلك نشرات أخبار ومسلسلات وأفلام، فلا يوجد شابا لم يترب على برامج التلفزيون المصرى الذى لم يخل بيت من مشاهدته بشكل دورى.
ارتبط المصريين وجدانيا بالتلفزيون المصرى، ولعل أبرز دليل على حب المصريين لبرامج التلفزيون المصرى التى كانت تذاع فى الماضى، هو حجم المتابعات الكبيرة لقناة "ماسبيرو زمان" حاليا، التى تقدم المسلسلات والبرامج التى كانت تذاع على التلفزيون المصرى منذ عشرات السنوات، إلا أنه رغم مرور فترة كبيرة للغاية على إذاعتها لم يمل المشاهد المصرى من متابعتها وهو ما يكشف حجم ارتباط المواطن المصرى بما كان يقدم فى الماضى بالتليفزيون من برامج ومسلسلات ومذيعين ومذيعات كان لهم دور كبير للغاية فى التأثير على اهتمامات وأفكار المشاهد المصرى.
قررنا أن نعود إلى الماضى قليلا لنجرى سلسلة حوارات مع أبرز من قادوا التليفزيون المصرى فى زمن التلفزيون الجميل، لتحمل سلسلة الحوارات عنوان "زمن ماسبيرو الجميل"، حيث نتناقش معهم حول كيف كان عملهم داخل ماسبيرو وكيف كانت بداياتهم الإعلامية، ومن أبرز من أثروا فيهم داخل التلفزيون المصرى، وكذلك نتحدث معهم حول مستقبل مهنة الإعلام.
في هذه الحلقة، نجرى حوارا مع الدكتورة هالة حشيش، أحد أعلام التليفزيون المصرى الذين تركوا بصمة كبيرة لا يمكن أن ينساهما المشاهد المصرى، سواء فى تقديم النشرات باللغة الإنجليزية، وطريقتها الفريدة فى تقديم النشرات، بجانب تقديم برامج الأغانى الأجنبية التى تميزت فيها بشدة، وبرامج الأطفال باللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى التطوير الكبير الذى أحدثه بقناة النيل الدولية، وقناة النيل للأخبار اللذان تولت إدارتهما.
خلال الحوار تكشف الدكتورة هالة حشيش، الكثير من كواليس عملها في الإذاعة والتليفزيون المصرى وأكثر من أثروا عليها في المجال الإعلامى، ومثلها الأعلى في قراءة النشرات، وأسباب اتجاهها للعمل في البرنامج الأوروبى عن البرنامج العام، وأكثر الموقف المحرجة، وكذلك المواقف السعيدة والصعبة بالنسبة لها، والكثير من الأسرار والكواليس في الحوار التالى.
فى البداية كيف جاء عملك فى مجال الإعلام؟
بدأت رحلتى في مشوار الإعلام، عندما قالوا لى إن صوتك له طبقة مميزة، وكنت بحب الأخبار الإنجليزى، ففي الأساس كنت بستمتع بالنشرة الإنجليزية، كما أنى خريجة كلية الأداب قسم اللغة الإنجليزية، وأول ما تخرجت من كلية الأداب قسم اللغة الإنجليزية، وتم تعييني معيدة، قررت أن أقدم فى امتحان لقراءة النشرة الإنجليزية، وكان الدخول من خلال امتحان عام تجريه الإذاعة المصرية في ذلك الوقت، وكان يرأسها محمد محمود شعبان "بابا شارو"، ويكون امتحان كتابى ترجمة باللغة الإنجليزية والعربية، وبأرقام جلوس، وهذا الامتحان تقدم له حوالى 3 آلاف شخص، واختاروا مجموعة من الناجحين لإجراء امتحان أمام الميكروفون والمعلومات العامة، وكان رئيس مجمع اللغة حينها هو من يجرى معنا الحوار، وبعد ذلك مجموعة من الصحفيين والمثقفين في مصر، وكبار الكتاب يمتحنون من يتقدم للمسابقة لشغل وظيفة مذيع، ويتم تقسيمهم مذيع ومحرر ومترجم، فيكون توصيفك مذيع ومحرر ومترجم، ويكون حسب إجادتك للغة وصوتك هل مناسب للميكروفون أم لا، وقليل جدا الذين يصلحون لوظيفة مترجم ومحرر ومذيع، وبالتالي يكون متكامل ويكون حسب درجاته يتم توزيعه على محطات الإذاعة ونوعية الوظيفة، وأنا الحمد لله نجحت بوظيفة محرر ومترجم ومذيع، وكنت بعد وبخرج .
لماذا اختارتى العمل في البرنامج الأوروبى عن البرنامج العام في الإذاعة؟
كان تعيينى في البرنامج العام في البداية، ولكن حينها كنت معيدة بالجامعة، وكان صعبا للغاية أن احتفظ بوظيفتين في وقت واحد، فاختارت أن أعمل في الجامعة، لأن والدى كان مصمما على ذلك، واخترت العمل في البرنامج الأوروبى لأنه لا يحتاج لتفرغ.ما هو الشرط الذى اشترطه والك من أجل أن تعملى في الإذاعة؟
والدى اشترط أن أعمل في الجامعة أولا، واستمر في الإذاعة، والمكان الوحيد الذى كان يمكن أن أعمل فيه في الإذاعة كان هناك ما يسمى بالخبراء باللغة، فخبير اللغة يتم عمل عقد خاص، وكان معظم من في البرنامج الأوروبى حينها نصف مصرى أو تعلم تعليم عالى للغاية، ومتقن شديد للغة، كى يعمل مع هؤلاء الخبراء في تلك الإذاعة الأوروبية والبرامج الموجهة، وبالفعل نجحت وكنت الأولى في الامتحان، وكانوا يريدون أن أعمل في البرنامج العام، خاصة أن اللغة العربية لدى مخارج الألفاظ واضحة، وحروف العربى ليست سهلة، ورغم أن تعليمى كله، أجنبى ولم أدرس اللغة العربية بشكل كاف، فكان عندى السين والشين والقاف والكاف واضحة وهذا قليل ما نراه.كيف تعلمت اللغة العربية بإتقان رغم أن تعليمك كله أجنبى كما ذكرتى؟
أعتقد أنها موهبة من عند ربنا، وأنا بحب اللغة العربية، وأنا من النوع اللى بشتغل على نفسى، وبحب أسمع الراديو، وكنت بسمع البرنامج الأوروبى، وكنت بسمع القرآن الكريم، فبدأت أشكل اللغة العربية، فهذه هبة من عند الله أن يكون لديك إحساس باللغة الإنجليزية أو العربية، فاللغة موهبة مع إحساس وفكر.هل كان لديك حلم من الصغر بالعمل كمذيعة؟
لا على الإطلاق.
إذن من الذى شجعك ودفعك للعمل في مجال الإعلام؟
من شجعنى للعمل في المجال الإعلامى، عندما شاهد نشرة الأخبار في التليفزيون، شدتنى بشكل كبير، وكان أداء جيد وكنت فخورة أن مذيع مصرى يؤدى النشرة الإنجليزية، وكان أحمد فوزى قارئ جيد للغاية، وكنت مستمتعة للغاية بنشراته ولغته وطريقة النطق، وكيف توصل الخبر بشكل ونحن مصريين نقدم للأجانب صورة لبلدنا، حيث نكتب النشرات ونقدمها، فمن يذيع النشرة الأجنبية هو من يحررها، وهذا أمر افتخر به، وكنت أريد أن أقوم به، وكنت أريد أن أكون مصرية تقدم بلدها للأجانب بلغتهم، وكانوا يظنون في البداية أن والدتى أجنبية، عشان نطقى بالإنجليزى كان سليم وكنت سعيدة بذلك.ما فعلت لإتقان اللغة العربية بعد دخولك الإذاعة؟
عندما دخلت الإذاعة، بدأت أسمع زينب سويدان، وبديعة رفاعى، وفاروق شوية، وأحب العربى منهم، واللغة العربية فيها مزيكا مختلفة تماما عن اللغة الأجنبية، وعلمونا الالتزام أمام الميكروفون واحترام المستمع، فعندما يعطى لك أحد مهمة تعتبرها أنها تكليف أنك تكلم الناس فلابد أن تحترم المستمع الذى توجه له الكلمة فتأخذ بالك ماذا تقول وتكلم من وكيف تصل له وكيف تعمل وقفاتك ، وبعد ذلك تقدم فكرة، ولكن مجرد شكلى حلو وأقدم محتوى في التليفزيون.هل تتذكرين تعليق معين قالوا من يختبرونك فى الإذاعة قبل الالتحاق بالعمل في الإذاعة والتليفزيون؟
سألونى لماذا أعطش الجيم في الامتحان، وهذا أمر شدنى للغاية لأنهم خلال الامتحان أعطونى المصحف اقرأ منه فلما قرأت المصحف عطشت الجيم، وصممت أن أقرأ قطعة إنجليزى فسألونى لماذا فقلت لهم لأن تعليمى كله كان مبنى على الإنجليزى، ومتفوقة فيه، وقرأت إنجليزى ثم قرأت عربى، وعطشت الجيم فسألونى لماذا فقلت لهم إن سبب ذلك أن مدرسة اللغة العربية التي علمتنى كانت سورية، وكانت تعطش الجيم، فعجبتهم، لذلك كانوا يريدوننى أن أعمل في البرنامج العام، وكان لا يمكن أن أتعين في الإذاعة، وأنا معينة معيدة بالجامعة.هل كان عملك في البرنامج الأوروبى بسبب ظروف عملك في الجامعة أم برغبة منك؟
لا كان بسبب ظروف عملى كمعيدة في الجامعة، وكذلك أنا كنت أريد أن قراءة النشرة بالإنجليزية.ما أبرز ما يميز الإذاعة المصرية؟
أفضل ما ميزنا خلال تلك الفترة أننا كعاملين قريبين من بعضنا البعض، والمحطات الإذاعية كانت قريبة من بعضها، وكنا مجموعة واحدة، أنا ومحمود سلطان، ومحمد شناوى، وهناك كثيرون ذهبوا إلى إذاعة صوت أمريكا، وعملوا بشكل جيدن ونجحوا، فكانت متعة أن تسمع طريقة تقديم مختلفة، خاصة البرنامج الأوروبى الذى كان له مدرسته، وهى مدرسة متينة للغاية، فالمذيع كان مذيعا فقط في الإذاعات الناطقة بالعربية، ولكن في البرنامج الأوروبى يتعلم أن يكون محررا ومذيعا وكتابة ما يقوله بنفسه، ويعد ويخرج ويختار المزيكا الخاصة به، والإخراج للبرنامج بالكامل وهذا كان فرصة كبيرة لتعلم كل شيئ فى الإذاعة والتلفزيون.ماذا تعلمت من عملك في الإذاعة؟
الإذاعة تجعلك تتعلم شيء مختلف، فليس تقدم برامج منوعات أو نشرات أخبار فقط، بل كنا نمثل ونقدم مسرحيات ونعمل برامج سياسية وثقافية وبرنامج أطفال، وكان لدى برامج كثيرة في البرنامج الأوروبى.ما هي أقرب البرامج إلى قبلك؟
أكثر برنامج سمع مع الناس كان برنامج At your request، وأنا أول مذيعة تقدم أسطوانات مزيكا بالبرنامج في القنوات العربية بالكامل، لأننا كنا في السبعينيات، وكانت شئ جديد للغاية حينها، ولم أكن فقط تقدم أسطوانات مزيكا بالبرنامج فقط ولكن تختار تلك المزيكا وتحدد طريقة تقديمها.لماذا هذا البرنامج كان الأنجح لك؟
من خلال برنامج At your request، استطعت أن اتقرب من الناس وبدأوا يشعرون أن هناك تفاعل بينى وبينهم وهذا ليس فقط بسبب اختيارى الجيد للمزيكا ولكن أيضا التفاعل مع الجمهور، فأنا لم أكن أقدم البرنامج للشهر، ولكن كنت بستمتع بما أقدمه لأنى كنت بعده، وكنت بنزل أشترى أسطوانات جديدة وكنت أسافر للخارج لشرائها أيضا على حسابى الخاص لأننى أحب شغلى وأحب ما أفعله، وكانت المقابل لا يذكر أمام ما أدفعه لشراء الاسطوانات.تحدثت أن مقابل تقديمك النشرة بالإنجليزية 50 قرشا، متى كانت هذه الفترة تحديدا؟
نعم في الحقيقة فقد كان ثمن قراءة النشرة 50 قرشا في فترة السبعينيات من القرن الماضى، وكان مبلغ قليل للغاية ولكن تم زيادتها، وكان العمل من خلال تجديد العقود وكانت الأجور بالقطعة في البرنامج الأوروبى، لأنها تضم خبراء، ولكن الإذاعة كانت بالتعيين، والبرامج الموجهة والبرنامج الأوروبى والموسيقى كان العمل بالقطعة.ما أبرز ما يميز برنامجك الموسيقى؟
ركزت في برنامجى الموسيقى على اللغة العربية، والبرنامج الموسيقى جعلنى أسمع الموسيقى الكلاسيكية فتهذب أذنك، وتسمع أنواع مختلفة من الموسيقى ، وكنت بعمل برامج أطفال، وكنا بنمثل ونعمل مسرحيات.لماذا كان والدك مصرا على عملك كمعيدة بالجامعة على حساب عملك في التليفزيون؟
لأنه كان زمن مختلف، والتليفزيون والإعلام، كان مختلفا للغاية، فلم يكن هذا الكم من التأثير غير أنك تكون مذيع، ففكروا فيها بهذا الشكل فقط، وبدأ التليفزيون في الستينيات، ودخلت في السبعينيات، فكان مدى انتشار التليفزيون ليس كبيرا حينها، ومدى تطوره لم يكن في ذهن العامة حينها، فالتطور الذى شهده التليفزيون غير من طريقة جلوس المذيع، فالمكياج كان له طريقة مختلفة خلال الأبيض والأسود، فنحن كنا جيل يبدع، ومع الأدوات التي كانت تأتى له كان يغير من طريقته وتعمل برامج بشكل يناسب التكنولوجيا التي تساعدك وتسهل لك أشياء، ففي الماضى كان لابد أن نجلس جميعنا في وقت واحد وفى مكان واحد، والكاميرا لا يمكن أن تتحرك، ولكن مع التكنولوجيا تستطيع أن تتحرك أمام الكاميرا والتسجيل أصبح مختلف، فأدائك والمادة التي تستخدمها اختلف.ما الذى انعكس عليك بعد التقدم التكنولوجى في مجال الإعلام؟
كنت أول مذيعة تخرج وتسجل برنامج في الشارع، فعندما كان برنامج At your request، وكنت أقدم أيضا برنامج GOOD MORNING SHOW ،مشهورا قالوا إنهم يريدون في القناة الثالثة، وكان يديرها حينها، مدحت زكى رحمه الله، برنامج مع الجماهير على الشاشة في برنامج سباق الأغنيات، وفكرنا في تقديم الأغنية الغربية للمشاهد، وكنت أتمكن من الحصول على الأغنية فيديو كليب مع بداية الفيديو كليب في الخارج ، وكان لدى علاقات واسعة مع منتجى الفيديو كليب في الخارج، واستطعت الوصول لهم، وكانوا يرسلوا هذه الأغانى، باسمى، وعندى تصريح أن أذيعها في التليفزيون، وكنت أقدمها في البرنامج الذى حقق نجاحا كبيرا في القناة الثالثة، وصورت في ديسكو تك، وكنت أصور في مركب ويخت في الثمانينات، وكان هذا أمرا جديدا لم يكن هناك إنترنت أو أقمار صناعية كى تتفرج عليها الناس، فكانت شيء مختلف، وأنا باحب التغيير، فلما قمت بعمل علامة في المجال الإعلامى لأنى كنت بفكر بشكل إبداعى ويتناسب مع مجتمعى، وكنت أترجم له الأغنية، وأقول له ما هي الأغنية رقم واحد في العالم في هذا التوقيت، وكان هناك مصداقية للبرنامج، ونجح البرنامج مع الشباب كبرنامج غنائى منوعات، وكذلك كنت منتظمة في تقديم النشرات، وكنت بحب أذاكر ما أقدمه، لأننى أحب ما أقدمه، واحترم المشاهد والمستمع، لذلك لم أكن أقدم أي شيء إلا عندما أقوم بإعداده حتى إذا كان هناك إعداد، كنت أعيد كتابة ما سأقوله بما يناسب طريقتى في التقديم فكانت توصل الرسالة بشكل صحيح للجمهور، لم أكن أظهر مثل العروسة الحلاوة وألقن كل كلمة فلن تصل الرسالة للجمهور.
هل كان هناك آيربيس فى الاستوديات في الماضى؟
لا.. لم يكن متوافر هذا الأمر، وكنا ننظم التقديم بالبرنامج من خلال الورق ونضع نقط، وكنت أحرر نشرة فأعد نشرتى ، وإعداد النشرة يعلمنى أشياء كثيرة، فكنت أحرر وأترجم النشرة، وعلمنى ذلك أن يكون لدى معلومات سياسية وثقافية واجتماعية، وقدمت أنواع مختلفة من البرامج المختلفة فى البرنامج الأوروبى، هذا يعطى ثقة للمذيع، فنحن لسنا مجرد بغبغانات.قلت إن والدك كان يريدك أكاديمية أكثر من مذيعة.. هل تصور نجاحك بهذا الحجم الكبير في التليفزيون؟
هو الحمد لله عاش حتى اصبحت مشهور، وكان فخورا وسعيدا أنى أقوم بشئ أحبه، ولم يقف في طريقى عندما جئت في يوم وقلت له أننى سأترك الجامعة، وهشتغل في التليفزيون، في البداية كان حزينا، ولكن وجد أننى كى أكمل عملى بالجامعة يتطلب تفرغ كبير، بجانب أنى وجدت أن هناك غيرة في الجامعة كيف أن هذه المذيعة صغيرة وكل الناس تعرفها، فنجد الدكتورة الكبيرة تعطينى معاد لتصحيح ورق الامتحانات في وقت أذهب فيه لقراءة النشرة، فأصبح الأمر حمل على، وأنا لا أحب المنافسات غير الشريفة أو من يحاولون عرقلة طريقى.هل اتفق الجميع حينها على نجاحك في المجال الإعلامى؟
لا يوجد أحد يتفق عليه الجميع، ولكن على الأقل المجموعة التي حولك تراك ناجحا، ويكون لديك وطنية وانتماء، ولا يكون انتمائك لنفسك وتعمل من أجل المال.عملت في الإذاعة وسنها 19 سنة في سن "المراهقة " هل هذا لم يجعل تخاف في الظهور على الإذاعة؟
نعم عملت وأنا صغيرة للغاية في الإذاعة، وهذا جعلنى أشعر بالخوف للغاية.أحك لنا عن تجربتك في أول يوم قدمت فيه النشرة باللغة الإنجليزية في البرنامج الأوروبى؟
في الراديو، كنت أشعر أن الميكروفون سيلقط دقات قلبى من كتر ما أنا أشعر به، وكنت خايفة جدا، فالميكروفون له رهبته وجماله، وأنا أعشقه حتى الآن وهناك أفلام تسجيلية كثيرة في التليفزيون تم تسجيلها بصوتى ، فهذا حب أن يكون لديك قدرة أن توصل فكرة مع صورة بشكل يلفتك ولا يضايقك، لأنه أحيانا يضيع التعليق الصوتى جمال الصورة أو الفيديو، ومن الأشياء التي اهتميت بها خلال رئاستى لقناة النيل الدولة الأفلام الوثائقية، ما زالت تذاع ويأتي لى تعليقات عليها حتى الآن، وكنت مهتمة أن أقدم مصر للخراج، لأن قناة النيل الدولية هدفها أن تخاطب الآخرين، وكنت مهمة باختيار المسلسل المصرى الذى يذاع على قناة النيال الدولية وترجمتها .ما هي أبرز المسلسلات التي تم اختيارها وترجمتها على قناة النيل الدولية؟
مسلسل الضوء الشارد، اتذاع لأول مرة في مسلسل النيل الدولية، وقالوا لى أننى متميزة في اختيار المسلسلات التي تعرض على القناة، وكنت لا أعين لجنة لاختيار المسلسل بل كنت أختارها بنفسى، فهذا المسلسل يعطى فكرة عن كيف يفكر هذا المجتمع ونترجمها للإنجليزى، ونضعها في فترة الإنجليزى في النيل الدولية، وكذلك كنت خصصت ففي فترة بليل للأفلام الأبيض والأسود، وكنا أول ناس نذيع friends، وكانت تذاع لأول مرة في العالم ، والنيل الدولية كان لها جماهيرية كبيرة.تحدثت في وقت سابق أن لو لم أعمل مذيعة لكنت مهندسة ديكور لماذا؟
أنا بحب الديكور، والمنظر الحلو، والتناسق في الألوان، سواء بقدمه في برنامج أو في الأمور العادية، وتعبر عن نفسك من خلال ديكور.هل هذا يعنى أنك كنت تختارين ديكور الأستوديو خلال تقديمك للبرامج؟
نعم.. بعد أن أصبحت مسئولية في القناة كنت أختار الديكور في البرنامج والألوان وكل شيء، وتطور التليفزيون كثيرا، وعملنا أول نيوز بار في الشرق الأوسط والعالم العربى كان في قناة النيل الدولية عندما توليت إدارتها، واكن فكر جديد، ولم نكن قد حصلنا على الجهاز الذى يتم من خلاله عمل نيوز بار، وكنا ننقل النشرات إلى كمبيوتر، فأنا دخلت التليفزيون وكنا نكتب الأخبار على آلة كاتبة ، وحصلنا على دورات في الكمبيوتر، وكنت من أوائل الناس الذين حصلوا على تلك الدورات، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، وكان أول عن الإنترنت في برنامج صباح الخير يا مصر كان مصر على الإنترنت، وعملت في قناة النيل الدولية برنامج Egypt and internet، لأننى كنت أشعر أن الإنترنت سيغير العالم وكان حينها ما زال فكرة جديدة، وسيغير الإعلام.تحدثت في وقت سابق أن الاجانب في مصر كانوا يحصلون علي الأخبار عن طريق البرنامج الأوروبي كيف لامستى هذا الأمر؟
لأنه لم يكن هناك قناة إنجليزية في مصر غيرنا تتحدث عن مصر، فالأجانب في مصر كانوا يريدون معرفة ما يحدث في مصر بلغتهم لذلك كانوا يتابعون البرنامج الأوروبى، كنا نقدم باللغة الإنجليزية والفرنسية والأرمينية واليونانية، وكان يوصل رسالة صادقة لمصر، وكان البرنامج الأوروبى من أنجح البرامج الإذاعة وهو بدأ مع الإذاعة المصرية.لماذا كان أول تجربة ليك في التليفزيون المصرى برامج الأطفال؟
طب منى ذلك وقتها، كان يتم بث النشرة الإنجليزية، فلما أرادوا عمل برنامج أطفال بكل اللغات تم تكليفى بتقديم البرنامج باللغة الإنجليزية.هل هذا يعنى أن تقديمك لبرنامج الأطفال لم يكن اختيارك؟
لا.. ولكن أنا كنت أقدم أيضا برامج أطفال في البرنامج الأوروبى، وقدمت ماما لولو بعد الفنانة لبنى عبد العزيز، وكانت مسئولية كبيرة وكنت أرى أننى طفلة ولم يكن لدى أطفال حينها، وأشتريت موسوعة للأطفال وكيف تكتب القصص للأطفال، وميزة البرنامج الأوروبى أننا كلنا كنا هوا نعمل مع بعضنا مروان حماد وطارق شرارة، وكننا نمثل للأطفال ونمثل مسرحيات مشهورة تدرس في المدرسة أو الجامعة، وكنت كل حاجة أذاكر لها قبل تقديمه، وكنت أشترى أسطوانات بها أشهر أغانى الأطفال.ما هي أقرب البرامج إلى قلبك التي التي قدمتيها في البرنامج الأوروبى؟
الذى أجده معلم مع الناس بشكل كبير وكنت أحبه للغاية هو برنامج At your request، وكان من أوائل البرنامج بالنسبة لى وكنت أعده وأقدمه، وكنا نعتمد على الجوابات وكانت تأتى لى الجوابات على هيئة فوازير ومن كثرة الجوابات لم أكن استطيع أن أحملها ، وكان يرسل لى شباب من المدارس الإنجليزى والفرنساوى جوابات بكميات كبيرة ، وكان لدى مجموعات، والبرنامج كان ناجح ليس لأنه يشبه ما يطلبه المستمعون ولكن نفكر معهم مثلهم ونقدم له الأغنية فورا، فكانوا ينتظرون برنامجى، وبعض المكالمات كان أصحابها يقولون إنهم يحاولون الوصول لى منذ 3 سنوات ، فأكون مكسوفة منهم، ووقت الهواء كان ساعة و3 حلقات في الأسبوع وكان ناجح للغاية، وكنت بعمل مسابقات لأفضل شخص يكتب عن فرقة موسيقية فكان الجمهور يشعر بالمشاركة وأجعلهم يهتمون بالمعلومة عن الفرق الموسيقية التي يحبونها ويبحثون عنها، وكنت استضيف بعضهم، وهذا كان في الثمانينات ولم نقلد أحدا على الإطلاق، وبعضهم الآن أصبحوا دبلوماسيين وسفراء معروفين للغاية ، وبعض الوزراء يتحدثون معى ويقولون كنا نسمع برنامجك وأكون سعيدة للغاية أننى تمكنت من الوصول للجمهور .هل كان كل اهتمامك بالأغانى الأجنبي فقط؟
لا.. أيضا كنت اهتم بالعربى فقد قدمت عمرو دياب وهشام عباس، وعملت برنامج سباق الأغنيات في الفضائية المصرية، وسألت لماذا يكون هناك قائمة لأفضل الأغانى باللغة الأجنبية، وليس لنا قائمة بأفضل الأغانى باللغة العربية فى مصر، وكان لدينا مغنيين كبار، والجديد ما فعلته ونجح في الفضائية المصرية في برنامج سباق الأغنيات، لم يكن هناك خطوط تليفونات جديدة أو الإنترنت، فأجرنا 10 خطوط دولية من إنجلترا ووضعت على كل أغنية لكل رقم تليفون على خط تليفون دولى، وبحسب عدد مكالمات الخطوط الدولية التي تأتى أرقم الأغنية، وهذا خلق برامج المسابقات وخطوط التليفونات، حيث تم عمل لكل أغنية رقم، واستضفت محمد منير وعمرو دياب ومحمد فؤاد وسميرة سعيد ولطيفة وكانوا هم نجوم الغناء حينها، والعالم العربى كان يسمع هذا البرنامج، وكان أشهر برنامج في الوطن العربى، وكانت فكرة البرنامج جديدة.ما هو أصعب موقف تعرضى له في التليفزيون المصرى؟
مواقف صعبة كثيرة، لم أعلم فقط منوعات، بل نجحت الجمهور في المنوعات ،ولكن قدمت تقارير ونشرات أخبار، وكنت أول واحدة تقدم تقارير باللغة الإنجليزية في العالم العربى وفى مصر، وأن نبدأ تقديم التقارير ، وكنت أول واحدة تسافر لعمل تقرير في إسرائيل ، وعملت تقارير من هناك وكانت من الأشياء الصعبة وليست السهلة ولكنت كنت سعيدة بها للغاية لأنها لم تكن سهلة، وكذلك عندما سافرت في التسعينيات مع بداية دخول الإنترنت قالوا نريد عمل نشرة دولية، فأختارونى لتمثيل الوطن العربى واختاروا شخص من إنجلترا وشخص من دومينيكا ، وأيضا من الهند من أجل عمل نشرة دولية قبل مؤتمر الأرض الذى كان مقاما حينها في ريو دى جانيرو، وتم عمل دورة لنا في بلجيكا، حيث سأقدم نشرة للعالم عن مصر من رؤية مصرية، ففي البداية حصلت على دورة كمبيوتر، واتفقنا على أن يتم اختيار نشرة وتم إرسال نشرة التاسعة كان يقدمها محمود سلطان وزينب سويدان لاختيار 3 أخبار منها أقدمها للعالم بلغته وحولتها بالإنجليزية، واخترت خبر اكتشاف أثرى، وكذلك خبر عن القضية الفلسطينية وانتفاضة الحجارة وصممت على هذا الخبر وحينها طلبوا عدم إضافتها وقلت لهم إذا تم يتم بثها فأنا منسحبة وأحرجتهم وقدمتها مثلما نقدمها في مصر ، وكانت أول نشرة دولية بهذه الطريقة ولم تحدث بعد ذلك، وكان الخبر الثالث عن حصول على مصر في بطولة الكرة السريعة.من أبرز من دعمك داخل التليفزيون المصرى؟
كل وقت يكون له ناسه، وأنا كنت مختلفة، وجاءت في فترة لوحدى ولم يكن هناك شبهى، ولم يكونوا معتبرنى ضمن المذيعين التليفزيون لأنى أجنبى، ولم يكن لدى كادر إعلامى مثلهم لأنى كنت أعمل في الجامعة، ولكن تم نقلى كادر درجة أولى في قطاع الأخبار ، حيث عندما تغيرت ظروفى وقررت أعمل في الإعلام تم نقلى لنشرة الأخبار بالإنجليزى فكنت أول واحدة تعين مذيعة ، فقبلى كان يتم تعينهم بالقطعة، كما أننى درست الإعلام في المجتمع الأمريكي في جامعة سيراكيوز، كما درست الإعلام في عصر العولمة في أواخر التسعينيات ومستقبل التكنولوجيا وكيف ستغير الإعلام وهذا أفادنى كثيرا، فأنا أهتم بالمستقبل وكيف سيتغر الإعلام وأرى أن الإعلام المقبل سيكون كله منصات وبالتالي لابد من الاهتمام بالمنصات.هل هذا يعنى أنه لا يوجد أحد دعمك ؟
لا.. في كل مجال هناك شخص دعمنى، فالمسئولين الكبار في التليفزيون دعمونى مثل أحمد فوزى ويوسف رزق الله ويحيى حيدر ، ومروان حماد وكان دعم معنوى وفكرى لأننا كنا نعمل مع بعضنا ، ومدام ليلي الكردانى مدير البرنامج الأوروبى حينها كانت شخصية جميلة وسيدة لن تتكرر في الإدارة، وفى التليفزيون، كان على جوهر وأحمد فوزى علمونى كيف أحرر النشرات والصوت ويحيى حيدر أيضا، وتأثرت أيضا بالقراءات العربى في النشرة فكنت أسمع محمود سلطان وزينب سويدان، فلا يوجد مثلهم في القراءة، ونحن محظوظين بهؤلاء الناس، ولقد عملت مع همت مصطفى وناس ثقيلة، كذلك عبد القادر حاتم رحمه الله ، فمن الناس الذين شجعونى للغاية وكان يقول لى "أنت من الناس الذين يمثلون الإعلام كما يجب "، وهذه من الشهادات التي التي أعتز بها للغاية وحتى قبل وفاته كان يتواصل معى وكان مبسوط بى.ما هو أبرز موقف سعيد تتذكريه خلال عملك بالتليفزيون؟
أشياء كثيرة تسعدنى، ومن الأشياء التي تسعدنى أننى قمت بعمل تطوير كبير في قناة النيل للأخبار عندما كنت أديرها ، وهى من الأشياء الناجحة للغاية وجعلت مصر كلها تشاهدها ووصلنا إلى أن ننافس بشدة قنوات عربية مشهورة وذلك عام 2007، حيق طلبوا تغيير النشرة العربى بحيث تكون مثل النشرات الدولية، فقلت أنه يجب أن يكون هناك موجز في البداية، ويتم عمل رسالة وعملنا تطوير كبير في النشرات، بجانب عمل هوية للقناة، وأنا من سميتها قناة مصر الإخبارية وهى قناة النيل للأخبار.من هم أقرب الناس إليك في المجال الإعلامى؟
أنا على أتصال مع زينب سويدان، وسوزان حسن، أكتر ناس موجودين على اتصال مع بعضنا، وأحيانا سناء منصور، لأنها علمتنى كثيرا في الإدارة، وأول تعيين لى كان مدير عام المنوعات، واشتغل معى كثيرين من بدايتهم مثل أحمد حلمى وداليا البحيرى، وسامح عبد العزيز فكل هؤلاء كانوا معنا في بداية الفضائية المصرية، وعملت معهم وهم ما زالوا مبتدئين، وما زالت على علاقة بأحمد فوزى ومروان حماد ورؤوف حافظ فهم أستاذة في البرنامج الأوروبى وتعلمت منهم.من هو مثلك الأعلى فى المجال الإعلامى؟
في الصوت والقراءة والتقديم بالإذاعة أحمد فوزى، فلا يعلى عليه فى اللغة، فعندما تسمعه يتفوق على الأجانب نفسهم في اللغة.من مثلك الأعلى في التليفزيون؟
كل برنامج له لونه وناسه، وأنا قدمت كل أنواع البرامج، ولم يكن أحد يقدم نوع المنوعات بشكل يمكن أن أقول أن هناك شخص أثر فى، فكنت أقدم البرنامج بطريقتى، وفكرتى، ولم أقلد أحدا على الإطلاق، وأنا في سن صغير توليت إدارة في التليفزيون، وعندما أتولى إدارة أي شيء لا أنافس زملائى، وفى سن صغير كنت أدير قناة النيل الدولية.أحكى لنا عن نصيحة لا يمكن أن تنسيها وأثرت عليكى وكان لها دور فى تشجيعك للنجاح؟
من المفترض أي شخص يمكن أن ينجح عندما يكون صادقا مع نفسه، ولكن عندما تقلد أحد أو تقوم بدور ليس خاص بك لا تصل للجمهور، وكان أستاذتنا يعلمونا احترام الميكروفون، والكلمة والانضباط بشكل كبير، ويقولون لى لا تأت في ميعادك للإذاعة لسببين إما فى المستشفى أو توفيتى فلابد من الانضباط ، وعشت عمرى على الالتزام، وكنت أول واحدة تأتى وأخر واحدة تمشى.تحدثت عن حبك للأفلام الوثائقية ما أبرز ما قدمتيه في الأفلام التسجيلية الوثائقية؟
قمت بعمل فيلم "ما وراء السد"، يتحدث عن السد العالى، وظللت عامين أقوم بتنفيذه، وكذلك فيلم وثائقى عن سيوة، وأخذه الاتحاد الأوروبى، كان تحفة به كل تاريخ سيوة، وكان باللغة الإنجليزية، ومترجم للعربية.ما هو أكثر موقف محرج لك خلال عملك في المجال الإعلامى؟
لا أريد أن افتكره وأحاول كثيرا أنساه.. مرة في مؤتمر صحفى للملك حسين ملك الأردن حينها، وكنت مذيعة، وكنت أريد أن أقول الملك فقلت الأمير، فالملك حسين وقع على نفسه من الضحك، وقال ابنى لم أت به معى، ولكن سأرد عليكى مكانه، وأخذها نكتة، وكان موقفا محرجا لن أنساه، وقد يكون ذلك من هيبة الموقف وهذا يحدث، ورده على بهذه الطريقة ثم جاء لى وظل يضحك، وهذا موقف لا ينسى، فمهما كان الإنسان تحدث له هفوات، وعدت وسيطرت على الموقف، ودائما ما افتكرها وأعذر الناس عندما يحدث لهم هفوة.