أشاد الناقد الدكتور يوسف نوفل، بالحالة الثقافية للبلاد في فترة الستينات، موضحًا أن هذا الأمر يرجع إلى عدة أسباب، منها الجوائز المحفزة للشباب، قائلا: "فى نهاية العام كان يطرح على صفحات الصحف مسابقات أدبية من المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية الذي أصبح المجلس الأعلى للثقافة، وذلك في عهد يوسف السباعي وثروت عكاشة".
وأضاف نوفل خلال حواره مع الإعلامية قصواء الخلالي، مقدمة برنامج "في المساء مع قصواء"، عبر شاشة "cbc": "المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية كان يضع مسابقة في موضوعات متعددة تاريخية وأدبية، وكنت أقضي الصيف كله على شاطئ بورسعيد للإعداد لهذه المسابقة في فرع القصة القصيرة او القصيدة أو المسرحية ذات الفصل الواحد أو المقال، وفي يوم من الأيام سلمني يوسف السباعي 5 جوائز في يوم واحد، لدرجة أن أنيس أنصور كتب في هذا الأمر يقول إنني حصلت على 88 جنيها وكان ذلك مبلغا ضخما".
وتابع: "المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية كان لديه تقليد بأن يطبع البحث الفائز ككتيب صغير، وكان من بينها إحدى كتاباتي الذي كان أول كتاب لي وأنا طالب في كلية دار العلوم".
وقال الناقد الدكتور يوسف نوفل، إنه مدين لأساتذته فيما قبل المرحلة الثانوية والمرحلة الإعدادية، لأنهم نبهوه إلى ما لا يعرفه عن نفسه، حيث أضاءوا لمحات من التنبه بالنسبة له.
وأضاف نوفل : "في كل مرحلة من مراحل حياتي رزقني الله سبحانه وتعالى بأستاذ أمين يلتقط جانبا معينا ويشجعني في جميع المراحل، حتى مرحلة الدراسة في كلية دار العلوم، وكان هناك رغبة مشتركة بين أستاذين لكي يشرف أي منهما على رسالتي".
ونصح المتابعين، بدراسة ما يحبون، ولأنه كان يكتب الشعر والقصة القصيرة فى سن صغير، ويقرأ ويطلع ويتردد على سور الأزبكية القديمة، وكان الأدب بالنسبة إليه هواية محبوبة، وهو ما جعله يقبل على كلية دار العلوم رغم صعوبتها، حيث كان المتقدمون يخضعون لامتحان شفوي وكان ذلك في نهاية خمسينات القرن الماضي.
وواصل: "كان يجب عليّ إلقاء الشعر جيدًا حتى ألتحق بالكلية، فأعددت أبيات من شعر الشاعر السوري سليمان العيسى، وقلت للجنة إنني سألقي قصيدة الضِفة الثانية، وتعمدت أن أكسر الضاد، وقال لي أحد أعضاء اللجنة قال لي إنها بفتح الضاد، لكن عضو آخر في اللجنة وكان أعلم منه، وقال إنه يجوز نطقها على الوجهين، فرددت عليه وقلت إن الضِفة أقوى وبالفعل ألقيت القصيدة في الكلية، وقبلت في الاختبار لكنني بعد 50 عاما من هذه الواقعة التقيته وقلت له أنت أدخلتني إلى الكلية".
ولفت إلى أنه اجتاز الدراسة دون أن يجد صعوبة تذكر في استيعاب الدروس، وكان ينجح بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف، وحصل على درجة الماجستير في "صورة المجتمع المصري في الرواية المصرية منذ الحرب العالمية الثانية" وتوقفت عند النكسة، وكانت الدكتوراة عند الدكتور محمد عبدالحليم عبدالله، الذي ظُلم من النقاد شأنه شأن إحسان عبدالقدوس.