بعد سنوات من النقاش، قرر الكونجرس الأمريكى لمواجهة ظاهرة التحرش والاغتصاب فى صفوف الجيش الأمريكى إدخال تعديلات على الطريقة التى يتم التعامل بها مع قضايا الاعتداء الجنسى، وهى خطوة قاومها قادة البنتاجون والمشرعون والرؤساء، حيث قرر الكونجرس نقل بعض السلطة في مثل هذه القضايا من القادة العسكريين إلى مدعين مستقلين.
وتعترف وزارة الدفاع الأمريكية بتنامي ظاهرة الاغتصاب في صفوف الجيش، منذ عام 2006، حيث أكدت ارتفاعها بنسبة 13% في 2018، وزيادة بنسبة 3% في عام 2019.
وبحسب صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، فإن القرار الجديد هو جزء من مشروع قانون واسع النطاق لسياسة الدفاع، يأتي بعد ما يقرب من عقدين من الجهود التي بذلتها المشرعات ومجموعات الناجيات، وعلى الرغم من الضغط العنيف في اللحظة الأخيرة ضد اقتراح المحامين العسكريين.
وبموجب الاتفاق، سيحل مدعون عسكريون مستقلون محل القادة في تحديد ما إذا كان المتهمون بالاعتداء الجنسي والاغتصاب والقتل والعنف المنزلي ومجموعة من الجرائم الأخرى ستتم مقاضاتهم أم لا.
وبموجب القانون الحالي، يتمتع القادة بسلطة تحديد القضايا التي يتم إحالتها إلى المحاكم العسكرية، ومجموعة المحلفين المؤهلين ونطاق طلبات الرأفة.
وبينما سيكون بموجب الاتفاقية الجديدة، تكليف "محامي المحاكمة الخاصة" بتقييم القضايا التي يغطيها التشريع وتكون له السلطة الحصرية لإحالتها إلى المحاكم العسكرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن التغييرات لم تصل إلى الحد الذي سعت إليه السيناتور كيرستن، والتي تعمل على هذه القضية منذ فترة طويلة، وتعهدت بالقتال من أجل المزيد من التغييرات في العام الجديد.
لكن النظام الجديد، سيكون بمثابة تغيير جذري في نهج التعامل مع القضية المتعنتة المتمثلة في الاعتداء الجنسي في الجيش.
وبحسب تقرير الصحيفة فإن "التغييرات تم تضمينها في مشروع قانون دفاع أوسع أقره مجلس النواب في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، ويتجه إلى مجلس الشيوخ بشكل شبه مؤكد للموافقة عليه".
ومن جانبها، اعتبرت النائبة جاكي سبير، رئيسة اللجنة الفرعية لأفراد القوات المسلحة في مجلس النواب، القرار بأنه "تغيير تاريخي لم نشهد مثله منذ أكثر من 70 عاما".
بينما اعتبر النائب الديمقراطي هيلزبره: "من خلال نقل قرار مقاضاة أحد أفراد الخدمة بتهمة الاغتصاب والعنف المنزلي والقتل والجرائم الخطيرة الأخرى، من التسلسل القيادي إلى مدّع عسكري مستقل، فإننا أخيرا نعالج الجرح الهائل للناجين من الاعتداء الجنسي ونوفر طريقا إلى العدالة".
ووصف دون كريستنسن، المدعي العام السابق للقوات الجوية الأمريكية والذي يشغل الآن منصب رئيس منظمة Protect Our Defenders، وهي منظمة غير ربحية عملت على هذه القضية لمدة عقد، التشريع الجديد بأنه "أهم إصلاح للقضاء العسكري في تاريخ أمتنا".
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، قد كشفت عن وقوع ما يزيد على 70 ألف واقعة اعتداء جنسي على مجندات أمريكيات خلال عام واحد.
وفي تقرير منفصل، قال موقع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، نقلًا عن تقديرات تقرير سنوي للوزارة، إنه "خلال عام 2016 وحدة، تعرضت 8 آلاف و600 مجندة للاعتداء الجنسي عدة مرات".
وخلال العام الماضي، تعرض 6 آلاف و400 مجند لاعتداءات مماثلة، ليصل إجمالي وقائع الاعتداءات الجنسية بحق مجندات ومجندين إلى 70 ألف واقعة، بحسب المصدر ذاته.
من جهته، قال محامي إحدى المجندات الضحايا (لم يُذكر اسمه)، إن "موكلته تعرضت للاغتصاب بواسطة عدة رجال (لم يكشف هوياتهم) في واقعة واحدة، عندما كانت تخدم في الجيش الأمريكي".
واستنكر، وفق "فوكس نيوز"، موقف المسؤولين في الجيش الأمريكي من تلك الوقائع.
وأضاف "رأيت أسوأ حالات المعاناة في ظل فشل الجيش في إيجاد عقاب ملائم وكافٍ للمعتدين، لمساعدة الناجين على التعايش مع صدماتهم".
وفي 2015، تلقى "البنتاجون" 6 آلاف بلاغ عن اعتداءات جنسية، وهو رقم مشابه لما تم الإبلاغ عنه في 2014.
وفي ذلك الحين، قال تقرير الوزارة: إن الأرقام المسجلة عامي 2014 و2015 تمثل ارتفاعًا حادًا، مقارنةً بالحالات التي تم الإبلاغ عنها في 2012، والتي وصلت إلى 3 آلاف و604 حالات.
كما تجرأت خمس نساء فقط من قاعدة "فورت هود" المتمركزة في تكساس على إعلان الاغتصاب علانية، لقد أخفوا هذا لسنوات عديدة خوفًا من اضطهاد السلطات والمغتصبين أنفسهم.
واعترفت الجندية ماريا فالنتين بما مرت به، حيث شاركت قصتها أولاً على الشبكات الاجتماعية، وبعد ذلك لمراسلي "أسوشيتد برس" أنه في عام 2006، لمسها أحد الرقباء أثناء إجراء وزن روتيني.
واغتصب الرقيب نفسه، الجندية ديبوراه أوركويديز عام 2014. علاوة على ذلك، قام بملاحقة الفتاة وهددها، وحوكم الرقيب ولكن تمت تبرئته.
وتم العثور على رفات جندية، بالقرب من قاعدة "فورت هود" التابعة للجيش الأمريكي في ولاية تكساس، وهذه هي الحادثة الثالثة من هذا النوع.
ووفقا لقيادة القاعدة، تم العثور على جثة ميجهور مورت، البالغة من العمر 26 عاما، والتي خدمت في القاعدة كجندية عادية، وتم العثور عليها بالقرب من بحيرة ستيلهاوس هولو في 17 يوليو، ولا يدور الحديث ما إذا كانت هناك أطراف ثالثة مشتبه بها في مصرع الفتاة.
وعلى بعد 30 كيلومترا شرقي القاعدة، تم العثور على رفات، اتضح أنها بقايا للجندية فانيسا جيلين. ويتكهن المحققون بأنها قد تكون قُتلت وتم تقطيع جثتها من قبل أحد زملائها الجنود في قاعدة "فورت هود".
وقدر تقرير، الذي شمل الرجال والنساء من الجيش والبحرية والقوات الجوية ومشاة البحرية "المارينز" أن نحو 20 ألفا و500 جندي أمريكي، تعرضوا لـ"اتصال جنسي غير مرغوب فيه"، خلال عام 2018، بزيادة كبيرة تقدر بنحو 14 ألف و900، عن آخر مسح تم إجراؤه، عام 2016.