ليست مقهى عاديا شأن المقاهى والكافتريات المنتشرة فى ربوع مصر، ولكنها اسم على مسمى فهى بيت الواحة الذى تتنسم فيه عبق الماضى وتعايش موروث الواحات الأصيل، والتى أنشأها الفنان عادل محمود العمدة، وهو ابن قرية تنيدة بمركز بلاط وأول من نحت على جذوع النخيل، واستخدم كل الوان الفن لتشكيلى فى توثيق تراث الواحات بالوادى الجديد .
ويقع بيت الواحة، فى قرية تنيدة بمركز بلاط، ويشمل غرف مر عليها أكثر من 50 عام، وتم تركيب أبواب البيت من خشب السنط، الذى مر عليه أكثر من 100 عام، كما تم استغلال التكوين البيئى لأشجار النخيل بالمكان فى التعبير عن أهمية وكيفية استغلال مخلفات النخيل، والتى مثلت أكثر من 70% من مكونات بيت الواحة، والذى يستقبل رواده من أهالى القرية، ويقدم أرخص المشروبات فى مصر، حيث لا يتعدى ثمن كوب الشاى جنيهان ونصف .
ورصدت عدسة "اليوم السابع"، ملامح تكوين البيت الواحاتى، والذى يشمل العديد من الغرف التى يشملها المقهى، وهى تحتوى على مزيج من المقهى والمتحف التراثى، والذى يحتوى على مئات الأعمال الفنية الإبداعية، والتى تتنوع ما بين النحت بالصلصال والتشكيل والنحت على جذوع النخيل وأعمال الأرابيسك من الجريد، والتى تعكس تراث الوادى الجديد، حيث قام صاحب المقهى بتنفيذ المشروع على نفقته الخاصة وقضى سنوات طويلة من عمره فى إتمام هذا العمل الإبداعى ليكون مقصدا للزائرين من السياح ومن محبى السياحة الداخلية .
ويقول الفنان عادل العمدى فى تصريح خاص لــ"اليوم السابع"، إن بيت الواحة على مدار 24 عاما من الفن والنحت وتجسيد تاريخ الواحات وعاداتها الرائعة فى كل أعماله التى امتلأت بها جنبات البيت ما هى إلا بداية لمشروع حلم يتمنى أن يحققه على الرغم من غياب الدعم، ونقص الامكانيات وضعف الموارد، ولكنه يثق فى حلمه وسيواصل العمل والاجتهاد من أجل تعميم فكرة التدريب على نشر ثقافة استغلال مخلفات النخيل فى إنتاج أعمال فنية إبداعية يمكن لأى شخص عادى أن يصنعها، مؤكدا على أبناء الواحات بداخل كل منهم فنان .
ويضيف العمدة، أن العلاقة بين الإنسان الواحاتى والنخلة هى علاقة حب وعشق لا يفهمها إلا من عاش تحت ظلال النخيل، وهو ما استدعاه لإطلاق فكرة التدريب على النحت على جذوع النخيل، لأنه كان أول من وفقه الله فى امتهان تلك الحرفة، وقرر أن يستكمل المسيرة بتنظيم ورش عمل لتدريب الشباب والفتيات على فنون النحت على جذوع النخيل .
ويؤكد العمدة، أنه يتمنى أن يجد الدعم المناسب من الجهات المختصة من أجل تبنى هذا العمل الفنى واضافته لقائمة المواقع المتميزة على خريطة الواحات السياحية، حيث انه اضطر اسفا لتشغيل هذا المكان كمقهى شعبى بعد أن كان مقها سياحيا متميزا، ولم يستطع توفير ثمن الخدمات التى يوفرها للزوار، وهى تكلفة باهظة مقارنة بعدد الزائرين مما اضطره لتشغيله كمقهى بلدى بسيط يستقطب شباب القرية، وخاصة محبى التراث والنحت على جذوع النخيل .
ويتمنى العمدة، أن يرى فن النحت على جذوع النخيل فى كل منزل واحاتى بما يعكس مدى ارتباط أهالى الواحات بالنخيل، وكذلك من أجل القضاء على أزمة انتشار مخلفات النخيل التى تسبب الحرائق المدمرة، مؤكدا على أن النخلة هى رمز الخير وكل ما تحتويه مفيد للإنسان ولا يمكن أن ينتج عنها ضرر وهو ما يستوجب ضرورة الاستفادة من تلك الحرف الإبداعية، وتنفيذ تلك الحرف كهواية بسيطة يتم تعليمها للصغار والنشء لتكون بديلا للالعاب الاليكترونية، وكذلك تأكيدا على ارتباط ابناء الوادى الجديد بتاريخهم وتراثهم الأصبل .