فكرة نيرة ومبادرة ذكية من الدكتورة الفنانة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة لإعادة بناء الإنسان والوصول بالمنتج الثقافي للمناطق الحدودية الأكثر احتياجًا من خلال المسارح المتنقلة التي كانت فكرة موجودة في الستينيات فترة الازدهار الثقافي في مصر، وإعادة إحياء الفكرة بشكل جديد ومستحدثة يجب دعمها والإشادة بها.
منذ أكثر من 10 سنوات بالمملكة المغربية في أحد المهرجانات السينمائية الذي كان يعرض أفلامه في ساحات المدن وفي المناطق الشعبية والمدن النائية سألت المخرج الدكتور أحمد عواض - وكان مكرما في المهرجان - لماذا لا يحدث هذا في مصر؟ فقال لي: كان موجود زمان وكنا نعرض الأفلام والمسرحيات في القري والنجوع من خلال ما كان يعرف بالقوافل الثقافية ولكن توقف هذا المشروع العملاق بدون أسباب وكان وقتها الدكتور أحمد عواض بدون أي مناصب كان فقط مخرجًا وأستاذًا بالمعهد العالي للسينما وظلت الفكرة تطارده حتي جاءت الوزيرة الفنانة إيناس عبد الدايم وحولت الفكرة لواقع ملموس.
من حي الأسمرات سيكون هناك 3 قوافل للمسرح المتنقل ثم 6 محافظات هي القاهرة، قرية ميت غراب مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية، قرية البلانة مركز نصر النوبة بمحافظة أسوان، قرية الجبيل بالوديان مدينة الطور بمحافظة جنوب سيناء، قرية رزقة مركز القوصة دير المحرق بمحافظة أسيوط، قرى مركز أبو المطامير محافظة البحيرة وتستقر المسارح في كل قرية من ثلاثة إلى أربعة أيام ثم تنتقل إلى قرى أخرى داخل المحافظات الست ومن ثم إلى القرى الأكثر احتياجًا بمختلف محافظات الجمهورية.
اللامركزية في الثقافة هي الدرع الواقية من الأفكار الهدامة التي تنتشر في المحافظات البعيدة عن القاهرة الكبرى ووصول المنتج الثقافي إليها هو المواجهة الحقيقية للإرهاب فمن المستحيل أن يحمل فنان سلاحًا أو يحمل كرهًا وبغضًا لمجتمع يعيش فيه بل علي العكس سيكون سفيرًا لنشر التنوير بين أبناء وطنه، وسيكون فنانا في أي مهنة يعمل بها لأنه تربي علي ثقافة تنويرية هذبت مشاعره.