طرحت صحيفة أحوال التركية سؤالا "هل هاجر صهر أردوغان إلى لندن؟"، موضحة أن الشرطة التركية اعتقلت مؤخرا ثلاثة أعضاء من فرع الشباب فى حزب المعارضة الرئيسى، وذلك على خلفية ملصق "مطلوب" الكلمة التى علت صورة لوزير الخزانة والمالية التركي السابق بيرات البيرق، زوج ابنة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذى اختفى عن الأنظار، بينما يتهمه الأتراك بتسببه بالأزمة الاقتصادية والمعيشية التى تشهدها البلاد منذ نحو 3 سنوات.
وبحسب الصحيفة التركية تأتى الاعتقالات فى أعقاب القيام بتوزيع المنشور عبر 81 مكتبًا إقليميًا لفرع الشباب فى حزب الشعب الجمهورى أكبر أحزاب المعارضة فى تركيا، والذى يدعو للبحث عن البيرق.
وأثار مكان وجود البيرق المجهول، منذ تنحيه عن رئاسة الفريق الاقتصادى التركى فى نوفمبر وسط موجة جديدة من الاضطرابات في الليرة التركية، تقارير عديدة في وسائل الإعلام، تضمنت تكهنات المعلقين أنه سافر إلى لندن لتأسيس حياة جديدة، أو توجّه إلى الولايات المتحدة، من بين أقاويل أخرى.
وأشار الملصق أيضًا إلى إجراءات المطالبة ببيع 128 مليار دولار من احتياطيات البنك المركزي التركي في عام 2020 تحت قيادة البيرق وفريقه الاقتصادي، وهذه إحدى أسباب الانتقادات المتزايدة الموجهة للمسؤول الاقتصادي قبل رحيله.
وعلى الرغم من شائعات سرت مؤخراً فى الشارع التركى تحدثت عن إمكانية عودة بيرات البيرق، إلى الحكومة من بوابة وزارة أخرى أقل أهمية، إلا أنّ ما فعله في وزارة الخزانة والمالية على مدى نحو عامين ونصف من سوء إدارة وكوارث اقتصادية كبرى، دفعت بأردوغان للتخلّص من أيّ أثر لصهره في الوزارة وصندوق الثروة السيادية، قبل أن تُطيح تلك الكوارث بمستقبله السياسي وسط تصاعد الدعوات العام الماضي من قبل المعارضة والغالبية العظمى من الأتراك لإقالة البيرق وليس استقالته.
وتخلص الرئيس التركي نهاية يناير الماضي من آخر رجال البيرق عبر إقالة نائبين لوزير المالية كان قد عيّنهم، في تعديل آخر بين صفوف صانعي السياسة الاقتصادية للبلاد.
وجاءت هذه الخطوة في أعقاب تعديلات جرت في شهر نوفمبر الماضي، عندما أقال أردوغان محافظ البنك المركزي التركي، مراد أويسال، كما استقال صهر الرئيس، بيرات البيرق من منصب وزير المالية.
واستقال البيرق أيضاً من منصبه كنائب لرئيس صندوق الثروة السيادية الضخم فى تركيا، الذى يدير الآن أصولًا عامة تبلغ قيمتها 23 مليار دولار، ليكمل بذلك مسلسل تخليه عن مناصبه الرسمية، ويختفى منذ ذلك الحين.
ويبدو أنّ خلافات حزبية وحكومية داخلية ظهرت للعلن أوّل مرّة عندما قدّم وزير الداخلية سليمان صويلو استقالته في أبريل 2020 بسبب سوء إدارة أزمة وباء كورونا في البلاد، حيث رفض الرئيس التركي الاستقالة، وسرت أقاويل حينها أنّ أردوغان سيضحي بالبيرق ليُنقذ نفسه ولتلافي حدوث انشقاقات جديدة في حزبه، حيث كان كل من صويلو وصهر أردوغان على خلاف دائم في عدد من القضايا.
ويمثّل صويلو أحد مراكز السلطة الهامة داخل الحزب الحاكم، ويبدو أنّه تمكّن من تعزيز مكانته وتغيير مسار معركة السلطة داخل الحزب باستقالته المرفوضة، وأجبر أردوغان على الانحياز له علناً وتفضيله على صهره البيرق الذي تمّ قبول استقالته بسرعة البرق.