منذ اللحظة الأولى لدخوله النادى الأهلى أيقن بيتسو موسيمانى أن أقصر طريق للنجاح فى نادى القرن هو التتويج بالبطولات، وأن هذه الطريقة الوحيدة التى يدخل من خلالها قلب كل مشجع أهلاوى لأنه ببساطة قوة النادى الأهلى تتلخص فى عشق الكيان، هذا العشق يتحول إلى عقيدة يؤمن بها كل أهلاوى ويدافع عنها باستماتة فتعطيه دافعاً لتحقيق طموحاته للفوز بالألقاب، لذا تعامل موسيمانى بـ"واقعية" فى إدارة الفريق، وهذا ما تحقق بالفعل بمجرد التتويج بالأميرة الأفريقية وعودتها إلى دولاب بطولات القلعة الحمراء، وعودة الأهلى لكأس العالم للأندية، بل والفوز بالمركز الثالث، ليستعيد المارد الأحمر أمجاده بالمونديال.
ذكاء موسيمانى لم يتوقف عند حدود التتويج بالألقاب، بل لعب المدرب الجنوب أفريقى على وتر الجماهير التى طالما انتظرت عودة أمجاد فريقها وصولاته وجولاته بين عظماء العالم، والتى طالما تغنت وتباهت بها الجماهير الحمراء، ليطلق المدرب الجنوب أفريقى أول تصريح بعد فوز الأهلى ببرونزية العالم يعد فيه جماهير فريقه فى كل مكان بالعالم بالعودة مرة أخرى لهذا المحفل العالمى والفوز بمركز أفضل من المركز الثالث فى المونديال المقبل، لأنه يعى جيداً أن جماهير الأهلى لا تكتفى بالبطولات وسقف طموحاتها لا يقف عند حد معين.
موسيمانى يتعامل بوضوح ويعى إمكانيات فريقه جيداً ويقف عند نقاط ضعفه قبل نقاط قوته، وهو ما فسره المدرب الجنوب أفريقى حينما صرح بأن الأهلى يحتاج لـ"مهاجم هداف"، بحجم وإمكانيات سيرجيو أجويرو مهاجم مانشستر سيتى، مفسراً العقم التهديفى الذى يعانى منه الأهلى بعدما سجل هدفاً وحيداً فى مونديال الأندية، رغم امتلاكه عدداً من المهاجمين أمثال والترا بواليا ومحمد شريف وصلاح محسن ومروان محسن، والذى تضعه الجماهير دائما في مرمى الانتقادات وصبرت كثيرا على إهداره للفرص على مدار سنوات، إلا أن أياً منهم على اختلاف مستوياتهم لم يصل للمهاجم الهداف القادر على حسم النتيجة فى الوقت المناسب، ولم يكتف موسيمانى بذلك وإنما واصل تصريحاته، مخاطباً جماهير الأهلى، مؤكداً أنه لو امتلك ثنائى ليفربول "محمد صلاح وساديو مانى" لتوج الأهلى بكأس العالم للأندية، الذى صار حلم كل أهلاوى بعد الفوز بالمركز الثالث على العالم، ولسان حال الجميع ولمَ لا فقوة وتاريخ وعراقة وعظمة الأهلى تؤهله لذلك.
مدرب الأهلى وضع يده على الأزمة الحقيقية للفريق ووضعها على طاولة الإدارة، التى أنفقت الملايين خلال السنوات الماضية للتجهيز للتتويج الأفريقى والعودة للمونديال، إلا أن الفريق مازال يفتقد الأجنحة القادرة على تحقيق الفارق، رغم التعاقد مع حسين الشحات (100 مليون جنيه)، وطاهر محمد طاهر (25 مليونا)، أجايى وكهربا، وغيرهم، ما يطرح سؤالاً مهماً، هل أخذت الإدارة رأى موسيمانى قبل التعاقد مع بواليا، وإذا كان الأمر كذلك لماذا يعتبره المدرب لا يمتلك مواصفات المهاجم الهداف؟، وإلا لماذا وافق على التعاقد معه من الأساس؟، وماذا عن محمد شريف _ الذى بدأ الموسم بداية قوية وأحرز 4 أهداف _ من خطط المدرب؟، أما السؤال الأهم أين قطاع الناشئين بالأهلى _ بكل إمكانياته وما يذخر به من مواهب كروية _ ، والذى إن أحسن موسيمانى استغلاها وتطويرها سنجد العديد من اللاعبين أمثال صلاح ومانى وأجويرو وغيرهم القادرين على التتويج بجميع البطولات وليس كأس العالم للأندية فحسب.
موسيمانى مدرب واقعى يعى جيداً إمكانيات فريقه وتوظيفها بشكل جيد، لذا فإن حصد برونزية العالم مرضٍ فى الوقت الحالى ويتناسب مع إمكانيات الفريق الذى نال احترام العالم بأدائه المشرف، واستحق معه موسيمانى تشريف الأهلى بل وقارة أفريقيا أمام العالم، وباتت جماهير الأهلى تنتظر منه المزيد من البطولات وربما تحلم باليوم الذى يتوج فيه الأهلى بكأس العالم للأندية وربما نراه قريباً.