نقرأ معا كتاب "الشغف" تأليف باربارة دى انجليس، ترجمة فاطمة شمص، وينطلق الكتاب كم فكرة أن الشغف مغناطيس يجذبنا إلى مصدرنا، ننجذب للأشخاص الذين يشعون شغفًا ويعيشون ويتنفسون بشغف، شغفك هو قوّتك الحقيقة، إذا اكتشفت شغفك للحياة وعبّرت عنه، فلن يتمكن الآخرون من مقاومتك، يبدأ الشغف عندما يتحد الجسدان وينتهى عندما ترقص الروحان. عندما تندمج روحاكما فى الوقت عينه، ويصبح جسداكما جسدًا واحدًا، عندئذٍ ستمارس الحب بكامل قواك، لن يبقى بينكما إلا الحبّ، هذا اتحادٌّ مقدسٌ، هذه نشوة.
أنت تملك القوة لتخلق حياة برضى عميق، أنت تملك القوة لتخلق حياة بهدف عظيم، تلك القوة تكمن فى شغفك، جد الشجاعة لتصطحب شغفك معك أينما حللت، جد الشجاعة لإظهار شغفك لكل من تلقاه، عندما تختار أن تكون شغوفًا تجاه الحياة، ستصبح الحياة شغوفة تجاهك.
تقول المؤلفة، فى البداية، وجد الشغف، فحياتك، أى وجودك نفسه، مستمد من الشغف، ففى لحظة واحدة، جذب الشغف الرجل والمرأة تجاه بعضهما بعضا بقوةٍ حتى اتحد جسداهما، ومن ذلك الاتحاد الشغوف، تولدت بذرت، وعندما نمت هذه البذرة، وصرت مستعدًا للدخول إلى العالم، قمتَ بذلك بكل الشغف الذى استطعت جمعه، وبدون شك، عرف الجميع بأنك أتيت، بعد أن سمعوا صوت بكائك!
جسدك بحدّ ذاته يهتز دومًا بشغفٍ، كيف يمكنك أن تصف قلبك بصفة غير صفة الشغف وهو ينبض بولاءٍ مستمرٍّ لأربع وعشرين ساعة خلال اليوم، وكل يومٍ وكل سنةٍ من حياتك؟ كيف يمكنك أن تصف رئتيك بصفةٍ غير صفة الشغف بينما تمتصان بإخلاص كل الهواء الذى تحتاجه، حتى أثناء نومك؟ وما الذى يمكن أن يكون أكثر شغفًا من دمك بحد ذاته، الذى يجرى بابتهاجٍ فى آلاف الممرات غير المرئية فى كل جزءٍ من جسدك، ليُحيى كل طرفٍ وكل عضوٍ؟
قد يبدو بأن شغف جسدك بإبقاء نفسه حيًا هو مجرّد ظاهرةٍ بيولوجيةٍ، إلا أن هذا الشغف بعينه الذى يقودك لحالة الرفاهية هو طبيعتك الجوهرية، ليس جسديًا فحسب، بل روحيًا أيضًا، فكل بداية جديدة وكل تحول داخلى وكل تغير خارجى فى الاتجاه، يتزوّد بشغفك ليستشفَّ المزيد من الحقيقة والمزيد من السعادة والمزيد من الحرية. ففى كل مرةٍ تختار فيها أن تتغير وتنمو وتتحسن، أنت تختار أن تقوم بذلك من خلال تلك النواة الداخلية للشغف.
إن شغفك هو ما سيكون نعمتك المنقذة خلال حياتك، لأنه سيجعلك تتبع أحلامك عندما يقول لك الجميع استسلم، وتبحث عن الشريك المناسب حتى إذا خفت من أنه لن يكون موجودًا، وتسافر على طريق اكتشاف الذات حتى عندما تشك بالطريق الذى تمشى فيه أو بالشيء الذى تبحث عنه. ففى النهاية، هو سيقودك إلى القدر الذى تسمعه يناديك من أعماق قلبك.
الشغف ليس ميزةً غريبةً عنك.
إنه ليس خاصيةً تولد مع البعض،
فيما يجب أن يتدبر الآخرون أمرهم بدونها.
فأن تكون شغوفًا هو أمرٌ طبيعيٌ، تمامًا
كالتنفس وتمامًا كوجودك حيًا.
إنه مصدر ما أنت عليه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة