استطاع الإرهابي الهارب ياسر السري الحصول علي حق اللجوء داخل المملكة المتحدة، برغم اعتراض مسئولين بريطانيين بينهم وزير الداخلية، بحسب ما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية الأثنين، بموجب حكم قضائي، الأمر الذى يطرح مجددا التساؤلات حول من يحمى عتاة الإرهابيين فى العالم ويوفر لهم الملاذات الآمنة والفرص لبث أفكارهم الإجرامية من خلال القنوات والمنصات الإلكترونية
وولد ياسر السري نهاية خمسينيات القرن الماضي، وتلقى تعليمه الابتدائى فى المنصورة قبل أن ينتقل إلى السويس فى السبعينيات، واعتنق أفكارا متطرفة، ما قاده للاعتقال عام 1981.
وبعد خروجه من السجن، سافر ياسر السرى إلى اليمن عام 1989، ومنها إلى السودان، ثم بيشاور في باكستان تحت ستار التطوع مع المنظمات الخيرية لمساعدة اللاجئين من الحرب السوفيتية الأفغانية من 1991-1992
وأصدر القضاء المصري حكما بسجن "السرى" غيابيا عام 1993، فى أعقاب محاولة اغتيال رئيس الوزراء المصرى عاطف صدقى التى قتلت تلميذة تبلغ من العمر12عامًا اسمها شيماء.
وهرب "ياسر السرى" إلى إنجلترا عام 1994 أملاً فى الحصول علي اللجوء السياسى، وسلطت صحيفة "ديلي ميل" الضوء على تاريخ "السري" في الانضمام للجماعات الإرهابية، مشيرة إلى أنه طلب اللجوء مراراً وقد فاز بحق البقاء داخل المملكة المتحدة.
وأوضحت الصحيفة، أن السرى، الذى تم اتهامه فى الولايات المتحدة أيضا بمساعدة شخص متورط فى تفجير مركز التجارة العالمى عام 1993، قد ظهر أمام عدة مرات منذ هذا الوقت.
وفى الأسبوع الماضى، قررت محكمه، أنه يحق له البقاء كلاجئ فى المملكة المتحدة.
وكانت وزيرة الأمن الداخلى بريتى باتيل من بين هؤلاء الذين طعنوا فى الحكم أمام محكمة الاستئناف، لكنها حكمت لصالح الإرهابى المدان.
بدورها، ذكرت صحيفة صن، أن القاضى اللورد جستس فيليبس قال إنه ليس واضحا بالنسبة له لماذا لا ينبغى ألا يكون هذا قابل للتنفيذ عندا تتجاهل وزيرة الأمن الداخلى مثل هذا القرار.
وبعد مقتل أسامة بن لادن، نقل عن السرى قوله، أن زعيم القاعدة قابل الله بإرادته لكن بطريقة غير مخططة ومات ميتة شريفة، وفى عام 2003، دافع عن مقاطع فيديو دعائي لحركة طالبان يفجر مركبة أمريكية، ووصفه عضو حزب المحافظين السابق باتريك يركير بأن شخص خطير.
وطالما أثارت السلطات البريطانية الجدل بقرارات مماثلة، فقبل أقل من شهر، سادت حالة من الاستياء داخل دوائر لندن السياسية والإعلامية بعد عودة عادل عبد الباري، الناطق السابق باسم زعيم القاعدة أسامة بن لادن، إلى لندن، وذلك عقب إفراج محكمة أمريكية عنه قبل فترة، والذي تم اتهامه في مصر أيضاً بالتخطيط لاغتيال رئيس وزراء مصر الراحل.
وأطلقت المحكمة سراح عادل عبد الباري، بعد أن قضى في سجون بريطانيا والولايات المتحدة 16 عاماً، بعد إدانته بتهم تتعلق بالإرهاب، ولاسيما تلك المتعلقة بتفجيرات استهدفت السفارتين الأميركيتين بكينيا وتنزانيا في 1998، ما نتج عنه من سقوط 224 قتيلا، وإصابة أكثر من 5 آلاف شخص بجروح مختلفة.
وكشف تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" في ذلك الحين أنه جرى اعتقال عبد الباري من قبل السلطات البريطانية عام 2000، قبل تسليمه إلى الولايات المتحدة عقب معركة قانونية طويلة، وحكم عليه في العام 2015 بالسجن 25 عاما، بعد اعترافه بثلاث تهم، منها "التآمر لقتل أمريكيين بالخارج"، إلى أن تم تخفيض مدة السجن إلى 16 عاما.
واتهم عبدالباري في قضية طلائع الفتح عام 1993 ومحاولة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق عاطف صدقى، وسافر إلى أفغانستان عام 1995 وهناك اقترب من الإرهابى المصري محمد إبراهيم المكاوى الملقب بسيف العدل، ومن خلاله تعرف على أسامة بن لادن زعيم القاعدة واضطلع بدور كبير في تفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام في العام 1998، كما توجه إلى باكستان ومنها إلى اليمن، ثم إيران، ثم عاد لأفغانستان وقبض عليه عقب أحداث 11 سبتمبر من العام فى 2001.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة