نلقى الضوء على كتاب "الروح المتحررة.. رحلة إلى ما وراء الذات" تأليف مايكل سينجر، ترجمة هيام عبد الحميد، والكتاب خطوة إلى الارتقاء الروحى والتحكم بالطاقات الداخلية لتحقيق السلام والراحة، ويتحدث الكتاب عن علم التأمل وتقاليد اليوجا والتركيز، وتطوير الوعى والعيش بسلام داخلى والانغمار فى لحظات الحاضر الراهنة، ويرسم لك طريقًا للتخلص من الأفكار المؤذية والذكريات الحزينة، إنه يقودك بكل بساطة إلى جذور هذه الأفكار لتقتلعها بنفسك، ويزرع بدلًا منها أفكار الحب والسمو الروحى.
الجزء الأول من الكتاب يتناول إيقاظ الوعى وهنا يصل بنا إلى مفهوم النفس الصافية، والجزء الثانى يشرح لنا اختبار الطاقة ويعرض أسرار القلب الروحي، ويخصص الجزء الثالث للحديث عن تحرير الذات والتخلص من الشوكة الداخلية والحصول على الحرية التى تسمو بالروح، والجزء الرابع عن الذهاب إلى ما بعد المتناول، والجزء الخامس والأخير يشرح لنا كيف نعيش الحياة وما هو درب السعادة الحقيقى.
يقول الكتاب
إن تطورك ونموك الذاتى يعتمد فى المقام الأول على إدراكك أن الطريق الوحيد للحصول على السلام والرضى هو أن تتوقف عن التفكير فى نفسك. أنت مستعد للتطور والنمو عندما ستدرك أخيرا أن الـ "أنا" التى لا تتوقف عن الكلام داخلك لن تهنأ بالرضى أبدا. فلديها دائما مشكلة مع شيء ما. قل بأمانة، متى كانت آخر مرة شعرت فيها بأنك لا تعانى من أية مشكلة على الإطلاق؟ إذ قبل أن تكون أمامك مشكلتك الحالية، فإنّك كنت تحمل بالتأكيد مشكلة أخرى. ولو كنت حكيمًا، ستدرك أنه بعد حل مشكلتك الحالية ستكون فى انتظارك مشكلة أخرى غيرها.
خُلاصة القول هى أنك لن تتخلص من المشاكل حتى تتخلص من الجانب الداخلى فيك الذى يحتوى على عديد من المشاكل. عندما تقلقك مشكلة ما، لا تسأل: ما الذى يمكننى عمله حيالها؟ بل اسأل: ما هو الجانب منّى الذى تُقلقه هذه المشكلة؟ إذا سألت نفسك: ما الذى يجب على فعله تجاه هذه المشكلة؟ فأنت هنا سقطت بالفعل فى الاعتقاد بأن هناك حقًّا مشكلة فى الخارج ينبغى عليك التعامل معها. لكن إذا أردت أن تنعم بالسلام وأنت تواجه مشاكلك، فلابد أن تفهم ما هو السبب وراء اعتقادك أنّ مواقفَ معيّنه هى مشاكل بالنسبة لك. إذا كنت تشعر بالغيرة، فبدلا من محاولة البحث عن كيفية حماية نفسك منها، اسأل فقط: أى جانب منى هو الذى يشعر بالغيرة؟ هذا سيدفعك للنظر إلى داخلك لتعرف حينها أن هناك جانبا واحدا فيك يعانى مشكلة مع الغيرة.
وحالما ترى هذا الجانب الذى لديه مشكلة مع الغيرة فاسأل: من هو الذى يرى أن هناك مشكلة؟ من هو الذى يلاحظ هذا القلق الداخلي؟ إنّ طَرْح مثل هذا السؤال سيكون هو الحل لكل مشاكلك. ففى الواقع تستطيع أن تدرك أنّ هذا القلق هو ليس أنت. إن عملية النظر إلى أى شيء تتطلب وجود علاقة بين الشيء والآخر. الآخر يسمّى "الشّاهِد" لأنه هو الذى يرى ما يحدث. أمّا الشيء فهو ما تراه، وفى هذه الحالة هو القلق الداخليّ. هذا التصرف الخاص بالحفاظ على الوعى الموضوعى تجاه هذه المشكلة الداخلية سيكون دائما أفضل من غرقك فى المشاكل الخارجية. وهذا يُعَدّ اختلافًا جوهريًّا بين عقل الإنسان الروحانى وعقله المادي. وكلمة "المادي" لا تعنى أنك صاحب مال أو تحظى بمكانة اجتماعيّة مرموقة. بل تعنى أنك تعتقد دومًا أن حلّ مشاكلك الداخليّة يكمن فى العالم الخارجى من حولك. أنت تعتقد أنك لو غيرت الأشياء فى الخارج، فستغدو أنت على ما يرام. لكن ليس هناك من شخص على الإطلاق يصبح على ما يرام بتغييره الأشياء من حوله. لأنه سيكون هناك دوما مشكلة تالية. إن الحل الوحيد يكمن فى أن تتبوّأ مكانك كشاهد واع وتقوم بتغييرٍ كاملٍ للإطار المرجعى الخاص بك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة