خبيرة المسح الضوئى للمومياوات الفرعونية فى حوار لـ"اليوم السابع": العلم كشف حقيقة موت "سقنن رع".. سحر سليم: فحص المومياوات تكريم لها.. نتائج الأبحاث تقضى على عقدة الخواجة.. ومصر ترسم مستقبلها بالبحث العلمى

السبت، 20 فبراير 2021 01:00 م
خبيرة المسح الضوئى للمومياوات الفرعونية فى حوار لـ"اليوم السابع": العلم كشف حقيقة موت "سقنن رع".. سحر سليم: فحص المومياوات تكريم لها.. نتائج الأبحاث تقضى على عقدة الخواجة.. ومصر ترسم مستقبلها بالبحث العلمى الدكتور سحر سليم
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أسرار الحضارة المصرية القديمة لا تتوقف فبين الحين والآخر نجد دراسات جديدة على أيدى علماء مصريين تكشف عن ما لم تبوح به كتب التاريخ، فمؤخرًا تم الإعلان عن تفاصيل جديدة ومهمة تخص الملك سقنن رع، بالأشعة المقطعية والتي أجراها الدكتور زاهي حواس عالم الآثار والدكتورة سحر سليم أستاذة الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة، حيث ساعدت التكنولوجيا الطبية الحديثة فى سرد ​قصة ملك فى مصر القديمة مات فى سبيل إعادة توحيد مصر فى القرن السادس عشر قبل الميلاد، وذلك فى البحث الذى نشر اليوم 17 فبراير فى مجلة Frontiers in Medicine، ولهذا أجرينا مع الدكتورة سحر سليم خبيرة المسح الضوئى للمومياوات الفرعونية، وأستاذ الأشعة بكلية الطب بجامعة القاهرة،  هذا الحوار..


س/ هل مشروع الفحص بالأشعة المقطعية خاص بالمومياوات الملكية؟

ج / هذا جزء من مشروع المومياوات الملكية وهو مشروع كبير بدأ فى عام 2015 بفحص مومياء الملك توت عنخ آمون بالأشعة المقطعية وتم التوالى بمراحل مختلفة لفحص كل المومياوات الملكية، والجزء الأول من المشروع فحصنا حوالى 25 مومياء ملكية مثل "رمسيس الثانى وسيتى الأول"، وتم نشر ذلك فى بحث علمى وكتاب بالاشتراك مع الدكتور زاهى حواس، وأخذ هذا الكتاب جوائز عالمية.

 

س / هل تم استكمال المشروع على مومياوات أخرى بخلاف الـ 25 مومياء؟

ج / بالطبع/ حيث أن الجزء الثانى من المشروع هو فحص 15 مومياء ملكية أخرى وكان ذلك فى مايو 2019، قبل أن يتم نقلهم من المتحف المصرى بالتحرير إلى المتحف القومى للحضارة، وكان على رأس القائمة الملك "سقنن رع"، ومومياء الملك "سقنن رع" مهمة جدًا، حيث أنه منذ أن تم اكتشافها عام 1881م، فى خبيئة الدير البحرى، وتم رفع الضمادات عن الوجه واللفائف فوجئ الجميع بالضربات والطعنات المومياء الموجودة فى رأس الملك، وبما أن التاريخ لم يذكر شيئًا عن ما إذا تم قتله أو خضوعه للحرب، وخصوصًا أنه عاصر الهكسوس، فكانت هذه المومياء فى غاية الأهمية لفحصها بالأشعة حتى تخبرنا ما لم يخبرنا به التاريخ.

الدكتورة سحر سليم
الدكتورة سحر سليم

 

س / هل كانت الفحصوات على سقنن رع هي الأول من خلال المشروع الحالي؟

ج / تم إجراء على المومياء أشعة فى ستينيات القرن الماضى إلا أن الأشعة المقطعية وهى وسيلة حديثة متطورة توضح ما تخفى عن الأعين والأشعة العادية، وهو ما حدث بالفعل، وبالفعل اكتشافنا طعنات لم تكن ترى بالعين.

 

س / كيف تم اكتشاف أن الملك سقنن رع مات خلال خوضه لحرب ضد الهكسوس؟

ج / تم المقارنة بيت تلك الطعنات التي توجد في وجه الملك وبين أسلحة الهكسوس المحفوظة فى مخازن المتحف المصرى بالتحرير، ووجدنا تضاهى كبير بين الطعنات والأسلحة المتعددة للهكسوس، ويدل ذلك على إصابة الملك سقنن رع من خلال مواجهته لهم، وسقط قتيلا على أيديهم.

 

س /  كيف تتم آليات الإعلان عن التفاصيل بعض فحوصات المومياء؟

ج / لم نعلن أى نتائج علمية إلا بعد نشرها فى مجلات علمية محكمة، حيث أننا لم نكشف من خلال كلام مرسل، بل هو مبنى على أسس علمية متطورة، ولهذا أعمال الفحص تأخذ وقت فى إعلان النتائج، ومازال فحص المومياء الملكية مستمر.

 

س/ ما هي المومياء التي ستكون على موعد مع إجراء الفحص عليها بعد سقنن رع؟

ج / سوف يتم فحص مومياء أخرى قد تكون المومياء المقبلة "رمسيس السادس" أو "سبتاح"، وهناك عدد من المومياوات الأخرى التى تتوالى النتائج الخاصة بها، ولكن بعد نشرها فى مجلات علمية كما أشرنا أنفا، وهذا حدث بالفعل مع نتائج الملك سقنن رع بعد نشرها فى المجلة العلمية محكمة.

 

س / كم الوقت التى نستغرقه الدراسات والأبحاث على المومياء؟

ج / ذلك يرجع إلى حسب البحث، ورغم أن المومياء من الممكن أن تأخذ على جهاز الأشعة المقطعية دقائق معدودة، يتم التقاط من خلالها آلاف من الصور، إلا أن العمل على الصور من تركيب الصور بشكل ثنائى الأبعاد ثم ثلاثى الأبعاد، ثم نبدأ بعد ذلك بدراسة وتحليل الصور، ليعقبها مرحلة مقارنة نتائج الأشعة مع ما نعرفه من الفحوصات الأخرى أو ما نعرفه من علم التاريخ أو الآثار، ووضع المعلومات جميعها فى سياقها الحقيقى، ثم يكتب بعد ذلك البحث ثم عرضه على مستشارين متخصصين فى انحاء العالم لإبداء الرأى، ونشره فى مجله علمية محكمة، تذهب لمحكمين دورهم فحص ودراسة البحث.

 

س / هل من الممكن أن يظهر فيما بعد بحث أخر يخالف نتائج البحث الذى نحن بصدده؟

ج /  يحدث أحيانا، ولا يوجد أزمة فى ذلك، فهذا يحدث فى إطار الشكل العلمى ويتم من خلالها عقد نقاش بين العلماء، فكل واحد منا له حجته، ومن الممكن أنه بعد نشر البحث يرسل أحد الباحثين للمجلة وجهة نظره، وبدوري أرد على نقاطه فى المجلة العلمية وأعرض أنا أيضا نقاطي، وهذا لا يقلل من بحثى، فهذا هو العلم، ونحن نجتهد، وهناك أشياء نقول عليها جائز أو يصلح، وهذا أمر طبيعى فى التاريخ، فنحن لم نحضر الواقعة، وبالتالى ما نقوله هو ما يمكن أن نستشفه من خلال معلومات علمية ومنهج بحثى صحيح.

 

س/ هل تبسبب إجراء البحث والفحوصات على المومياوات الملكية تعطل نقلها لمتحف الحضارة؟

ج / لا على الإطلاق فتم بالفعل فحص وخضوع جميع المومياوات للأشعة المقطعية، وهى فى طور الدراسة، وإعلان النتائج تباعًا.

 

س / ما أهمية الفحوص والدراسات على المومياوات؟

ج / الدراسات على المومياوات الملكية هى نوع من أنواع التكريم لها، لمعرفة كيف كانت حياتهم وما سبب رحيلهم، فكل مومياء مهمة وكل معلومة نعرفها عنهم هو إعادة أحيائهم مرة أخرى بذكرهم.

 

الدكتورة سحر سليم
الدكتورة سحر سليم

 

س / هل كنتى تتوقعى ما تم كشفة على الملك سقنن رع من خلال الأشعة المقطعية؟

ج / فى الحقيقة لا، الموضوع جاء خطوة بخطوة، والنتائج جاءت رائعة بوجود جراحة لا ترى العين المجرة أخفاها المحنطون تحت لفائف وطبقات من التحنيط، كنوع من أنواع عملية التحنيط، وحتى ولو كان الملك شكله اختلف نتيجة للحرب، إلا أنهم حاولوا إخفاء الإصابات، وهذا يدل على أنه تم التحنيط فى ورشة متخصصة، وغالبًا هى ورشة ملكية فى طيبة، وهذا كان منافى لما قيل عن الملك من قبل، وأنه تم تحنيطه فى مكان غير مجهز، ولكن اثبتنا عكس ذلك من خلال البحث الجديد عن الملك "سقنن رع"، كما أن الأمر الثانى هو استخراج أسلحة الهكسوس ومضاهاتها على الجروح، فعندما نبدأ فى البحث نعثر على نقطة تسلمنها للنقطة التى بعدها.

 

سقنن رع
سقنن رع

 

س / ما أهمية النشر العلمى بالنسبة للعالم أو الباحث؟

ج / النشر العملى أمر مهم بالنسبة لى بشكل كبير جدا، خصوا عندما يكون لها صدا يحترم من جميع العالم، ويعبر عن أن هذا العمل هو شغل مصرى 100%، وأبحاثنا على المومياوات عمل مصرى خالص، ونحن نضع أقدمنا فى مجال البحث العلمى.

 

س / هل تعتقدى أن إجراء مثل هذه الأبحاث على أيدى علماء مصريين يقضى على عقدة الخواجة؟

ج / بالطبع، كما أن ذلك يلغى المفهوم الخاطئ المرسخ عند الناس، الذين عندما يرون أجانب موجودين على البحث يعتقدون أن المصريين لم يفعلوا شيئا، وأن من قام بكل شئ هم الأجانب، ولكن ما قدمناه أنا والدكتور العالم الكبير زاهى حواس ليس البحث الأول كمصريين، فنحن نشرنا أبحاث كثيرة بأيدى مصرية خالصة، ووضعنا علامة للمحافل العلمية على مستوى البحث العلمى فى الآثار والطب فى مصر.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة