أكرم القصاص

«فيس بوك» يستعرض قوته ويحجب الأخبار عن الأستراليين ردا على قانون «الدفع»

السبت، 20 فبراير 2021 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حتى الآن يفرض «فيس بوك» كلمته فى الخلاف مع السلطات والمواقع الإخبارية الأسترالية، فقد فوجئ الأستراليون بقرار فيس بوك، إزالة الأخبار من منصتها، فى ظل الخلاف بين الحكومة والشركة حول الدفع مقابل المحتوى، حيث نفذ «فيس بوك» تهديده بمنع الناشرين والمواقع الإخبارية الأسترالية من نشر محتواهم الإخبارى على منصة الشبكة الاجتماعية، وأيضا منع المستخدمين الأستراليين من مشاركة أو عرض المحتوى من أى منافذ إخبارية، سواء الأسترالية أو الدولية، وطال الحظر عشرات من الصفحات الحكومية والمنظمات غير الربحية وبعض جمعيات المجتمع المدنى، وحسب «الجارديان» البريطانية، من ضمن الذين تضرروا من الحظر فى أستراليا مكتب الأرصاد الجوية، ووزارة الصحة، وزعيم المعارضة الأسترالية الغربية والجمعيات الخيرية، بالإضافة إلى الأخبار على الصفحة الرسمية لفيس بوك نفسه.
 
وقالت إدارة «فيس بوك»، إنها اتخذت القرار ردا على قانون مساومة وسائل الإعلام الإخبارية المعروض حاليا على مجلس الشيوخ، الذى من شأنه أن يجبر «فيس بوك» وجوجل على التفاوض مع شركات الأخبار لدفع مقابل مادى للمحتوى. 
 
 ويلزم مشروع القانون «فيس بوك» وجوجل بالتوصل إلى اتفاقيات تجارية مع المواقع الإخبارية أو الخضوع للتحكيم الإجبارى للموافقة على مقابل المحتوى الإخبارى، وقال فيس بوك فى بيانه:«إن القانون المتوقع أن يقره البرلمان يسىء كثيرا فهم العلاقة بينه وبين الناشرين، ولقد واجه خيارا صعبا بين الامتثال أو حظر المحتوى الإخبارى».
المراقبون والمتابعون اعتبروا قرار فيس بوك تطورا عنيفا، واعتبرت إذاعة صوت أمريكا خطوة «فيس بوك» فى أستراليا قنبلة تؤكد القوة السوقية الهائلة لعملاقة السوشيال ميديا الرقمية، فيما اعتبرته واشنطن بوست استعراضا كبيرا للقوى من قبل واحدة من أكبر الشركات فى العالم، بينما قال مسؤول تنفيذى سابق بالشركة فى أستراليا: إن «فيس بوك» قد ذهب إلى مدى بعيد للغاية.
 
وأضافت الصحيفة أن المواجهة بين «فيس بوك» والحكومة وصناعة النشر فى أستراليا تعكس استراتيجية متصاعدة، من قبل شبكة التواصل الاجتماعى لمواجهة عنيفة مع الخصوم، سواء كانوا من المنافسين أو المنظمين حول العالم، وهى استراتيجية يقودها رئيس «فيس بوك» مارك زوكربيرج، وكبير مستشاره فى السياسة نائب رئيس الوزراء البريطانى السابق نيك كليج. 
 
وحذر المعلقون وبعض الصحف من أن سلوك «فيس بوك» يمكن أن يسبب رد فعل عكسيا، حال تشكيل تحالف قانونى دولى، يوسع من الاتجاه لمواجهة جماعية، خاصة أن تصرف فيس بوك يكشف عن حجم الأذى الذى يمكن أن يلحق بحرية التعبير، من قبل شركة تتصرف بهذا الغرور. 
 
ووصف أعضاء بالبرلمان البريطانى «فيس بوك» بالبلطجى، واعتبر  درو ما رجولى، أستاذ الإعلام فى جامعة كورنيل، قرار «فيس بوك» يثير المخاوف، لكنه يشجع على المقاومة أيضا، ويظهر قوة «فيس بوك» التكنولوجية واستعداده لاستخدامها لصالح تحقيق غاياته، مضيفا أن الأمر يذكره بقرار فى فيلم سيمبسون الشهير بحجب الشمس.
 
وبينما طالب عدد من الناشرين والقائمين على إدارة المواقع الإخبارية والعامة، الحكومة الأسترالية وإدارة موقع «فيس بوك» بالتوافق، انضمت كندا إلى أستراليا، وتعهدت بجعل شركة «فيس بوك» تدفع مقابل المحتوى الإخبارى الذى ينشر على منصاتها، وتسعى الحكومة الكندية للحصول على حلفاء فى المعركة الإعلامية مع عمالقة التكنولوجيا، وتعهدت بعدم التراجع إذا أغلق فيس بوك أخبار البلاد، كما فعلت فى أستراليا، وقال وزير التراث الكندى، ستيفن جيلبولت، المسؤول عن صياغة تشريع مماثل إن تصرف «فيس بوك» لن يردع كندا. 
 
وفى هذا السياق، وصفت ميجان بولير، الأستاذة بجامعة تورنتو، الكندية والمتخصصة فى وسائل التواصل الاجتماعى، إجراء فيس بوك بأنه نقطة تحول تتطلب نهجا دوليا مشتركا، وقالت فى مقابلة عبر الهاتف: «يمكننا أن نرى تحالفا، جبهة موحدة ضد هذا الاحتكار»، وفى حال انضم صناع المحتوى فى العالم إلى هذا التوجه، يمكن أن تواجه وسائل التواصل تحديا، لكن كل هذا مرهون بما يمكن أن تتمخض عنه هذه المعركة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة