نلقى الضوء على كتاب "حرر نفسك " لـ جارى جون بيشوب، الذى يسعى للبحث عن كيفية التعامل مع الصوت الناقد فى داخلك، والإجابة على سؤال هو: كيف تكف عن مقارنة نفسك بالآخرين، كيف تتحرر من نزواتك، هل يرهقك دائمًا الإحساس بالفشل؟، ويشرح الكتاب بشكل مباشر الأدوات والنصائح الضرورية للتخلص من الثقل الذى يضعف خطواتك لكى تصير نسخة جديدة من نفسك، نسخة متحررة حقًا.
يقول بيشوب ناصحًا: "افتح عينيك على أعجوبة وجودك وتذكّر ما نسيته: أنت أعجوبة وجود هائلة، ليس الآخرون هم من يقف فى طريقك، وليست ظروفك هى التى تعطل قدرتك على النمو والازدهار.
هل شعرت فى يوم من الأيام بأنك ذلك الهامستر الذى يجرى فى العجلة الدوّارة، وبأنك تسير بقوة فى درب الحياة لكنك لا تصل إلى شىء؟
تجد نفسك عالقًا طيلة الوقت فى دائرة مفرغة من ثرثرة داخلية متواصلة، ومن إطلاق الأحكام فى كل لحظة، مع صوت خافت يقول لك إنك كسول، أو غبى، أو إنك لست جيدًا إلى الحد الكافى، وأنت لا تلاحظ أبدًا مقدار تصديقك ما تسمعه، ولا مدى غرقك فيه، لا تفعل شيئًا غير إنفاق يومك كلّه فى محاولة التغلّب على المشقات والتوتّرات محاولًا أن تعيش حياتك. لكنك تجد نفسك، مرات كثيرة، معترفًا بأنك لن تصل أبدًا إلى ما تريده فى الحياة إذا لم تتمكن من إخراج نفسك من تلك العجلة الدوارة اللعينة -قد تكون ساعيًا إلى السعادة، أو إلى تخفيف وزنك، أو إلى تحقيق تقدّم فى عملك أو إقامة علاقة عاطفية تتمنّاها كثيرًا، لكن ذلك كلّه يظلّ بعيدًا عن متناولك.
إن هذه الصفحات مكرّسة لأولئك الأشخاص الذين يعيشون ما أدعوه "مونولوج الهزيمة الذاتية": تيار لا ينقطع من الشكوك والذرائع التى تشوب حياتك كل يوم وتفرض عليها قيودًا ثقيلة. هذه صفعة كلامية من الكون لكى تجعلك تستيقظ وتعى مقدراتك الحقيقية، حتى تحرّر نفسك وتعيش حياتك بطريقة مذهلة.
فلنبدأ هذا الأمر من المكان الصحيح. هناك نوعان من الأحاديث التى تنخرط فيها كل يوم: أحاديثك مع الآخرين، وأحاديثك مع نفسك. وقد تكون شخصًا من أولئك الذين يصرّون على القول: "أنا لا أتحدّث مع نفسي"، لكن حقيقة الأمر هى أن القسم الأكبر من الأحاديث التى تجريها فى أى يوم من الأيام يكون أحاديثَ بينك وبين نفسك… إنها أحاديث "تستمتع بها كلّها" فى داخل خصوصية رأسك وعزلته.
سواء كنت منطويًا أو منفتحًا، وسواء كنت مبدعًا أو ماهرًا فى الأمور العملية، فإنك تنفق أجزاء ضخمة من وقتك فى الحديث مع نفسك! أنت تفعل هذا خلال ممارستك التمرينات الرياضية، وخلال عملك وأكلك وقراءتك وكتابتك وسيرِك وبكائك، وعندما تكتب الرسائل النصيّة، أو تجادل، أو تفاوض، أو تخطّط، أو تدعو، أو تتأمّل، أو تمارس الجنس (وحدك أو مع شخص آخر)، أو… خلال فعلك أى شيء. وأيضًا، نعم، أنت تفعل ذلك حتى عندما تكون نائمًا.
الواقع أنك تتحدّث مع نفسك الآن، فى هذه اللحظة!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة