الإدارة الأمريكية الحالية، قررت تكرار خطيئة اعداد تقارير تعتمد على الظن والتخيل والاستنتاج، وغياب كامل للوقائع والمعلومات، فى اتهامات موجهة للمملكة العربية السعودية، وعدد من رموزها السياسية والأمنية، بارتكاب جريمة مقتل جمال خاشقجى.. وهو التقرير الاستخباراتي، الشبيه بتقرير أعدته المخابرات الأمريكية، بالتعاون مع المخابرات البريطانية سنة 2003 بالادعاء أن صدام حسين بحوزته أسلحة كيماوية ودمار شامل، وبناء عليه، قررت تدمير العراق..!!
نعم، التقرير الذى أعده الـ CIA منذ أكثر من 18 عاما عن وجود أسلحة دمار شامل فى العراق، اعتمد على الظن والتخيل والاستنتاج، وقررت الإدارة الأمريكية حينها، إعلان الحرب على العراق، والمفاجأة، إنه وبعد تدمير بغداد، تبين أن صدام حسين لم يكن يمتلك لا سلاح كيماوى، ولا سلاح نووى، ولا حتى سلاح تقليدى متطور، والنتيجة تدمير دولة مستقرة وأمنة، والدفع بها فى مستنقع الفوضى والخراب، ولم تستطع الخروج منه حتى الآن.
وبدلا من أن تشعر المؤسسات الامريكية، الرسمية، خاصة الـ CIA والخارجية والبنتاجون والبيت الأبيض، بالندم الشديد، على ما ارتكبته فى حق العراق، وتسببت فى مقتل ملايين الأبرياء، وأن العار سيلاحق بلادهم فى كتب ومراجع التاريخ، إلى أن تقوم الساعة، قررت الإدارة الحالية، السماح بإعلان التقرير الذى أعده الـ CIA عن مقتل جمال خاشقجى، معتمدا على الظن والتخيل والاستنتاج لإدانة رموز سياسية وأمنية فى المملكة العربية السعودية، وهى الإدانة المرفوضة، شكلا وموضوعا!!
ولا يمكن تصديق أن أمريكا، تنصب نفسها المدافعة عن حقوق الإنسان، وشرطى العالم، أن تدمر وتقتل وتشرد الشعوب، بدءا من إعلان الحرب لتدمير العراق فى 2003 ثم دعمها الكامل لمًا يسمى زورا وبهتانا، ثورات الربيع للعربى، وكانت النتيجة، تدمير سوريا وليبيا واليمن، ولولا عناية الله، وقوة الشعب المصرى، كانت القاهرة سقطت فى نفس المستنقع!!
التقرير الأمريكي، الخالى من معلومة أو دليل واحد يدين أي مسؤول سعودى في جريمة قتل جمال خاشقجى، ردت عليه الخارجية السعودية بقوة، مؤكدة أن حكومة المملكة ترفض رفضاً قاطعاً ما ورد في التقرير من استنتاجات مسيئة وغير صحيحة عن قيادة المملكة ولا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال، كما أن التقرير تضمن جملة من المعلومات والاستنتاجات الأخرى غير الصحيحة، وتؤكد على ما سبق أن صدر بهذا الشأن من الجهات المختصة في المملكة من أن هذه جريمة نكراء شكلت انتهاكًا صارخًا لقوانين المملكة وقيمها ارتكبتها مجموعة تجاوزت كافة الأنظمة وخالفت صلاحيات الأجهزة التي كانوا يعملون فيها، وقد تم اتخاذ جميع الإجراءات القضائية اللازمة للتحقيق معهم وتقديمهم للعدالة، حيث صدرت بحقهم أحكاماً قضائية نهائية رحبت بها أسرة خاشقجى.
ولم يكن الرد السعودى، رسميا فقط، وإنما كانت هناك انتفاضة شعبية داعمة بقوة للنظام السعودى، وترفض ما جاء في التقرير الأمريكي، القائم على الظن والتخيل، دون تقديم دليل أو معلومة واحدة، ما يعد تدخلا غير مقبول، وتحولت السوشيال ميديا إلى انتفاضة شعبية داعمة ومساندة للحكومة السعودية، وتؤكد أن المملكة عصية على المؤامرات..!!
في تقديرى الشخصى، أن التمعن في قراءة تقرير المخابرات الأمريكية، وتفسيره، فإنه يعد دليل قوى على براءة المملكة العربية السعودية، ورموزها، من جريمة قتل جمال خاشقجى، ويمكن البناء عليه، وفضح ما جاء فيه من جمل مطاطة، من عينة، نفترض، نشعر، نعتقد، نتوقع، نظن، احتمال، ربما، ووضع حد لهذه القضية التى يحاول توظيفها واستغلالها كل أعداء المملكة العربية السعودية، ضد رموزها السياسية.