محمود عبدالراضى

ثقافة الطمع وراء ظاهرة "المستريح"

الخميس، 04 فبراير 2021 01:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كنت من متابعي صفحات الحوادث المتخصصة، فربما تقرأ يوميًا خبرا عن ظهور "مستريح" جديد، يستولي على أموال المواطنين، ورغم تكرار هذه الأخبار يومًا تلو الأخر، إلا أنه لا أحد يتعظ، وتتكرر الحوادث بشكل مستمر.
 
المواطن الذي يقرأ أخبار "المستريحين" وجرائم النصب في صفحات الحوادث، ويقابلها بالضحك والسخرية من سلوك الضحايا وثقتهم في النصابين، بعد فترة ما يتحول هو نفسه لضحية، بعد اغراءه بالمال، ليكون رقمًا جديدًا من أرقام ضحايا "المستريحين".
 
نعم.. هي "ثقافة الطمع" فقط، وراء كل هذه الجرائم، سواء طمع "المستريح" نفسه الذي يجمع من المواطنين "تحويشة العمر" ويهرب، وربما تصل ثرواته لمليارات الجنيهات، مثل "مستريح المنيا" الأخير الذي جمع أكثر من اثنين مليار جنيه وفقًا لروايات الأهالي، أو ثقافة الطمع من المواطن نفسه، الذي يلقي بـ"تحويشة العمر" بين يدي المستريحين، أملًا في الحصول على فوائد ضخمة، ثم تتبخر أحلامه مع هروب المستريح والاستيلاء على تحويشة العمر، ليبكي وقتها نادمًا، ولسان حاله يقول:" ليتني لم أفعل كذا، ليتني كنت نسيًا منسيا".
 
"مستريح المنيا"، لن يكون الأخير، وهذا المقال الذي تقرأ سطوره الآن ـ عزيز القارئ ـ لن يكون الأخير، سنكتب ونكتب عن "مستريحين جدد"، طالما هناك أشخاص لا يتعلمون الدرس، وطالما أن ثقافة الطمع تسود، وطالما ابتعدنا عن المنافذ الرسمية لاستثمار الأموال، بطرق مشروعة قد تدر علينا أموالًا ضخمة بشكل رسمي مضمون.
 
وما الداعي إذن من الكتابة؟!!، أكتب ربما نستطيع انقاذ ما يمكن إنقاذه، وربما يحكم البعض عقولهم قبل تبديد ثرواتهم، في محاولة لإنقاذهم قبل أن يكونوا ضحايا لـ"مستريحين جدد"، نكتب لأن الكلمة أمانة، والنصيحة واجبة.
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة