تمر اليوم الذكرى الـ64 على بدأ عملية إزالة سور الكويت الذى يحيط بمدينة الكويت وذلك بهدف إفساح المجال أمام امتداد العمران مع الإبقاء على بواباته الخمس كمعلم تاريخى وسياحي، وكان ذلك فى 4 فبراير عام 1957م، و سور الكويت هو سور تاريخى شيد حول مدينة الكويت والتى بنى حولها خلال تاريخها 3 أسوار، وقد هدم أخر هذه الأسوار عام 1957 نتيجة التوسع العمرانى للمدينة، بنى سور الكويت الأول عام 1760 فى عهد الشيخ عبد الله بن صباح الصباح، أما السور الثانى فشيد عام 1814، فى حين بنى السور الثالث عام 1920 فى عهد الشيخ سالم المبارك الصباح، وكان تشييد هذه الأسوار لأغراض دفاعية بعد خوض الكويت عدداً من النزاعات الإقليمية والحروب.
وفى المنطقة العربية هناك العديد من الأسوار التاريخية التى كانت شاهدة على فترات وحقب تاريخية عدة من بينها:
سور الإسكندرية
بنى السور القديم من أحجار تم جلبها من محاجر المكس، ويبلغ طول السور الخارجى للمدينة 15.8 كيلومتر، بكل ما فيه من تعرجات بالإضافة إلى 600 متر أخرى كانت امتداد "التيمونيوم"، وهو مقر إقامة القائد الرومانى "ماركوس أنطونيوس" فى الأسكندرية، رغم أن المدينة قديما كما وصفها الجغرافى اليونانى "استرابون" لم تكن تتجاوز 5.09 كيلومتر طولا، و 1.15 كيلومتر عرضا من ناحية الغرب، و 1.4 كيلومتر من ناحية الشرق، و 1.7 كيلومتر فى الجزء الأوسط من المدينة.
واليوم وبعد مرور أكثر من 2300 عام على بداية إنشاء سور الأسكندرية، يمكن أن نرى بقاياه مازالت واقفة فى الطرف الشرقى من حديقة الشلالات الجنوبية أمام الإستاد الرياضي، وهو الجزء الوحيد المتبقى من السور، إلا أن هذه البقايا أجزاء من السور الذى أقامه "أحمد بن طولون" فى القرن الثالث الهجري، وتبلغ مساحته حوالى 79.5 متر مربع.
سور القاهرة
عندما جاء جوهر الصقلى يقود قوات الخليفة المعز لدين الله الفاطمى من القيروان لدخول مصر كان فى مقدمة ما عنى به إنشاء مدينة القاهرة فقد أحاطها بسور من الطوب اللبن" (طوب مصنوع من الطين المجفف عن طريق تعريضه لحرارة الشمس) على شكل مربع طول كل ضلع من أضلاعه ألف وثمانين متراً، فكانت مساحة القاهرة فى أول تأسيسها 1.166.400 متر مربع، جعل منها 240.141 متراً مربعاً للقصر و120.050 متراً مربعاً هى مساحة البستان الكافورى ومثلها للميادين وأقيم على الباقى وقدره 686.000 متراً مربعاً حارات المدينة، وجعل قسما منه فراغا تحسباً للزيادة مع الأيام، وذكر المقريزى أن طول الطوبة الواحدة ذراعاً وعرضها ثلثا ذراع ، وأن سمك هذا السور كان كافياً لأن يمر فوقه فارسان جنباً إلى جنب".
أسوار مراكش
هى مجموعة من الأسوار الدفاعية التى تحيط بمناطق المدينة القديمة فى مراكش، المغرب، شيدت الأسوار أول مرة أوائل القرن الثانى عشر الميلادى من قبل سلالة المرابطين التى أسست الدولة المرابطية عام 1070 م وجعلت من مراكش عاصمةً لها، ومنذ ذلك الحين، وُسِّعَت الأسوار عدة مرات بإضافة قصبة مراكش إلى الجنوب فى نهاية القرن الثالث عشر الميلادى وتم توسيع الأسوار ومدّها لاحقًا لتشمل الحى المحيط بزاوية سيدى بلعباس.
أسوار القدس
أسوار القدس هى أسوار تحيط بالبلدة القديمة فى مدينة القدس (مساحتها حوالى 1 كم²)، بنيت الجدران بأمر من السلطان العثمانى سليمان الأول خلال عامى 1535 و1538، عندما كانت القدس جزء من الدولة العثمانية.
طول الجدران هو 4018 مترا (2.4966 ميل)، ويبلغ متوسط ارتفاعها 12 مترا (39.37 قدم) ويبلغ متوسط سمكها 2.5 مترا (8.2 قدم)، وتحتوى الجدران على 34 برج مراقبة و8 بوابات، فى عام 1981 تمت إضافة أسوار القدس - بالإضافة إلى البلدة القديمة فى القدس- إلى قائمة مواقع التراث العالمى لليونسكو، واسمها الرسمى فى القائمة هو "مدينة القدس القديمة وأسوارها"، بُنيت أسوار القدس لتحصين المدينة ضد الاختراقات والغزوات، أما اليوم فهى تعد عامل جذب للسياح نظرا لأنها لم تعد تستخدم كوسيلة لحماية المدينة.