كما نعرف جميعاً أن الفنون مرآة الشعوب ومقياس التقدم والرقى بكافة الأمم، فكلما ارتقت الأمة ارتقت بها الفنون بكافة أشكالها، تلك التى بدون أى جدال لها النصيب الأكبر فى التأثير بالوجدان وتعد أحد أهم مصادر تشكيل الوعى غير المباشرة .وبما أنها كذلك -أى أن لها من الأهمية ما يشارك بل ربما يتفوق على التعليم فى حجم التأثير والتربية النفسية والخلقية والوطنية- فمن الضرورى أن يكون الاهتمام بتلك الفنون المختلفة منذ الصغر أى بمراحل ما قبل الجامعة، ذلك لاكتشاف المواهب المختلفة وتدعيمها بالدراسة العملية، لتأهيل هذا الموهوب للاستمرار والتطور بمجال موهبته من خلال ثقلها بهذا الفرع الذى يمتلك به تميزاً أو موهبة ما بفروع الفنون المتعددة .
وفى خطوة متطورة ضمن خطة وزارة التربية والتعليم للتطوير مرحلة تلو الأخرى والتحليق المستمر لآفاق بعيدة فى سماء الانطلاق ومواكبة نظم التعليم العالمية المتطورة، والخروج التدريجى من صندوق الجمود والبيروقراطية التى تأذت لها أجيال بعينها لم تحظ بالتربية ولا التعليم كما حظى به ما من سبقهم من أجيال .
فما زالت الحرب الخفية على أشدها بين رغبة الدولة بقيادة وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالى، بالتطوير المستمر ودعاة الجمود والاستماتة لإبقاء الحال على ما هو عليه كى لا تتضرر مصالحم وموارد دخولهم المتضخمة على حساب أى شىء وإن كان المقابل ضياع وتجهيل وإفساد أجيال المستقبل .
وتم افتتاح مدرسة أكاديمية الفنون للتكنولوجيا التطبيقية، ومدرسة مواد الفنون مؤخرا، وخلال الافتتاح أكد المسئولون على مدى أهمية التعاون بين وزارتى التربية والتعليم والتعليم الفنى والثقافة، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وتوفير نظام تعليمى يُمَكّن الطلاب من اكتساب ما يلزم من تقنيات ومهارات وقيم ومعارف مختلفة، تؤثر إيجابيًا على تشكيل وعى وسلوك أفراد المجتمع، ضمن خطة شاملة تقوم بها الوزارة؛ لإدراج المزيد من المدارس التى تعمل على صقل قدرات الطلاب فى مختلف المجالات الفنية والثقافية، واكتشاف الموهوبين ودعمهم.
إذ إن المدرسة تعمل على تطبيق سبل حديثة ومتنوعة فى شرح المواد الدراسية، وذلك من خلال استخدام الجانب الفنى والثقافى عن طريق عرض فيديوهات تفاعلية ومسرحيات ومقطوعات موسيقية، لضمان تطبيق نظام التعليم التفاعلى الذى يزود الطلاب بالمعارف والمهارات المختلفة وينمى حثهم الإبداعى والفنى، ذلك بالإضافة إلى تطبيق الجانب العملى من خلال تدريب الطلاب بورش ومسارح أكاديمية الفنون، ليكون مؤهل بشكل كامل للعمل فى مختلف المجالات الفنية.
نهاية :
كل التقدير لجهود الدولة الكبيرة فى عمليات التطوير وكسر الجمود والروتين الذى اختنقت به عدة أجيال على كافة المستويات وبكافة القطاعات .
يليق بمصر التاريخ والحضارة أن تعود لتحتل مكانتها المستحقة بين الأمم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة