تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الجمعة، العديد من القضايا الهامة أبرزها، أن الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، أمام فرصة حقيقية لصناعة سلام، وتشييد جسور للسكينة في منطقة تعبت من التلاعب والحروب، وبدوره كتب السفير الصيني في دبي مقالاً يشيد بالعلاقات بين البلدين، وفي العراق، استمرار الصراع بين واشنطن وطهران على العراق، يؤدي إلى تفاقم حدة الانقسام الداخلي، ويزيد من هوة التناقض.
لو فعلها بايدن!
مشاري الذايدي
قال مشاري الذايدي، صحفي وكاتب سعودي في صحيفة الشرق الأوسط، إن موافقة محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة على النظر في دعاوى التعويضات التي رفعها النظام الإيراني على الولايات المتحدة بسبب العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس السابق ترامب، مؤشر غير طيّب، مع مؤشر آخر قرأه بعناية، في مقالته الأخيرة، روبرت فورد، السفير الأميركي السابق لدى كلٍّ من سوريا والجزائر والباحث بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، وهو تعيين الدبلوماسي المثير للجدل، روبرت «روب» مالي، مبعوث بايدن للملف الإيراني.
حسب فورد، فإن لدى مالي، مقاربته الراسخة في «تأهيل» النظام الإيراني، وخطّة ممرحلة من أجل ذلك، سبق له بحثها من خلال مركز «مجموعة الأزمات الدولية» الذي كان مالي يعمل به لوقت قريب. تركّز خطّته على الشق النووي العسكري الإيراني، وتهمّش بقية الملفات... وأخطرها برنامج الصواريخ الباليستية، والدور الإيراني التدميري في الشرق الأوسط.\
وتساءل الكاتب، هل يغامر الرئيس الأميركي الجديد، مدفوعاً بصقور الأوبامية في إدارته، لهذه المقاربة الضالّة الخطيرة، المهيّجة للحروب والصراعات الإقليمية، حتماً، وتجاهل كل التطورات السياسية والشعبية، ضد المشروع الإيراني، من شعبَي العراق ولبنان، قبل شعوب الخليج، مثلاً؟!
أمام الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن فرصة حقيقية لصناعة سلام وتشييد جسور للسكينة في منطقة تعبت من التلاعب والحروب، لو ارتفع لمستوى اللحظة التاريخية الراهنة.
عام جديد بمسيرة تعاون متجددة بين الصين والإمارات
لي شيوي هانغ
كتب لي شيوي هانغ، القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية فى دبي، مقالًا في البيان الإماراتية، قال فيه إن 2020 كان عاماً غير عادي في تاريخ البشرية، فقد أثار وباء الالتهاب الرئوي الناتج عن الفيروس التاجي المستجد أزمة عالمية ما زالت تلقي بظلالها على المشهد حتى اليوم.
وقد وجدت مختلف الدول نفسها أمام اختبار صارم تمثل في الوقاية من الوباء ومنع انتشاره واستعادة الإنتاج والنشاط، وعلى هذه الخلفية شهد العالم تغيرات كبرى.
اجتاز الشعبان الصيني والإماراتي في عام 2020 اختبار أشد وباء عرفته الكرة الأرضية منذ قرن من الزمن، وخططوا بشكل موحد للوقاية من الوباء ومنع انتشاره وكذا التنمية الاقتصادية، كما حققوا تبادلاً ثرياً عبر الشبكة وخارجها، وفتحوا أفقاً جديداً للتعاون في مجال الاقتصاد الرقمي والاقتصادي الحقيقي، ليقودوا موجة التطور الجديدة في العصر.
ما لم يتغير هو حقيقة أن الصديق وقت الضيق، والإخوة يجتمعون على قلب رجل واحد. تشهد العلاقات الصينية الإماراتية عصراً ذهبياً يتمثل في كتابة فصل رائع من مشروع حيوي بعيد المدى. ففي عام 2020 حافظ قادة البلدين على تواصل وتنسيق مكثفين مع تشبث بمساعدة بعضهم البعض في مكافحة الوباء.
فلم تقتصر الصين والإمارات على تبادل الدعم المالي والمادي، بل إن عبارة «ووهان، كوني قوية» التي ظهرت على برج خليفة قد جمعت القوة المشتركة للشعبين لمكافحة الوباء، أما المرحلة الثالثة لتجارب اللقاح فكانت بداية النور لتحقيق النصر على الفيروس، وبعد أن تجاوزت الصداقة الصينية الإماراتية اختبار الفيروس أصبحت أكثر توطيداً وقوة.
العراق يدفع أثمان ارتباك حلفائه
محمد السعيد إدريس
يرى الكاتب محمد السعيد إدريس، في الخليج الإماراتية، أن العراق سيظل لفترة غير معلومة رهناً لما يمكن تسميته بـ«الحسابات المرتبكة» بين أطراف الطبقة السياسية الحاكمة داخل العراق، بأطيافها ومصالحها المتناقضة من ناحية، وبين أهم طرفين متصارعين على العراق ومن يقف خلفهما من قوى داعمة: إيران كقوة إقليمية مجاورة للعراق وصاحبة نفوذ متفوق، والولايات المتحدة كقوة عالمية ما زالت ترى أن وجودها ونفوذها في العراق، الذي تأسس فعلياً نتيجة الغزو والاحتلال، يعتبر مرتكزاً محورياً في استراتيجيتها العسكرية الإقليمية.
فالأطراف الداخلية التي تشكل الطبقة السياسية الحاكمة، والأخرى المناوئة، لها باتت مفعمة بصراعات وتناقض مصالح ممتدة ومتجذرة من شأنها الحيلولة دون التوصل إلى مشروع وطني يحقق الإصلاح السياسي المطلوب الذي ثار الشعب العراقي من أجله، ويقود إلى تغيير سلمي حقيقي يرسي «قاعدة المواطنة المتساوية» بدلاً من «قاعدة المحاصصة الطائفية» التي أرساها الاحتلال الأمريكي وأدت إلى تمزيق وحدة الشعب العراقي، وتشتيت ولاءاته، وتعميق تناقضاته.
كما أن استمرار الصراع بين واشنطن وطهران على العراق، يفاقم بدوره من حدة الانقسام الداخلي، ويزيد من هوة التناقض، ويعرقل أي إجراء من شأنه الولوج إلى مشروع سياسي للإنقاذ، وفي القلب منه الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرى تأجيلها.