لا شك أن وباء كورونا سببا نزيفا اقتصاديا لا يزال مستمرا لأغلب إن لم يكل كل دول العالم، فناهيك عن الأزمة الصحية، فقدت حكومات وشعوب العالم تريليونات من الدولارات بسبب تداعيات الوباء من إغلاق وإنفاق ضخم غير مسبوق على قطاع الصحة والسعى للحصول على اللقاح.
لكن لم يخرج الجميع خاسرا من الأزمة الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، فهناك من ربح بل وربح الكثير، من هؤلاء شركات التكنولوجيا الكبرى التى باتت أكبر بما حققته من أرباح وما جنته من عائدات فى ظل الوباء.
صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، سلطت الضوء على تضخم هذه الشركات فى وقت الأزمة العالمية، وقالت، إن الكبار فى صناعة التكنلوجيا كان يتمتعون بحجم هائل بالفعل قبل أن يتسبب الوباء فى ارتفاع فى قيمتها وأيضا تحقيقات تتسع حول دورها فى الاحتكار، وقد جعل كورونا هذه الشركات أكبر وأكبر.
فقد أثرت التكنولوجيا على كل جوانب الحياة، كيفية العمل والدراسة واللعب والتسوق والتفاعل، والطريقة التي يعمل بها الناس والشركات أصبحت أكثر اعتمادا على التكنولوجيا خلال العام الماضى، حتى فى ظل واحد من أكبر التراجعات الاقتصادية على الإطلاق زاد الانفاق على أجهزة الكمبيوتر والألعاب الفيديو والتجارة الإلكترونية وخدمات الحوسبة السحابية والإعلانات الرقمية، وكانت النتيجةنمو مربكا لبعض أكبر الشركات فى التاريخ، وارتفاع لأسعر أسهمها.
وفى الوقت الذى تعانى فيه شركات أخرى كالطيران وغيرها، فإن أكبر خمس شركات أمريكية تعمل فى مجال التكنولوجيا، وهى أبل ومايكروسوفت وأمازون وألفابت المالكة لجوجل وفيس بوك، قد زادت عائداتها الخُمس، حوالى 1.1 تريليون دولار، ونمت أرباحهم بشكل أسرع 24%، وارتفعت قيمتهم السوقية حوالى النصف على مدار العام الماضى لتصل على 8 تريليون دولار.
واتسع هذا النفوذ الاقتصادى بطرق أخرى أيضا، وامتد النفوذ الاقتصادى لهذه الشركات بطرق أخرى، منها التوظيف. فقد أضافت أمازون 500 ألف عامل جديد فى عام واحد، وهو ما يعادل تقريبا إجمالي عدد سكان مدينة أتلانتا.
وألقت الصحيفة نظرة عن كثب عن تضخم كل واحدة من هذه الشركات على النحو التالى:
أبل:
كانت أبل واحدة من عدة شركات شهدت زيادة فى الطلب على اللاب توب وأجهزة اللوحية وغيرها مع بقاء الناس فى منازلهم للعمل والدراسة بسبب إغلاق كورونا، وكانت مبيعات أجهزة ماك قد تراجعت فى الربع الأول من العام الماضى مقارنة بنفس الفترة عن العام السابق قبل أن تصعد بقوة طوال عام 2020.
مايكروسوفت:
تمتعت مايكروسوفت بزيادة مع تكيف الشركات والأفراد مع الحياة فى ظل الوباء مع زيادة الطلب على ألعاب أكس بوكس ولاب توب سيرفيس وخدمة الحوسبة السحابية، وزاد استخدام خدماتها لاجتماعات الفيدية والمراسلة النصية أكثر من ثلاثة اضعاف، وفى الربع الأخير، ساهمت الإعلانات فى زيادة الأرباح وارتفع أسهم مايكروسوفت أكثر من 30% على مدار العام الماضى، وبلغت قيمتها السوقية 1.8 تريليون دولار، الثانية بعد ابل.
أمازون:
أدى زيادة الشراء الإلكترونى خلال الوباء إلى تحول سريع للتجارة الإلكترونية بين المستهلكين، ولم يستفد أحد من هذا الأمر بقدر أمازون، فقد زادت عائدات الشركة 38% لتصل إلى 386.1 مليار دولار العام الماضى، ولتلبية الطلب الهائل، وظفت أمازون 500 ألف عامل جديد، ويعمل بها حاليا 1.3 مليون شخص حول العالم. ولو تواصلت الوتيرة المتسارعة فى التوظيف، فإن أمازون قد تتخطى وولمارت فى السنوات القادمة كأكبر صاحب عمل فى الولايات المتحدة.
ألفابت
زادت الإعلان الإلكترونى على جوجل مع تواجد الناس لفترات أطول على الإنترنت، وتحول سريع إلى القنوات الإلكترونية خلال الأزمة الصحية. وتضررت الفابيت فى النصف الأول من عام 2020 مع توقف المعلنين عن الانفاق فى الأشهر الأولى من الوباء، إلا أن الأعمال انتعشت فى وقت لاحق، ورغم أن محرك بحث جوجل كان أكب مصدر لعائدات الإعلان الإلكترونى لسنوات، إلا أن الشركة قالت إن يوتيوب شهد نموا قويا فى الانفاق الإعلانى.
فيس بوك:
كان فيس بوك بالفعل عملاق التواصل الاجتماعى قبل الوباء، لكن خدماته المتعددة واتس اب وماسنجر وانستجرام أضافت مستخدمين حول العالم فى 2020 مع البقاء لفترة أطول على الانترنت اثناء الاغلاق والبقاء فى المنزل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة