واصل الرئيس التركى رجب طيب أرودوغان، محاولاته الحثيثة لسيطرة على مؤسسات التعليم التركية، ففي الوقت الذي تشهد تركيا احتجاجات واسعة نسبيًا على تعيين الرئيس رجب طيب أردوغان مقربًا من حزبه وصيًا على جامعة البوسفور (بوغازيتشي) في إسطنبول، وسع أردوغان من إجراءاته للسيطرة على الجامعات التركية، مقررًا عزل 11 رئيس جامعة في مختلف محافظات تركيا، وتعيين أعضاء من حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، بالإضافة إلى أعضاء في منظمات متطرفة مثل الذئاب الرمادية بدلًا منهم، وصديقه المقرب، نامق أك، الذي كان مرشحًا لرئاسة بلدية سيلكوكلو بمدينة قونيا 2004.
وتشهد تركيا حالة رفض طلاب وأساتذة جامعة بوغازيتشي لقرار أردوغان، فيما ردت الشرطة بالاعتداء بالضرب والسحل واعتقال العشرات سواء من طلاب الجامعة أو المتضامنين معهم، وفقا لما ذكره موقع "تركيا الآن".
وكان الحزب الحاكم في تركيا سبق أن عين، مليح بولو، وصيًا على جامعة بوغازيتشي، ما أسفر عن موجة غضب عارمة بين الطلاب الرافضين لوجوده، فيما صرح بولو في وقتٍ سابق بأنه لا يفكر بالاستقالة، ومن جهة، يتهم النظام التركي طلاب الجامعة بالانتماء إلى جهات إرهابية، وسبق أن قال أردوغان «هل أنتم طلاب أم إرهابيون تحاولون اقتحام مكتب رئيس الجامعة؟».
وحسب الجريدة الرسمية التركية، فإن قرارات التعيين الرئاسية باتت سارية، وأنها تأتي وفقًا للمادة 13 من قانون التعليم العالي رقم 2547 والمواد الثانية والثالثة والسابعة من المرسوم الرئاسي رقم 3.
ووفق ما نشرت جريدة «سوزجو» التركية، فقد جرى تعيين نامق أك، زميل الرئيس أردوغان حينما كان رئيسًا لبلدية إسطنبول، رئيسًا لجامعة كارامان أوغلو محمد باى.
وتضمن القرار تعيين عبد الخالق كارابولوت لجامعة آغري إبراهيم جاتشن، ومحمد بيبر لجامعة أردهان، ومصطفى صدقي بيلجين لجامعة أرتفين تشوره، وإدريس دمير اجامعة باتمان، ونجم الدين إلماستاش لجامعة بيتليس أرن، وخليل إبراهيم زيبك لجامعة جوموشهانه، وعمر باكيش لجامعة هكاري، ونامق أك اجامعة كارامان أوغلو محمد بي، وبولنت شينجورور لجامعة قرقلر ايلي، ومصطفي دوغان كاراجوشكون لجامعة كلس 7 أراليك، تورجاي أوزون لجامعة عثمانية كوركوت أتا.
من جهتهم، وجه طلاب جامعة بوغازتشي (البوسفور) رسالة غاضبة للرئيس التركي، بعد تصريحاته الأخيرة التي استهدف فيها طلاب الجامعة، واصفًا إياهم بالإرهابيين، قائلين إن أردوغان ليس سلطانًا عليهم، وأنهم ليسوا رعايا السلطان، وطالبوا الرئيس بالتحدث إليهم وجهًا لوجه دون وسطاء.
ونقل موقع «جمهورييت»، عن طلاب بوغازيتشي قولهم في بيان منشور على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إنهم لا يحبون الوسطاء ويفضلون التحدث مع أردوغان، الذي ينتفخ بفضل حصانته على مدار 19 عامًا، وجهًا لوجه.
وأضاف الطلاب في رسالتهم، أن جهود أردوغان المتتالية لتعيين أوصياء وعمداء على الجامعات، تعد أكبر دليل على الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، حيث يستخدم الأوصياء مقاتلين له في الجامعات يهاجمون رغبات الطلاب.
وطالب شباب جامعة بوزغازيتشي، بإطلاق سراح جميع زملائهم الذين جرى اعتقالهم، فضلًا عن رد الاعتبار للذين جرى التشهير بأنهم من مثليي الجنس، كما طالبوا باستقالة مليح بولو من منصبه وإجراء انتخابات ديمقراطية.
بينما كشف الكاتب التركي مراد يتكين، عن سعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لتحويل جميع رؤساء الجامعات إلى رؤساء حزبيين" وفقا لما ذكره موقع "تركيا الآن".
وقال، إن «رئيس جامعة بوجازيتشي الجديد «مليح بولو»، يعد الحلقة الأولى في سلسلة الرؤساء الحزبيين الذين سيعينهم أردوغان في الجامعات" موضحا في مقالٍ له على موقع تركي، أنه من الواضح أن جامعة بوجازيتشي، ستمتلئ بأعضاء هيئة التدريس الحزبيين، مع تغيير هيئة التدريس في الجامعة، مشيرًا إلى أنه لا يمكن أن تهرب الجامعات الوقفية -الخاصة- الناجحة الأخرى مثل كوتش وسابانجي من مصير جامعة بوغازيتشي.
وأكد يتكين أن «أحد أهداف حزب العدالة والتنمية تفريغ الجامعات من مضمونها التعليمي والتوعوي».
واختتم يتكين مقاله بعبارة «الجامعات مثل (البوسفور وبيلكنت والشرق الأوسط وحاجت تبه وجراح باشا) يتم التقليل من قيمتها من خلال فرض طابع حزبي عليها»، مؤكدًا أن الدور سيأتي على الجامعات الوقفية الخاصة أيضًا.
وقالت السلطات التركية، إن نحو 600 شخص اعتقلوا منذ الرابع من يناير مع انتشار الاحتجاجات في إسطنبول وأنقرة، وتم الإفراج عن معظمهم لكن الحكومة رفضت انتقادات المحتجين، قائلة إن المظاهرات ذات دوافع سياسية.
وبدأت الاحتجاجات الشهر الماضي بسبب تعيين أردوغان لعضو الحزب الحاكم مليح بولو، رئيسًا لجامعة بوغازيتشي في إسطنبول. فيما يقول الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، إن العملية كانت غير ديمقراطية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة