بلغة عربية سليمة لا تخلوا من "لكنة غربية"، حاورنا لويس ميجيل بوينو المتحدث الجديد باسم الاتحاد الأوروبي، الذي تم اختياره ليكون مكلفاً بشكل خاص بالتواصل مع الدول العربية ودول شمال أفريقيا والشرق الأوسط الناطقة بلغة الضاد.
سألناه عن ملفات عدة، من بينها ما هو سياسي، ومن ضمنها ما يتعلق بالتراث والفن العربي والمصري والإسلامي، كما كشف خلال الحوار عن قصة ولعه باللغة العربية والأسباب التي دفعته لتعلمها، وغير ذلك من التفاصيل.
لويس بوينو
وخلال الحوار، قال بوينو إن الاتحاد يعمل على مجموعة واسعة من القضايا مع شركائه في منطقة الشرق الأوسط، تشمل المجالات الدبلوماسية والتقنية والإنمائية والثقافية والإنسانية، ونحاول المساهمة فى تعزيز علاقاتنا من أجل المنفعة المتبادلة لشعوب المنطقة وفي الاتحاد الأوروبي، ولكن بدلاً من إخبار الجمهور بما نريده، أود التواصل معهم لمعرفة أولوياتهم، وهذا مهم بالنسبة لنا ونريد أن نستمع.
وأوضح بوينو لـ"اليوم السابع" إن فكرة إنشاء منصبه كانت فى الأذهان منذ فترة طويلة، بهدف تعزيز اتصالات الاتحاد الأوروبى باللغة الرئيسية للمنطقة، ليس فقط بشأن القضايا الإقليمية، ولكن أيضًا بشأن الاتحاد الأوروبي نفسه، وهذا من شأنه أن يكمل عمل بعثات الاتحاد الأوروبي على الأرض ويساعد في توضيح موقف الاتحاد الأوروبي بشأن القضايا الرئيسية، مما يجعله أقرب إلى الناس في جوارنا المباشر.
وأشار المتحدث الإقليمى، إلى أن مهمته تتمثل فى رفع مستوى الوعي حول عمل وأنشطة ومواقف الاتحاد الأوروبي، ليس فقط في المنطقة ولكن أيضًا خارجها، من خلال تواجده المستمر على وسائل التواصل الاجتماعي ، والتعاون وسائل الإعلام العربية وإعلامهم عن الاتحاد الأوروبي، والتعامل مع المخاوف، والمساعدة في بناء الجسور بين مناطقنا، و كل ذلك باللغة العربية، مؤكدا: أود العمل من أجل إنشاء اسم الاتحاد الأوروبي كعلامة باللغة العربية، ونعتقد أنه سيكون من المفيد تعزيز علاقتنا مع جيراننا والمساعدة في تعميق الروابط بين الناس.
لويس بوينو
وأضاف لويس أن هناك العديد من الطريق لبناء جسر تواصل بين الاتحاد الأوروبي ومواطني الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ستتمثل فى زيادة فهمنا لما يريده المواطنون هنا من خلال الاستماع والمشاركة، والعمل على إنشاء الجسور، كما يقوم سفراؤنا في جميع أنحاء المنطقة بهذا كل يوم.
وأضاف لويس: "أنا هنا للمساهمة بشكل متواضع في ذلك والتواصل بشأن هذا الأمر حتى يدرك الناس ما يفعله الاتحاد الأوروبي من أجل بلدانهم ومن أجلهم".
وقال لويس: سأرد على الانتقادات التى قد تواجه الاتحاد الأوروبى، مع محاولة شرح ما هو وماذا يفعل لأن النقد أحيانًا يأتى من نقص المعرفة بكيفية عمل الاتحاد الأوروبي، وما الذي يمكنه فعله وما لا يمكنه القيام به ، و أرغب في تبديد المفاهيم الخاطئة، وإذا لزم الأمر، أواجه أيضًا المعلومات المضللة والأخبار المزيفة.
وأكد لويس، أن الاتحاد الأوروبي وسيط نزيه ولاعب يمكن الاعتماد عليه، ونتعاون مع الشركاء لدعمهم في مسار التقدم والتنمية المستدامة وحل المشكلات المحلية أو الإقليمية، و يتضمن ذلك إجراء حوار وتلقي التعليقات، مؤكدًا أن النقد البناء هو دائما موضع ترحيب، وهو يسمح لنا بتحسين الطريقة التي نعمل بها ويسمح لنا بالشرح، وهذا هو الاساس في إنشاء الجسور التي كنا نتحدث عنها، وسيساعدنا الصدق والحوار المفتوح على تعزيز صداقتنا.
وتحدث لويس عن أسباب اهتمامه بدراسة اللغة العربية والعمل على إتقانها، قائلًا: "أنا من قرطبة في جنوب إسبانيا، عندما كنت طفلاً، كان جدي يأخذني كل يوم إلى المسجد الكبير الذي بناه الأمويون في القرن العاشر، ولقد فُتِنت بالآيات الذهبية للقرآن على جدرانه وأتذكر محاولة تقليد كتابتها في المدرسة، و قلت لنفسي إنني سأتعلم اللغة يومًا ما،وهذا هو السبب في أنني أفعل ذلك، وأنا معجب بجمالها وثرائها، ومازال لدي الكثير لتعلمه!
وأشار لويس إلى أسباب اختيار لبنان مقرًا لهذا المنصب الجديد، وهى أن وجوده في المركز الجغرافي للمنطقة أمرًا رمزيًا، ونحن بحاجة إلى موقع يتمركز فيه المراسلون الصحفيون أيضًا، بالإضافة إلى أسباب إدارية داخلية، موضحًا: ممتن جدا للبنانيين على كرم ضيافتهم في هذا الوقت الصعب جدا لبلدهم.
وأشار المتحدث الرسمى باسم الاتحاد الأوروبى، إلى انبهاره بثقافة وتاريخ وحضارة الشرق الأوسط، قائلًا:إن أشياء كثيرة تثير اهتمامه وإعجابه فى منطقة الشرق الأوسط، أولها الطعام، حيث يحب الكشري، الفول، والكسكسى والحمص وأم علي مازحً: يمكنني أن آكل تلك الحلوى كل يوم حتى نهاية حياتي.
أما التاريخ فاعتبر لويس فى حواره أن المنطقة هى مهد الحضارة، وقد أعطتنا الأبجدية والجبر والكيمياء وابن خلدون وابن سينا وابن حزم ، وأعطتنا أيضًا عادل إمام ونانسي عجرم ، أما عن أهلها وكرم ضيافتهم، فأشار إلى أنه تلقى دعوات مرات كثيرة ليكتشف الجمال من أبو سمبل إلى شوارع مراكش، ومن صحراء وادي رم إلى أطلال تيبازة، ومن منطقة حائل في المملكة العربية السعودية إلى بعلبك في لبنان، ومن قلعة أربيل إلى حضرموت في اليمن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة