المشهد السياسى التونسى، متوتر ومرتبك، الاشتباكات تعلوه والمعارك تملؤه، والتلاسن بين القوى السياسية يطغى على الجميع، كل فريق متمسك برأيه، ويرى الرأي المخالف له جريمة، ووسط كل هذا تسعى حركة النهضة– إخوان تونس- لتنفيذ أهدافها، والاستحواذ على الحكم وأخونة الدولة.
تونس الأيام الحالية لا أبالغ إذا قلت أنها على صفيح ساخن، الشعب ورئيسه قيس سعيد يقفون في كفة، والإخوان بزعامة راشد الغنوشى ومواليهم يقفون بكفة أخري تناهض الجميع، والأحزاب السياسية كل حزب بما لديهم فرحون، وراشد الغنوشى يرسخ لفكرة أن الحكم في تونس نظامه برلماني، وأن رئيس الدولة في النظام البرلماني دوره رمزى ولا يزيد عن الرمزية.
لن أطيل عليك في وصف المشهد الداخلى لتونس، بل سأنتقل بك إلى عقلية الإخوان، فعقلية الإخوان واحدة وجميعهم أبناء لحسن البنا، دورهم في صفوف المعارضة واحد بأى بلد مع اختلافات العادات والتقاليد، وعندما يصلون إلى سدة الحكم يبدأون بأخونة الدولة والتغلغل فيها، وهذا ما ينطبق على راشد الغنوشى وأهله وعشيرته، وقد حاول فرع الإخوان بمصر فعل ذلك ولكن ثورة 30 يونيو كانت لهم بالمرصاد.
الإخوان في تونس يعملون دون كلل أو ملل على أخونة تونس وهى من أدبيات التنظيم، وهو ما تجلى في حديث راشد الغنوشى عندما قال في مشهد نقله لنا الصحفى التونسى باسل ترجمان :" على غير عادته التي يحرص عليها بشكل كبير منذ سنوات، أصبح مهتماً بأناقته ولباسه وبربطة العنق المتناسبة مع بدلته الرسمية، خرج رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في تسجيل فيديو نشرته إحدى الإذاعات المحلية، ليتحدث بشكل تغلب عليه الانفعالية من دون أن يهتم ببعض التفاصيل الصغيرة، مثل ترتيب وضع الكاميرا وتنظيم جلوسه، ما أعطى انطباعاً بأن رئيس مجلس النواب كان منزعجاً، وأراد إيصال رسائل سريعة وعاجلة لرئيس الجمهورية قيس سعيد، وللمشهد السياسي يعلن فيه أن تجربة النظام السياسي الذي تم اختياره بعد انتخابات المجلس التأسيسي وأسس لدستور 2014 المرتكز على النظام البرلماني المعدل فشل وانتهى، وأن دور رئيس الدولة بأنه "رمزي وليس إنشائياً".
راشد الغنوشى مؤخرا ينادى ويقول :"تونس تحتاج استقراراً سياسياً لا تغييراً للحكومة" محاولا تشويه الرئيس التونسى في حديث لوكالة "رويترز"، بقوله إن "الآلة الدستورية تعطلت في قرطاج بسبب امتناع الرئيس قيس سعيد عن القيام بواجبه بقبول أداء اليمين للوزراء المقترحين"، على حد تعبيره.
لكن السؤال الأهم لماذا لا يذكر راشد الغنوشى سبب امتناع الرئيس التونسى عن قبول أداء اليمين للوزراء المقترحين، هل راشد الغنوشى لا يشم رائحة الفساد في هؤلاء كما ذكر الرئيس التونسى، وهل لا يرى راشد الغنوشى الأخونة على وجوه هؤلاء؟
الإجابات على هذه التساؤلات معروفة، ومعروف أيضا عقلية الإخوان ومن يديرهم ومن يريد أن يدفعهم نحو الحكم، والأيام القادمة حبلى بمفاجآت كفيلة بإسقاط الإخوان سقوطا مدويا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة