واصل اللون الأحمر سيطرته على مؤشرات البورصة المصرية خلال الأسبوعين الماضيين، ليفقد المؤشر الرئيسي 356 نقطة خلال 15 يوم، ويخسر مؤشر إيجي إكس 70 أكثر من 137 نقطة خلال نفس الفترة، وأرجع خبراء سبب الهبوط إلى 3 عوامل وهي على الترتيب بحسب التأثير جني الأرباح و"المارجن" وتخارج الأجانب من أسواق الأسهم، متوقعين صعود البورصة المصرية بداية من جلسة يوم الأحد المقبل.
ويتيح نظام المارجن، للعميل شراء الورقة المالية بسداد جزء من قيمتها نقدًا، بينما يسدد الباقي بقرض من شركة السمسرة المتعامل معها، بضمان الأوراق محل الصفقة، واتجه عدد كبير من المتعاملين إلى هذا النظام في ظل التراجع الكبير للسيولة، مما دفع لاستخدام آلية الشراء بالهامش، أو ما يعرف بـ"المارجن"، لتمويل عمليات تداولهم فى السوق.
قال إيهاب سعيد خبير أسواق المال، إن مؤشرات البورصة المصرية شهدت أداء عرضي مائل للهبوط خلال جلسات الأسبوع المنتهي، متأثرةً بعمليات جني الأرباح خاصة على مؤشر إيجي إكس 70، والذي حقق ارتفاعات قياسية خلال الفترة الماضية، ولذا كان من الطبيعي أن يشهد عمليات جني للمكاسب قبل أن يتماسك في آخر جلسة لمحاولة تحقيق قاع ليعاود الصعود مرة أخرى، والأمر نفسه لمؤشر إيجي إكس 30 والذي شهد أداء عرضي مائل للتراجع حتى وصل إلى مستوى 11280 نقطة، قبل أن يعاود الارتداد مرة أخرى.
توقع "سعيد"، أن تشهد مؤشرات البورصة المصرية محاولة الصعود مرة أخرى خلال الأسبوع المقبل، ليقترب مؤشر إيجي إكس 30 من مستوى 11350-11400 نقطة، وإيجي إكس 70 بالقرب من مستوى 2280-2300 نقطة.
وحول تأثير "مارجن" على أداء البورصة المصرية، قال "سعيد"، إنه طبيعي مع أي تراجع أن تتأثر البورصة بعمليات "مارجن"، ولذا ينصح المتعاملين بعدم الشراء بالهامش في الوقت الذي تتراجع فيه البورصة، أو الدخول في وقت صعود البورصة لمستويات قمة، وهو ما يؤدي إلى خسارة مضاعفة حال هبوط المؤشر، كما ينصح المتعاملين بتفضيل الاستثمار بأمواله وعدم الاقتراض لشراء الأسهم.
واتفق معه محمد كمال خبير أسواق المال، على أن جني الأرباح سبب رئيسي وراء هبوط مؤشرات البورصة المصرية، موضحًا أنه من الطبيعي مع الصعود المستمر لمؤشر إيجي إكس 70 منذ شهر إبريل من العام الماضي أن يتجه لعمليات جني أرباح بعد قرابة عام من الارتفاع، وتزامنت مع تخارج الأجانب من سوق الأسهم وزيادة استثماراتهم في سوق السندات، وفي الوقت نفسه عظمت عمليات "مارجن" من الخسائر بسبب تعامل العديد من المستثمرين بالشراء بالهامش.
أشار "كمال"، إلى أنه رغم أهمية نظام المارجن في تعزيز السيولة بسوق الأسهم إلا أنها تمثل خطورة بسبب زيادة تعاملات المستثمرين بالمارجن مقارنة بتعاملهم بأموالهم.
في نفس السياق، قالت رانيا يعقوب خبيرة أسواق المال، إن عمليات جني الأرباح التي شهدتها البورصة المصرية الفترة الماضية، طبيعية بعد الصعود الكبير لمؤشرات البورصة، إلا أن تزامنها مع عمليات تصحيح في الأسواق العالمية أثر على شهية المستثمرين، ولذا ظهرت عمليات بيع مكثفة خلال الأسبوعين الماضيين، خاصة على مؤشر إيجي إكس 70، والذي يسيطر عليه تعاملات الأفراد الذين يميلون إلى العشوائية والتحركات السريعة، ولذا جاءت عمليات جني الأرباح متسارعة.
أضافت "يعقوب"، أن عمليات جني الأرباح أثرت على إغلاق مراكز هامشية لعدد كبير من المستثمرين، خاصةً وأن نسبة نظام المارجن مرتفعة جداً بسوق المال المصرية، وهو ما أدى إلى زيادة ضغوط بيعية على عدد كبير من الأسهم في حين اتجهت الأسهم القيادية للهبوط نتيجة إغلاق مراكز هامشية وليس جني أرباح، لأن مؤشر إيجي إكس 30 لم يحقق هوامش ربحية التي حققها إيجي إكس 70، إلا أنه هبوط جاء مرتبطًا بنظام المارجن.
وتوقعت رانيا يعقوب، تحرك مؤشر إيجي إكس 30 و70 بحركة عرضية في ظل ترقب البورصة لأي محفزات جديدة تدفعه للصعود، في ظل حالة التخوف من التذبذبات المرتفعة للأسواق العالمية.
أكدت "يعقوب"، أن قرار تنظيم تجزئة القيمة الاسمية للأسهم لم يؤثر على أداء البورصة المصرية كما يعتقد البعض، مرجعة سبب تراجع سوق المال إلى عاملين؛ الأول توقع بعض المتعاملين تأثر البورصة المصرية سلبًا بالتحقيق مع مجلس إدارة إحدى الشركات التي سربت جزء من قرارات الجمعية العامة، واستفاد منها بعض المتعاملين، رغم أنه من المفترض أن يؤثر هذا القرار إيجابيًا على أداء البورصة لأنه يثبت قوة الجهة الرقابية في ضبط سلامة واستقرار التعاملات، العامل الثاني وهو أن سوق المال كان مهيئ لعمليات جني الأرباح بعد صعود مؤشر إيجي إكس 70 لمستويات تاريخية، كما كان محملاً بالعديد من عمليات "المارجن"، والتي ضغطت على عمليات البيع بكثافة خاصة أسهم المضاربات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة