الجريمة تتطور، بشكل سريع، مثل كل شيء يتطور حولنا، ويحاول المجرمون الاستفادة من التقنيات الحديثة والمتطورة، وتطويع التكنولوجيا الحديثة لصالح جرائمهم، حيث لم يعد مسرح الجريمة قاصرًا على الأرض وداخل الشقق السكنية، وإنما تطور وصولًا لعالم الفضاء الالكتروني.
ويستغل الخارجون عن القانون، عالم الفضاء الالكتروني لتنفيذ جرائمهم، خاصة أن هذا العالم لا يعترف بحواجز جغرافية، وربما يكون مرتكبي هذه الجرائم خارج البلاد، وهم جالسون على مكاتبهم، حيث يطلق عليهم مجرمون الـ"لياقات البيضاء"، لأن جرائمهم لا تتطلب مجهود أو تحرك، وإنما ينفذوها بـ"ضغطة زر" وهم جالسون في أماكنهم.
"خدمة العملاء"، أحدث أساليب الخارجين عن القانون للنصب على المواطنين، عن طريق الاتصال ببعض الأشخاص، وإيهامهم بأنهم من خدمة عملاء البنوك، ويريدون مراجعة البيانات الشخصية الخاصة بهم، ويبدأ المواطن بشكل عفوي وتلقائي الإفصاح عن بياناته الشخصية، والأرقام الهامة، وما أن يحصل عليها المجرم، حتى يستفيد منها، ويجري عمليات قرصنة على حساب المواطن بالبنوك ويستولي على أرصدته، أو يجري عمليات شراء الكترونية، ليكتشف المواطن أنه فقد رصيده بالبنك، بمجرد الإفصاح عن بياناته الشخصية.
هذه العصابات المنظمة، تعتمد على الدهاء والمكر في اقناع المواطنين بأنهم موظفو خدمة عملاء بنوك للاستيلاء على أموالهم، ومن ثم لا يتطلب تنفيذ هذه الجرائم وقتًا أو مجهودًا كبيرًا.
ومؤخرًا، أسقطت الداخلية عددًا من هذه العصابات المنظمة، كان أخرها عصابة في المنيا نفذت نحو 57 جريمة بذات الأسلوب، ولا تكتفي الداخلية بملاحقة الخارجين عن القانون، وإنما تحرص على وأد الجريمة من بدايتها عن طريق توجيه النصائح الأمنية المستمرة للمواطنين بتوخي الحذر في التعامل مع الغير، والحفاظ على البيانات الشخصية وعدم الإفصاح عنها، إلا عند التأكد من شخصية الطرف الآخر الذي نتعامل معه.
محمود عبد الراضي،النصب،النصب الالكتروني،خدمة العملاء
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة