كان اختراع "جوتنبرج" للطباعة حدثًا كبيرًا في منتصف القرن الخامس عشر، فقد حول الصناعة من البدائية إلى التطور، ما زاد من حجم إنتاج وصناعة الكتب بشكل كبير، ويمكن القول إنه غيرها إلى الأبد وقد اختلف المؤرخون فى تحديد توقيت طباعة أول إنجيل فى العالم، لكنهم اتفقوا أن هذا الحدث وقع فى منتصف القرن الخامس عشر الميلادى أو بعده بقليل، مع اختراع أول آلة طباعة بألمانيا.
لقد كان الكتاب المقدس أول كتاب تمت طباعته، وذلك فى مجلَّدين: (كل مجلد يحوى 300 صفحة، وكل صفحة تضمُّ 42 سطرا، وكانت الحروف دقيقة وواضحة، وطبعت بالحروف المعدنية التى اخترعها جوتنبرج على الآلة الدوارة)، وفى السطور التالية نوضح متى كانت أولى طباعات الكتب المقدسة للأديان السماوية الثلاث:
الكتاب المقدس
بحسب كتاب "تاريخ القراءة" للكاتب آلبرتو مانجويل، أنه فى عام 1440، اكتشف شاب كان يعمل فى حفر النحاس وصقل الأحجار الكريمة من أسقفية ماينتس اسمه يوهانس جوتنبرج، أن المرء يستطيع تحقيق الكثير من السرعة والكفاءة فى الطباعة إذا تم قطع الأحرف الأبجدية على شكل أحرف قابلة للتحرك ولإعادة الاستخدام بدل الكتل المحفورة المستعملة فى طبع الرسومات، وأخذ "جوتنبرج، يجرى تجاربه لسنوات طويلة، واستطاع فى النهاية تطوير تقنية ظلت تستخدم إلى القرن العشرين، وهى عبارة عن قوالب لصب الأحرف، ومطبعة كانت عبارة عن مؤالفة بين مكبس وتجليد الكتب، وحبر أسود مصنوع من الزيت، ولم يكن أى منهما موجود من قبل، وفى عام 1455، طبع جوتنبرج الكتاب المقدس فى أربعة وعشرين سطرا لكل صفحة، ليكون أول كتاب يطبع على الإطلاق بالأحرف المتحركة، وشارك به فى معرض فرانكفورت التجارى.
القرآن الكريم
وفقا لدراسة بعنوان " تاريخ طـباعة القرآن الكريم لدى المستشرقين" للباحث أنور محمود زناتى، كانت أول طبعة للقرآن الكريم فى نصه العربى، "تلك التى تمت فى البندقية فى وقت غير محدد بالدقة" فنظراً لازدهار الطباعة فى أَوروبا بعد اختراع آلات الطبع، ونتيجة لثمرة طريق طويلة ومناخات سياسية اقتصادية اجتماعية ودينية مختلفة منذ القرن الثالث عشر فى أَوروبا- فكر "ألكسندر باجانيني" صاحب مطبعة "باجانيني" فى مدينة البندقية أن يطبع القرآن الكريم خصيصا للجماهير الإسلامية التى لم تمتلك وقتها آلة طباعة باللغة العربية؛ لتكون عملية تجارية ناجحة؛ نظراً لإتساع العالم الإسلامي، وكثرة المسلمين فيه، وبشكل خاص فى الأراضى العربية والتركية.
إلا أن الغموض يلف هذه الطبعة فى تحديد تارِيخِها، فقيل فى تاريخ طبعها: "إنه كان فى عام 1499م/904هـ، وقيل: عام 1508م/913هـ، وقيل: عام 1518م/924هـ، وقيل عام 1530م/936هـ، وقيل عام 1538م/944هـ أى أن هذه النسخة طبعت فى الفترة ما بين 1499م/904هـ و 1538م/944هـ، دون الاتفاق على تاريخ محدد.