نشاهد، اليوم، صورة معبرة لأم وابنتها، التقطتها المصورة هارى ميكل، فى إحدى حفلات الزفاف، حيث نرى الأم تطبع قبلة على كتف الابنة، لكنها ليست مجرد قبلة عابرة، فالتفاصيل تقول الكثير، لقد كانت هذه القبلة الخفيفة على الكتف كافية لتفجير الشجن داخل الروح ودفع الدموع دفعا إلى العينين وتشنج الملامح والدخول إلى مرحلة البكاء.
تقول لك الصورة، ما الذى بين الأم وابنتها من محبة أو حكايات أو لحظات فرح أو لحظات حزن ليحدث كل ذلك، فى لحظة واحدة، مع أنه المفروض أننا فى حفل زفاف لا يدعو أبدا إلى البكاء والشجن.
دعوا أعينكم تستقر على أصابع يد الابنة التى تمسك بيد الأم إنها محاولة حقيقية للإحساس بالوجود، بأن الإنسان لا يزال حيا، وبأن دفء القبلة الذى سرى فى الجسد، إنما هو إكسير حياة.
تأملوا العينين المتسعتين الناظرتين إلى اللاشىء، إنهما الآن سابحتان فى الدمع ولا تريان أمامهما سوى الماضى، فالابنة حتما تتذكر أمر ما، ذكرى مركزية يمكن من خلالها فهم حياة هذا الثنائى، وفهم شخصيتيهما.
وقد كانت المصورة هارى ميكل موفقة جدا عندما توقفت أمام هذه اللحظة واعتبارها الصورة الأجمل فى هذا الحفل المفعم بالمشاعر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة