عنترة بن شداد العبسى، واحد من أبرز الشخصيات فى عصر ما قبل الإسلام، جمع بين الفروسية والشعر، وكانت له سيرة عظيمة عن البطولة وصناعة الذات تروى على مر الأزمنة.
هل غادر الشعراء من متردم/ أم هل عرفت الدار بعد توهم
هل غادر الشعراء من متردم/ أم هل عرفت الدار بعد توهم
أعياك رسم الدار لم يتكلم/ حتى تكلم كالأصم الأعجم
خاض عنترة طريقًا طويلاً بحثًا عن حريته، فقد ولد لأمة سوداء، ولم يعترف به أبوه، وصار عبدًا يرعى إبل القوم ويحرس حماهم، ولكنه لم يستسلم لقدره، وخاض معارك قوية من أجل أن يعترف به قومه.
يا دار عبلة بالجواء تكلمى/ وعمى صباحا دار عبلة واسلمى
فوقفت فيها ناقتى وكأنها/ فدن لأقضى حاجة المتلوم
وكان الحب، حسبما يدل شعر عنترة، وسيلة مهمة لتحقيق أحلامه، فقد أحب عبلة ابنة عمه مالك، وهى ابنة سيد القبيلة، وقد كان يعرف أن ارتباطه بعبلة يعنى أن القوم قد اعترفوا به سيدًا، لكن مالك غالى فى المهر لعل الفارس يعجز، ولكن ذلك لم يحدث، فقد خاض ابن شداد معركة طويلة مع النعمان بن المنذر ملك الحيرة من أجل الحصول على "النوق العصافير" مهر الحبيبة.
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك/ إن كنت جاهلة بما لم تعلمى
إذ لا أزال على رحالة سابح/ نهد تعاوره الكماة مكلم
طورا يجرد للطعان وتارة/ يأوى إلى حصد القسى عرمرم
يخبرك من شهد الوقيعة أننى/ أغشى الوغى وأعف عند المغنم
وقد ذكرتك والرماح نوال / منى وبيض الهند تقطر من دمى
فوددت تقبيل السيوف لأنها/ لمعت كبارق ثغرك المتبسم
كذلك كان الشعر أحد وسائل عنترة بن شداد للحرية، فقد كان العرب يجلون الشعراء، خاصة لو متميزين مثل عنترة، الذى استطاع أن يكتب واحدة من عيون الشعر العربى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة