هند أبو سليم

صندوق صلوات أمي

السبت، 20 مارس 2021 11:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

طلبت من أختي أن تجهز صندوقاً وتضع فيه ما تتمناه لولدها، وتصلي لله أن يغمره به، وألا تفتحه قبل أن يتم عامه الواحد والعشرين، ولينظرا سوياً عندها إلى تلك الصلوات .... و ليرا آمالها كأم.. أستتحقق؟.. تتغير؟!.. هل أصبح الواقع أجمل من أمنياتها؟! أم تغيرت هي عن أمنياتها تلك، وأصبحت تتمنى له أشياءً أخرى؟!

نسيت أن أخبرها أن تضع أول ما تضع في أمنياتها (أو صلواتها) أن تضع: كثيراً من الرحمة، وأكثر من الستر، وأكثر وأكثر من الصحة، ويفوقهم كثرة معرفة الله...

لا يجوز تمني القليل في هذه الأشياء، وأختي صاحبة مبدأ الطمع في الله فضيلة، إذ كانت تقول: إن لم أطلب منه (جل جلاله) كل شيء أريده، فمِن مَن إذن؟!

لدى كل أمٍ بداخلها صندوق صلواتٍ وأمنيات، تحلق به كل ليلة والكل غافون، مارةً بسماوات الله السبع، حتى تقف على بابه، حاملة صندوقها بين يديها، تدق على أبواب الرب ثم تضعه أمام الباب بصلواتها وأمنياتها، كأنها تعويذات إلهية أهداها الله إياها مع رحمها... تضع هناك قربان أمومتها، فهي الوحيدة التي ليس عليها بأضحية، إذ خلق الله بداخلها قلباً أضحية....

تترك صندوق صلواتها، قربانها،  وتعويذاتها وتعود.

تظل تناجي الله كل يوم دون ملل او كلل، تسأله عن صندوقها، تشكره على ما تحقق، وترجوه فيما تأخر...

فيحق للأم مناجاة الرب ما لا يحق لغيرها...

فسؤالها مجبور

وعتابها مغفور

ووعدها منذور

فيحق للأم ما لا يحق لغيرها.

أخبر الله في كتبه  وسوره وآياته، عما يريد من خلقه.. ملائكة ونبيين وبشرًا.... لكنه أسرَ لها وحدها سر رحمته، وأهداها مفتاح رحمته مع حبل سرتها....

فالأم لا تخجل من دفاعها المستميت عن ابنها الصالح، ولا تخجل من دفاعها المستميت عن ابنها الطالح.

هي خلق الله الأوحد التي لا تُسأل، كيف أحبت ذلك الشرير... ذلك البغيض.... ذلك الشيطاني... فهو يعلم، فهو من أهداها ذلك القلب المحب بلا شرط أو فرض.

أمنياتي هذا العام:

كل عام وصلوات أمهات الكون تظل تعبر سماواته كالبرق

كل عام ومناجاة أمهات الأرض تظل ترنيمات سماوية تظللنا وتحمينا.

كل عامٍ وأنتن باقيات، حاميات ومحميات...

كل عامٍ وأنتن متفردات قديسات

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة