المرأة وقضاياها هي القضية الكبرى والهم الأكبر عند الكاتبة والروائية الكبيرة الدكتورة نوال السعداوى، التى رحلت عن عالمنا منذ قليل، فهي صاحبة موقف وقضية، ولها باع طويل في مواجهة كل الأفكار التي تقلل من المرأة.
الأديبة الكبيرة نوال السعداوى كانت أما وقدوة للكثير من الكاتبات والسيدات اللواتى تمردن على وقعهن، وفى حياة نوال السعداوى العديد من الكتب والدراسات التى تسببت فى شهرتها الواسعة، وكان موضوع المرأة الشاغل الأكبر والقضية الأبرز فيها، ومن هذه الأعمال:
المرأة والجنس (كتاب)
يبدأ الكتاب بمقدمة الدكتورة نوال السعداوى، حيث تتحدث فيها عن فتاة شابة زارتها صبيحة يوم ما داخل عيادتها رفقة رجل مكفهر الوجه، من أجل إجراء فحوصات للتأكد من عذريتها حسب ما أكده ذلك الرجل، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة تأكدت الدكتورة أنها لا زالت عذراء رغم الليلة التى قضتها مع ذلك الرجل الذى تبين أنه زوجها، وأن سبب عدم ظهور بقع الدم هو غشاء بكارتها الذى كان سميكا، ولا يتمزق إلا عند أول ولادة.
بعد ذلك تتطرق الكاتبة للحديث عن جسد المرأة وخاصة أعضائها التناسلية التى حكم عليها المجتمع بالبرود على حد قولها، مضيفة أن العلاقة الجنسية لطالما ارتبطت فى الأذهان بالإثم والخطيئة والنجاسة وغير ذلك، مشيرة فى الوقت نفسه إلى أن الجهل لعب دورا أساسيا وكبيرا فى كل هذا، حيث ذكرت أن مجموعة من الرجال أصبحوا يجهلون عنه الكثير.
الأنثى هى الأصل (كتاب)
ويسلط هذا الكتاب الضوء على الأصل المنسى للكائنات، وعلى مكانة الأنثى الحقيقية؛ وذلك من خلال تحليل فنى لعلوم مختلفة ساعدت فى التعرف على الوضعِ الحقيقى لها؛ وذلك بهدف إسقاط القيود الفكرية، والتحرر من أغلال العادة، والعودة إلى الصورة البدئية للمجتمعات.
وترى المؤلفة أن النظرة إلى الأنثى تطورت عبر تطور الأنظمة البشرية على مدار التاريخ؛ ففى النشأة الأولى تحتم وجود التكافؤ التام بين الذكر والأنثى، وظهر جليا دور كل منهما فى إكمال الآخر نفسيا وجسديا، ولكن مع تباعد الأزمان والأماكن تغيرت النظرة إليها فى اتجاه الانتقاص من الحريات والحقوق مقابل الزيادة فيها للذكور.
امرأة عند نقطة الصفر (رواية)
تروى نوال السعداوى، فى هذه الرواية قصة امرأة تلاعبت بها الأقدار، وساقها الرجال إلى مصيرها المحتوم، فى مجتمعٍ ذكورى مريض، الرجل فيه هو كل شىء والأنثى لا شىء تقريبا؛ حيث تجسد الرواية تملك الذكور للسلطة والثروة والشهوة، بينما تكون الأنثى أداة طيعة لنيل شهوته وتحقيق ثرائه وإرضاء سلطته، تحتل الرواية مكانة خاصة لدى المؤلفة التى ينتابها الخجل أمام شموخِ بطلتها، وعلى الصعيد الروائى اختِيرت ضمن قائمة ١٠٠١ الخاصة بتطور الرواية عبر الزمان، وترجمت إلى 40 لغة.
امرأتان فى امرأة (رواية)
تعيش المرأة فى عالمنا العربى فى صراعٍ نفسى عميق؛ صراع بين شخصية تريدها متحررة من قيود المجتمع، وأخرى تريدها منصاعة لقيوده وراضخة لسطوته؛ فهى تارة تتمرد، وتارة تستسلم، وبين هذه وتلك تتأرجح منذ ولادتها، مرورا بدراستها وزواجها وممارسة حياتها الاجتماعية، «بهية شاهين»، بطلة الرواية، نراها فى كل نساء المجتمع؛ فهى المتمردة، الثائرة على مجتمعٍ ذكورى أَبوى، هى الشخصية التى قد ترى فيها كل فتاة جزءا منها، فهل تقبل «بهية» ما يفرضه المجتمع من قيود؟ وهل يمكنها أن تثور عليها إن أرادت؟ هكذا يخالج نص هذه الرواية ذهن قارئها، ويدفعه لمماثلة واقعه المعيش بالحكاية.
توأم السلطة والجنس (كتاب)
مثل ثالوث "السلطة – الجنس – الدين" نقطة هامة فى تقديم الدكتورة نوال السعداوى لأفكارها التحررية؛ وهو ما جعل هذا الطرح صادما لدى الكثيرين، وجاء ربطها التاريخى بين هذه الثلاثة كتأطير لتجاربها الشخصية التى أكدت لديها بشكل ما صحةَ ما ذهبت إليه، وقد مزجت فى عرضها هذا بين دراستها للطب واهتمامها بمصادر التراث والتاريخ والأدب، ووظَفت كل هذا فى الدفاع عن حقوق المرأة؛ تلك الحقوق التى ترى السعداوى أنه على الرغم من حصول المرأة على جزء كبير منها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة