تجلس الفتيات على الأنوال المخصصة لصناعة السجاد في مكان مخصص لذلك منذ 10 سنوات أطلق عليه البيت اليدوي لما يحويه من أعمال يدوية تساعد الفتيات وربات البيوت على العمل والكسب وخلق فرص عمل مناسبة لهم بعد حصولهم على دورات تدريبية في مجال الأعمال اليدوية علي يد متخصصين، لتنتج في النهاية الأيادي الناعمة بعد ساعات من العمل قطعًا يدوية تحافظ على التراث من الإندثار.
بدقة وتركيز تمرر الفتاة الخيوط يمينًا ويسارًا على النول اليدوي الذي يعد خصيصًا لتلك الأعمال لتظل ساعات حتى تنجز في النهاية قطعة واحدة ذات ألوان متناسقة وجودة متفردة لا تنافسها الأعمال الآلية، حيث يتمتع العمل اليدوي بالمتانة والدقة والخامات ذات جودة عالية، والتي تجمع على هيئة كرات من خيوط الملابس الزائدة.
هنا في قرية كوم الضبع، جنوب محافظة قنا، يعملن الفتيات في تلك الحرفة داخل البيت اليدوي الذي أسس منذ سنوات لتمكين الفتيات والسيدات من العمل والكسب وتعلم الحرف اليدوية، بالإضافة إلى محو الأمية الإقتصادية والبنك اليدوي والإنتاج والتسويق وثقافة العمل الحر، ليشكل في النهاية مركزًا للحفاظ على صناعات تاريخية ما زالت صامدة في وجه الحداثة بمحافظة قنا.
حيث قالت حمدية عطية، إنها تعمل في الصناعات اليدوية منذ سنوات لإكتساب مهارة والقدرة على العمل اليدوي الذي يوفر لها فرصة عمل مناسبة لإقامة مشروع خاص بها بإمكانيات بسيطة في المنزل، لافتًة إلى أنها تدربت على أنواع عديدة من النول اليدوي للإنتاج الذي يلقي رواجًا ويتم تسويقه.
وأوضحت حمدية عطية، أن النول اليدوي ينتج الطرح والشال العربي والسجاد الذي يختلف عن أعمال الشال الذي يستخدم في إعداده نوع يختلف في تكوينه عن النول اليدوي للشال أو الطرح، مشيرًة إلى أن القطعة الواحدة ربما تستغرق متوسط عمل ساعة أو ساعتين ويمثل العمل مصدر دخل لها رغم المقابل المادي البسيط، كما يتم تسويقه عن طريق صفحات الإنترنت والمعارض التي يشاركون فيها.
وأشارت صانعة الشال والسجاد، إلى أن مرحلة التعلم إستغرقت وقتًا طويلًا حتي تمكنت من التعلم والوصول إلي المرحلة الحالية من العمل اليدوي على النول لإخراج القطع في وقت سريع وبجودة عالية، مع تنوع الأشكال التي تصنعها ذات الألوان المتنوعة، مضيفة أن نسبة الخطأ في العمل بسيطة ويتم تداركها في حال وجودها.
وأوضحت علا أحمد، أن الخيوط التي تعمل بها الفتيات لصناعة السجاد اليدوي تجلب من زيادات في الملابس أثناء صناعتها من القاهرة، ويوجد أكثر من نوع للسجاد وهو السجاد ذات الوجه الواحد والسجاد ذات الوجهين مع تنوع الخامات والأسعار للسجاد، لافتًا إلى أن خامة السجاد هي التي تحدد ساعات العمل في النول اليدوي والتي تصل إلى يومين في أوقات الشتاء.
ولفتت علا أحمد، إلى أن الأعمال التي يتم إنجازها في البيت اليدوي والتي تمثل مصدر دخل للفتيات، تباع عن طريق المعارض أو يطلبها أهالي القرية والقري المجاورة نظرًا لجودتها، ويعمل في المشروع 8 فتيات يتدربن على الأعمال اليدوية منذ سنوات للتمكين الإقتصادي.
وتابعت علا، صناعة السجاد بها نوعين من النول اليدوي الذي يستخدم في السجاد، النوع الأول يطلق عليه النول ذات النفسين وهو يستخدم في السجاد ذات الوجه الواحد، والنوع الثاني النول ذات الـ 4 أنفاس وهو يستخدم في السجاد ذات الوجهين والذي يتطلب خامات أكثر من النوع الأول ويزيد في السعر كذلك.
وقالت نعيمة محمد، مسئولة بالبيت اليدوي، إن البيت اليدوي يهدف إلي تمكين المرأة إقتصاديًا ومساعدتهن علي ظروف الحياة، وزيادة وعيهم الثقافى والإجتماعي والرياضي، بالإضافة إلي شغل وقت الفراغ وتدريبهم علي الأعمال اليدوية التي يستفيدون منها، كما كانت المبادرة في البداية تعطي سلفة للعاملات عن طريق بنك البيت اليدوي.
من أعمال الفتيات
من المنتجات
من المنتجات للفركة
منتجات البيت اليدوي
من منتجات البيت اليدوي