لا تقتصر فوائد مبادرة "حياة كريمة" التي أطلقها الرئيس لدعم وتطوير الريف المصري على مجرد توفير الخدمات الرئيسية بهذه المناطق، لكن تتعدى هذا كثيرا فهي بمثابة نقلة نوعية للريف المصري وساكنيه في كل شيء، سواء في الخدمات العامة مثل المياة والكهرباء والصرف الصحي أو الخدمات الأهم مثل الصحة والتعليم.
بل تتعدى المبادرة هذا كله إلى السعي نحو إعادة بناء الإنسان المصري أو عودته إلى أصله الحقيقى قبل أن تتشوه الشخصية المصرية بفعل الإهمال الذي طال هذه المناطق واستمر سنوات فأفرز أنواعا من البشر لا يعرفها المجتمع المصري.
ولعل هذا هو سبب توجيه الرئيس دائما للحكومة بالعمل على إعادة بناء الشخصية المصرية وإعادتها إلى حقيقتها الوسطية القائدة، كما كانت في كل العصور، فكانت مبادرة الرئيس "حياة كريمة" نموذج واضح وصريح لكفية إعادة بناء الإنسان المصري وتنقيته من الشوائب التي ألمت به.
فمبادرة "حياة كريمة" ستوفر المدارس في المناطق المحرومة منها وستوفر المستشفيات والوحدات الصحية في كل المدن والقرى التي تدخل ضمن المبادرة، كما ستستكمل المدارس وعدد الفصول التي تحتاجها كل منطقة، وستنتهي من مشروعات الصرف الصحي ومياه الشرب وغيرها من المشرعات التي ستغير شكل الحياة بشكل كامل في الريف، وستخلق جيلا جديدا لا يكره الدولة التي كانت تهمله في السابق وسيكون لديه خطط للمستقبل وأحلام يعيش لتحقيقها في جو صحي سليم وتعليم متطور ويعود الريف كسابق عهده مصنع للرجال ومولد للنوابغ في كل المجالات.
وتستهدف مبادرة حياة كريمة على مدار 3 سنوات التدخل العاجل لتحسين جودة الحياة لمواطنى قرى الريف المصرى ويبلغ إجمالى عدد القرى 4584 قرية بعدد مراكز 189 مركز بالإضافة إلى 30888 تابع، وبتكلفة تقديرية 515 مليار جنيه.
وبانتهاء مراحل المبادرة سيستفيد منها أكثر من 80% من المصريين وهى نسبة المصريين المقيمين فى الريف (يعيش فى الريف نحو 60% من المصريين و20% أخرى فى مدن ريفية ترتبط مباشرة بالريف" – حسب تقرير جهاز التعبئة والإحصاء- أى ما يعادل حوالى 80 مليون نسمة، كما أن 20% الباقين (المقيمين فى المدن الكبرى) سيتفيدون منها بطرق غير مباشرة، حيث ستتوقف الهجرات الاجتماعية من الريف للمدن بحثا عن الخدمات والعمل، وسيحصل أهل المدن على منتجات زراعية أكثر جودة ونظافة وستتحسن أحوال الجميع، كما أن توجيه الرئيس بأن تعمل الشركات المحلية فى المحافظات فى تنفيذ المشروعات الخاصة بالمبادرة، سيعمل على تنمية أعمال هذه الشركات ونموها بشكل كبير وزيادة أعمالها، وهو ما سيكون له مردود اقتصادى كبير على الأماكن التى تعمل بها هذه الشركات.
وكانت المرحلة الأولى منها تستهدف 375 قرية، تتراوح نسبة الفقر فيها 70% فأكثر، يستفيد منها 4.5 مليون إنسان فى مراكز 14 محافظة، وبلغت قيمة تكلفة المرحلة الأولى 13.5 مليار جنيه، وتم الانتهاء من 600 مشروع وجارى تنفيذ 1580 مشروعا، تستهدف تطوير مل مجالات البنية التحتية للقرى والنجوع، مياه الشرب والصرف الصحى والطرق والكهرباء والغاز والاتصالات، وتوفير سكن كريم للبسطاء من ترميم الأسقف إلى بناء منازل بالكامل، واهتمت المبادرة بمشروعات جمع القمامة وبحث كيفية إعادة تدويرها، وكذلك تجهيز العرائس، وتوفر فرص عمل وتدريب الشباب على مشروعات صغيرة، وتقدم وجبات غذائية للمحتاجين وتوفر بطاطين ومفروشات فى الشتاء، وتنشر قوافل طبية وتهتم بتنمية الطفولة وتطوير المدارس والملاعب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة