لم تكن المرة الأولى التى يستجيب فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى لحالة إنسانية تم نشرها، وآخر حالة «سائقة التروسيكل»، التى اضطرتها الظروف والفقر للعمل على تروسيكل لتدبر أمور حياتها، الرئيس أشاد بقصة كفاح السيدة التى تكافح لتربية 5 فتيات، ووعد بتلبية كل احتياجاتها سواء محلا أو شقة، وهى ليست المرة الأولى، فالرئيس لا يتأخر عن أى حالة تنشر سواء على مواقع التواصل أو فى الصحف والفضائيات، ومنها الحالة الأخيرة.
سبق وأصدر الرئيس تعليماته بعلاج حالات أو تكريم حالات أخرى رجال ونساء، لكن أهم ما وجهه الرئيس من رسائل، هو دعوته للمسؤولين أن يتحركوا ويلبوا احتياجات الفقراء من تلقاء أنفسهم، وألا ينتظرون تدخل الرئيس فى كل حالة.
أعلن الرئيس فى مداخلته «كل ست أنا مش شايفها، بقول للمسؤولين فى المحافظة والمحليات، خلوا بالكم من أهلكم، وإحنا مسؤولين عنهم، اللى باشوفه بقدم له، وفيه ناس مش بشوفها، وبقول للمسؤولين اتعاملوا أو تقولولى وأنا أعمل».
هذا أهم ما وجه به الرئيس للمسؤولين فى الحكومة والمحليات، أو المجتمع الأهلى، هناك حالات كثيرة لفقيرات وفقراء مكافحين، يتم نشر حالاتهم على مواقع التواصل أو فى الصحف، بعضهم يكون حظه جيدا ويلقى انتشارا وتجاوبا، والبعض يبقى فى طى النسيان.
هناك مسؤولون ينتظرون تدخل الرئيس أو رئيس الوزراء، وهو ما يلفت الرئيس النظر إليه، أن يكون هناك تحرك وتعامل بشكل مؤسسى ومستمر، وهو دور المحافظة ومديريات التضامن الاجتماعى، الإسراع ببحث هذه الحالات وتقرير ما تحتاجه، وأن يتعاملوا مع مواقع التواصل والصحف بجدية ويتحركوا، ويتخذوا من الرئيس مثلا، فهو لا يتأخر فى الاستجابة لحالات يعرفها، وطبيعى أن تكون هناك حالات أخرى لا تصل أو تتعثر فى الوصول.
واللافت للنظر أن هناك مؤسسات وجمعيات أهلية تزعم أنها تقدم خدمات إنسانية، تظهر فى رمضان وغيره تطلب تبرعات، ولدى شخصيا تجارب مع مؤسسات أرسلت لهم حالات تحتاج للمعاونة ولم أتلق ردا، أو واجهت ردودا بيروقراطية وتسويفا وعراقيل، وهناك مئات المؤسسات الأهلية يفترض أن تتحرك تجاه الحالات المحتاجة، لكنها تختفى وتظهر فقط فى مواسم جمع التبرعات واستجداء المواطنين، لا فرق هنا بين جمعية مشهورة وأخرى نصف معروفة.
وبناء على هذا هناك أهمية لبناء مؤسسى يكون قادرا على إغاثة المحتاجين بسرعة، وهو ما يوجه إليه الرئيس دائما مع كل حالة يستجيب لها، وآخرها سيدة التروسيكل، التى لم يتحرك المسؤول لتقديم خدمة لها، وبعد استجابة الرئيس تحركت الحكومة والمحافظون، بينما الطبيعى أن يقوموا بدورهم، لكنهم ظهروا بعد استجابة الرئيس، وكأنهم لم يشاهدوا الحالة ولا سمعوا عنها، وهو ما دفع الرئيس لتكرار ما سبق وقاله للمسؤولين إن المحافظ والمسؤول يمثل الدولة وعليه أن يتحرك.
الرئيس يستحق الشكر دائما، لأنه لا يتأخر عن تلبية مطالب من يعرف حالاتهم، لكن فى المقابل فإن المسؤولين يستحقون اللوم، وعلى الحكومة أن تفكر فى منظومة تعمل بشكل طبيعى وتتعامل مع الحالات التى تحتاج علاجا أو خدمة اجتماعية، بدلا من انتظار التعليمات فى كل مرة.