في الفترة الأخيرة ظهرت الكثير من المبادرات التي تشجع على الاحتضان وكفالة طفل يحتاج رعاية، ضمن أسرة، سواء كان معلوم الهوية أو مجهول النسب. وللتشجيع على الخطوة شاركت الدكتورة أسماء الطاهر ابنة الأديب الراحل يحيى الطاهر عبدالله، قصتها مع الاحتضان في كنف المخرجة الراحلة عطيات الأبنودي والتي تولت رعايتها منذ أن كانت بعمر الـ 5 سنوات، بعد أن فقدت والدها فكانت هذه الخطوة، كما قالت أسماء لـ"اليوم السابع" أعظم ما حدث لها طيلة حياتها.
وقالت إن الحادث الذى أودى بحياة والدها كان بمثابة الصدمة القاسية عليها وعلى والدتها التي عانت من متاعب نفسية جراء فقدان زوجها وقبله بسنوات قليلة طفلها ايضاً، فبقيت هي وشقيقتها بعد وفاته في رعاية العائلة، وعند زيارة عطيات الأبنودي لأسرتها لتقديم واجب العزاء والاطمئنان على أطفال صديقها الكاتب الراحل تعلقت بها ووجدت نفسها تريدها معها.
عطيات الابنودي مع اسماء الطاهر
تقول أسماء لـ"اليوم السابع" إن قرار عطيات الأبنودى بتبنيها واحتضانها كان مفاجئاً، كما أن قبول الأهل كان معجزة لسرعته واقتناعهم بالفكرة. وأشارت إلى صورة تجمعها مع عطيات الابنودي بعد 3 أيام فقط من الاحتضان والتي تظهر الملامح بينهما متشابهة للغاية وكأنها أمها البيولوجية.
وأضافت أن شقيقتها الصغرى ظلت مع والدتها لسنوات ثم أتت إليهما وعاشت معهما أيضاً لمدة 4 سنوات حتى تزوجت. كما تحدثت أسماء عن علاقتها بعائلتها الأساسية بأنها علاقة جيدة للغاية تسودها الحب والتواصل والاهتمام.
وقالت الدكتورة أسماء الطاهر إن الاحتضان هو بمثابة تقديم الحياة لشخص قد ينحدر في الحزن والألم فيجد من ينقذه، كما قالت إنه في حالتها كان كلا الطرفين في القصة سواء هي أو عطيات الابنودي بمثابة طوق نجاه لبعضهما، حيث أن عطيات لم ترزق بأطفال فكان تعلقها بأسماء نابع من قلب أم أرادت أن تربي وتعلم وتقدم كل سبل الرعاية اللازمة حتى أصبحت أسماء تدرس الدراما والنقد بقسم المسرح بجامعة حلوان ومدرساُ للتمثيل بالجامعة الامريكية أيضاً.
اسماء بعد 3 ايام من الاحتضان
وأضافت: "كنت فرحتها بالأمومة، وكانت بالنسبة لي مصدر الأمان والاطمئنان، غير أنها تولت جمع مقتنيات وكتابات والدي والتي لولاها لكانت اندثرت"، وتابعت أن الاحتضان كان في حياة عطيات الابنودي كما قالت قبل رحيلها أهم مشاريعها والذي صور في أسماء الطفلة ذات الـ 5 سنوات كما قالت: "كانت بتتعامل بمنتهى الفخر وفضلت تقول للعالم وليا قبل أي حد دي بنتي بالاختيار"، كما قالت إن الفكرة لم تكن مطروحة في ذلك الوقت ولا كانت منتشرة مثل هذه الأيام ولم يطلق مبادرة الاحتضان فى مصر لتغيير حياة الاطفال.
اسماء وهي شابة
واختتمت حديثها قائلة أن الثراء والزخم المعرفي التي حصلت عليه خلال عيشها في كنف الراحلة عطيات الابنودي كان بمثابة مخزوناً ثقافياً استثمرته إلى أن وصلت لأعلى درجة علمية، متمنية أنها تحافظ على تقدمها حتى تشعر بها روحها الطاهرة كما كانت تشجعها طيلة حياتها على مواصلة العلم والنجاح.